تفسير تقبيل الحجر الاسود في المنام
يُعد الحجر الأسود حجرًا من الجنة، وأشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحجر الأسود قائلًا: “الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره .
رؤية الحجر الأسود في المنام
هناك العديد من التفسيرات التي تدور حول رؤية الحجر الأسود في الحلم وتقبيله، ومن بينها
1- تقبيل الحجر الأسود في المنام يدل عل اتباع السنة و هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، و عن عمر رضي الله عنه أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبَّله فقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر و لا تنفع و لولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبِّلُك ما قبلتك . رواه البخاري ( 1520 ) ومسلم ( 1720 ) .
وأشار بعض الناس إلى أن رؤية الحجر الأسود في الحرم المكي قد تدل على تحقيق أمنية غالية للرائي، ويعتبر الوصول إلى الحجر وتقبيله أمرا صعبا في زماننا الحالي. كما قد تدل رؤيته على الذهاب لزيارة مكة المكرمة لأداء الحج أو العمرة. وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما وصل إلى مكة المكرمة، أتى الحجر الأسود وأخذه، ثم مشى على يمينه ورمى ثلاثا ومشى أربعا. ورواه مسلم في صحيحه .
3- و قد تدل رؤيته أو تقبيله على البركة ، و ذلك لأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبّله كما ورد في حديث عمر المذكور ، كما يدل على التوبة و تكفير الخطايا باذن الله تعالى ، و عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن مسحهما ( مسح الحجر ) كفارة للخطايا ، رواه الترمذي ( 959 ) .
4- يريد البعض أن الكعبة المشرفة ترمز إلى جسم الإنسان، وبالمثل، يرمز الحجر الأسود إلى جنب الإنسان، ومع الرموز المتعلقة بالرؤى، يمكن للرائي أن يتبين ما إذا كان هناك تعب أو أذى في جوانبه، وسيزول ذلك بإذن الله. ويعود أصل الحجر الأسود إلى اللون الأبيض، ولكنه أصبح أسودا بسبب خطايا بني آدم. وإذا استمدمنا كلمة “تقلب” أو “قلب” أو “انقلب” من “قبل”، فقد يظهر لنا معنى التغيير من حالة إلى حالة، وبحسب حالة الرائي الدينية، يمكن أن يتغير حاله من الشر إلى الخير، أو من النقمة إلى النعمة، أو من المرض إلى العافية، أو من الضيق إلى السعة، أو من التهاون إلى الالتزام، أو العكس. وقال ابن عباس: “قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن، وسودته خطايا بني آدم`”. ورواه الترمذي (877) وأحمد (2792)، وصححه ابن خزيمة (4/219)، وقواه الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” (3/462) .
5- ربما يكون رؤية الحجر الأسود أو تقبيله إشارة إلى لقاء شخص غال على الرائي، أو شخص ذو مرتبة عالية في المجتمع، وقد يكون دليلا على الزواج. لذلك، يمثل الحجر الأسود الزوج وتقبيله يعني قبول هذا الزوج. ويقول الله تعالى في القرآن الكريم: `ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون.` وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: `إني لأعرف حجرا في مكة كان يسلم عليه قبل أن يبعث .
حكم تقبيل الحجر الأسود
أشار جمهور العلماء إلى مشروعية تقبيل الحجر الأسود أثناء الطواف، مستدلين بالأثر الذي روي عن عمر بن الخطاب، حيث قبل الحجر الأسود ثم قال: (إني أعلم أنك حجر، لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقبلك ما قبلتك)، وعلق الإمام النووي في شرحه للحديث السابق بأن حكم تقبيل الحجر الأسود هو الاستحباب بعد الطواف، وهذا هو مذهب الجمهور، وهو رأي عمر بن الخطاب وابن عباس والشافعي وأحمد بن حنبل وطاووس .
– ويرى بعض العلماء المالكية أن تقبيل الحجر الأسود يجوز من غير الطواف، وقد ذكر ذلك في كتاب “الفواكه الدواني”، حيث قالوا: “لا بأس بتقبيله بدون طواف، ولكن هذا ليس من شأن الناس.” وقد استدلوا على ذلك برواية في مصنف ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنه، حيث كان يستقبل الحجر الأسود بغض النظر عما إذا كان في الطواف أم خارجه، ويجب الإشارة إلى أن مس الحجر الأسود وتقبيله ليس من شروط الطواف، وإنما يعد من السنن، ويجب تجنب الإيذاء الذاتي عند المزاحمة للوصول إلى الحجر الأسود، ولا يصح فعل المحذور لأداء السنن .