معلومات عن الأربعين النووية وسبب تسميتها بهذا الاسم
الأربعون النووية هي متن يحتوي على 42 حديثا شريفا تم جمعها بواسطة يحيى بن شرف النووي، وتتألف جميعها من أحاديث صحيحة، وهذا ما أولى اهتماما به الإمام النووي رحمه الله. قام الإمام النووي بحذف سلاسل الأسانيد لهذه الأحاديث لتسهيل حفظها ودراستها وتعليمها. وليست الأربعون النووية هي الوحيدة التي تحتوي على أربعين حديثا في كتاب واحد، بل هناك أربعينيات أخرى تضم أربعين حديثا أو أربعين بابا في الحديث، ومن بينها كتابا الإمام الذهبي وابن حجر وغيرهما من الفقهاء والعلماء الذين قاموا بتجميعها. ومع ذلك، الأربعون النووية للإمام النووي رحمه الله هي الأكثر شهرة بين العامة، وتوفي الإمام النووي في عام 676 هـ بعد أن أنهى تأليف وجمع هذه الأربعون في ليلة الخميس 29 جمادى الأولى سنة 668 هـ.
سبب جمع الأربعين النووية:
يقول الإمام النووي رحمه الله عن سبب قيامه بجمع هذه الأحاديث: من بين العلماء الذين جمعوا الأربعين في أصول الدين، بعضهم يركز على الفروع وبعضهم على الجهاد، وبعضهم يهتم بالزهد وبعضهم بالخطب، وجميعها تهدف إلى الخير، فالله يرضى عن الناس الذين يسعون إلى هذه المقاصد. وقد شاهدت جمعا لأربعين أهم من كل ذلك، إنها أربعون حديثا تجمع جميع تلك المسائل، وكل حديث منها يحمل مبدأ عظيما من مبادئ الدين، ووصفها العلماء بأنها أساس الإسلام، أو أنها تصف الإسلام بشكل كامل أو جزئي.
الأربعون النووية جميعها أحاديث صحيحة:
ويقول الإمام النووي في ذلك: وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث، بل على قوله صل الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة: «ليبلغ الشاهد منكم الغائب»، وقوله: «نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها، فأداها كما سمعها».
سبب تسميتها الأربعون النووية:
ظهرت أربعين حديثا في الحديث بأكمله، وقد استندت جميعها إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: `من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمور دينها بعثه الله عز وجل يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء.` وعلى الرغم من أن هذا الحديث ورد فيه أربعين حديثا، إلا أن النووي قال في ذلك: `وقد صنف العلماء رضي الله عنهم في هذا الجانب مصنفات لا تحصى.` ثم ذكر بعض المؤلفين الذين صنفوا في هذا الموضوع، ثم قال: `وغيرهم من العلماء القدماء والمعاصرين.` ووصلت كثافة التصنيف في هذا الموضوع إلى حد أن بعض العلماء صنفوا أكثر من كتاب في الأربعينات، من بينهم ابن عساكر وابن المفضل المقدسي والمحب الطبري والذهبي وابن حجر وغيرهم.
ما هي أهمية الأحاديث النبوية التي تتعلق بالأربعينيات؟
تبرز أهمية الأربعينات من الأحاديث النبوية في عدة أسباب أهمها: أنها ساهمت في الحفاظ على قدر كبير من الأحاديث المروية عن رسول الله صل الله عليه وسلم بأسانيدها وطرقها، كما أنها أبرزت جانبًا من جهود المحدّثين في رواية السنة وتبليغها على مرِّ العصور، كذلك اشتمالها على فوائد غزيرة في علوم الحديث إسنادًا ومتنًا، وفي علوم الأنساب، والتاريخ، والتراجم، وغيرها، مما قد لا يوجد في مصادر أخرى، من التراجم والكتب، كما أن بعضها يهتم بجمع النصوص والأحاديث النبوية التي تدور حول موضوع معين مما يسهل دراستها وبحثها.