أصل الحجر الأسود ومواصفاته
يُعَدُّ الحجر الأسود عند المسلمين من المواقع المُجَلَّاة بالاحترام والتبجيل، ويعتبر أشرف حجر على وجه الأرض، إذ يتواجد خارج الركن الجنوبي الشرقي من الكعبة، ويبلغ ارتفاعه عن سطح الأرض مترًا ونصف المتر، ويتميز بلونه الأسود المائل للحمرة، ويبلغ قطره 30 سم .
أصل الحجر الأسود :
يعود أصل الحجر الأسود إلى الجنة، حيث روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: `نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض كالثلج، ثم أسودته خطايا بني آدم`.
تم صنع إطار من الفضة على شكل بيضاوي لحماية الحجر الأسود وصونه. تاريخيا، يقال أن عبد الله بن الزبير كان أول من طوق الحجر الأسود بالفضة، وأصبحت هذه العادة للخلفاء عندما فرضت الظروف ضرورة تطويقه. وآخر الأطواق التي صنعت لحفظه كانت في شهر شعبان 1375 هـ، 1956م، حيث وضع الملك سعود بن عبد العزيز طوقا جديدا من الفضة. وتم ترميمه في عهد الملك فهد بن عبد العزيز في عام 2001م .
وصف الحجر الأسود :
المدهش أننا حينما نقول الحجر الأسود فإن الدلالة تنصرف إلى قطعة واحدة من حجر، لكن الحقيقي أن الحجر الأسود يتكون من عدة أجزاء ربطت جميعها بواسطة إطار من الفضة، وقد تم لصق سبعة أو ثمانية أجزاء مع بعضهم البعض، وما يظهر منه ثماني قطع صغيرة أكبرها بحجم حبة التمر، ويبلغ مجموع قطع الحجر كاملةً خمس عشرة قطعةً، ويظهر لمن شرع في تقبيل الحجر أو استلامه ( لمسه ) القطع السبع المغطاةُ بمعجون من المسك والعنبر، وحجمه غير واضح الآن بسبب التغيير الذى لحق بأبعاده .
تعرضه للاعتداء :
ظل الحجر الأسود مكانه لم ينقل أو يغيب حتى عام 64 هـ عندما هدم عبد الله بن الزبير، الكعبة المكرمة بعد تضررها من حريق وأعاد بنائها مرة أخري، ولحماية الحجر الأسود وصونه ربطه ابن الزبير بالفضة، وتكرر تعرض الكعبة للضرر على يد الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 73 هـ، فأفرغ الخليفة هارون الرشيد الفضة على الحجر الأسود .
تعرض الحجر الأسود للاختطاف على يد القرامطة واحتجزوه لمدة 22 عامًا قبل استعادته، وقد تعرض الحجر الأسود للعديد من حوادث الاعتداء عليه في عدة أعوام، بما في ذلك عام 363 هـ و 413 هـ و 990 هـ وكذلك في حادث آخر في عام 1351 هـ .
خصائصه العلمية :
تسببت الخصائص العلمية المثارة حول طبيعة الحجر الأسود في جدل وخلاف، حيث قال البعض إن أصل هذه الأحجار نيزكي، بينما قال آخرون إن أصل هذه الأحجار هو العقيق .
قدمت إحدى الباحثات في جامعة كوبنهاجن الدنماركية في عام 1980 فرضية تفيد بأن الحجر الأسود جزء من الزجاج أو من الحجر المتحول من تأثير نيزك سقط قبل آلاف السنين. ومن جهتهم، يرى علماء متحف التاريخ الطبيعي البريطاني أن الحجر الأسود قد يكون صخرة أرضية خطئا نسبت إلى أصل نيزكي .
أحكامه وفضائله :
تحظى الحجر الأسود بمكانة عظيمة، وينصح بأن يلمسه ويُقبله المسلمون الذين يطوفون ببيت الله الحرام، وإذا لم يتمكن المسلم من لمسه بيده فيجب عليه أن يُقبله، وإذا لم يتمكن من ذلك فيجب عليه أن يشير إليه بيده ويذكر الله ويُكبّر .
استلام الحجر الأسود (أي لمسه) يعتبر من أوائل الأعمال التي يقوم بها الحاج والمعتمر. ويقوم المسلمون بهذا الفعل اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (إن مسحهما كفارة للخطايا)، ويحطان للخطايا والذنوب. وروى عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: `إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطا` .