تعليم الطفل مهارات حل المشكلات
من الصعب على أي أم أن تجلس وتشاهد طفلها يعاني لأجل أداء مهمة معينة، وخاصة إذا كانت هذه المهمة بسيطة ومن الأسهل أن تقوم الأم بأدائها بدلا عنه وتنهي هذا العذاب. وهناك العديد من الأمهات اللواتي يتبعن هذه السلوكية للتخلص من حالة البكاء التي تحدث عند فشل الطفل في أداء مهمة ما، ولكن ماذا بعد ذلك؟ سيعتاد الطفل على أن تقوم الأم بإصلاح وفعل كل شيء بدلا منه .
يستخدم الطفل البكاء كوسيلة للضغط على الأم
هناك العديد من الوظائف التي يجب على الطفل إنجازها بمفرده دون مساعدة الأم ، و لكن عند إخفاق الطفل و عدم قدرته على إتمام هذه المهام ،تجد الأم نفسها أمام نوبة من البكاء و الصراخ و الضغط النفسي تجعلها تفضل أن تقوم هي بمهام الطفل و ذلك لتجنب نوبات البكاء التي لا تنتهي ، ولكن في الحقيقة إن هذه الطريقة ليست الطريقة الأمثل للتعامل مع مثل هذه المواقف.
مثال على الأنشطة التي يمكن للأم أن تقوم بها بدلاً من الطفل
1- ستكون من الأسهل على الأم أن تنظم غرفة طفلها بنفسها بدلا من قضاء الوقت والجهد في تعليم الطفل كيفية تنظيم أغراضه الخاصة .
في حال غسل الأم لأسنان طفلها، يجب أن تقوم بغسل أسنان الطفل أيضاً، حيث سيتأكدون من تنظيفها بشكل جيد وينتهون من المهمة بشكل أفضضل وأسرع .
3- أن تقوم بجمع وتنظيم ألعابه .
4- أن تقوم بربط حذاء الطفل .
يمكن حل بعض الواجبات المدرسية التي لا يستطيع الطفل القيام بها بمفرده .
تؤدي القيام بمهام الطفل من قبل الأم إلى نتائج محددة
كل يوم تتعرض الأم من خلال العديد و العديد من المواقف لنفس الصراع مابين أن تقوم هى بإنجاز مهام طفلها سريعاً بدلاً منه ،أو أن تستغل الفرصة لتعليمه و تدريبه من خلال المواقف التي يتعرضان لها سوياً ،و عندما تقوم الأم بإصلاح الأشياء البسيطة الصغيرة بدلاً من طفلها ،فإنها بذلك تتخلص من البكاء و الأنين المتواصل ولكن في الوقت ذاته فإنها ترسي دعائم الشخصية الإتكالية ،فتجد تراجع في قدرات الطفل حتى الأشياء البسيطة التي كان يقوم بها بمفره بدأ يتراجع عن عملها ،ويستغل البكاء كحل لإجبار الأم على مساعدته و حل مشاكله .
كيف يمكن التغلب على البكاء بشكل عملي؟
ربما تبحث الأم عن بعض الطرق التقليدية التي قد تؤدي إلى نجاح مع الطفل، أو قد لا تحقق النتائج المرجوة. مثلا، تخبر الأم ابنها أنه يستطيع القيام بفعل ما يعتقد أنه غير قادر عليه، أو تطلب منه المحاولة مرة أخرى بدلا من البدء في البكاء. ولكن هناك طريقة أكثر فعالية للتغلب على مشكلة بكاء الأطفال، وتعتمد هذه الطريقة على التوضيح والشرح وإيجاد الحلول.
وصف الموقف
عندما ترى الأم أن طفلها غير قادر على آداء مهمة ما ،عليها أن تقف و تصف الموقف له ، و تساعده في تحديد المشكلة التي تواجهه ،و نوع المعوق الذي يمنعه من آداء الشيء الذي يريده مثلاً عندما يحاول الطفل أن يغلق أزرار ملابسه فإنه يبكي إذا وجد نفسه غير قادر على فعل ذلك ،في هذه الحالة على الأم ان تقف دون أن تمد يديها لغلق الزر بدلاً من الطفل .
شرح الموقف
في حالة مواجهة مشكلة غلق أزرار الملابس، يمكن للأم توضيح الخطأ الذي يمنع الطفل من إغلاق الزر وشرح الطريقة الصحيحة لعمل ذلك .
إيجاد الحلول
تعد هذه الخطوة الأهم حيث سيكون بإمكان الطفل التفكير في أكثر من طريقة لحل مشكلته واختيار الأنسب من بينها. يمكن للأم أن تجرب إغلاق الزر بنفسها أمام الطفل لتعليمه الطريقة الصحيحة، ثم تطلب منه تنفيذها أمامها، وسينجح بالتأكيد بهذه الطريقة. في ذلك الوقت، سيتوقف بكاء الطفل وسيشعر بالسعادة لأنه أصبح قادرا على أداء بعض المهام بمفرده .
تنمية مهارات حل المشكلات
إذا كان الطفل يعاني من مشكلة ما مثل عدم القدرة على القيام بمهمة ما ، تلائم عمره و نموه العقلي و البدني فالحل العملي و السحري هو أن تعلمه الأم أن يتوقف عن المحاولات التي تولد لديه المزيد من الإحباط ،فيتوقف ليستطيع تحديد المشكلة ثم يصفها ،و يحاول التفكير في إيجاد حلول عملية للتغلب عليها ،و عندما يتوقف الطفل عن المحاولات الخاطئة فإنه سيعزل نفسه عن البكاء لبرهة قصيرة و من ثم يبدأ التفكير في السبيل نحو حل المشكلة .
عندما تجد الأم أن طفلها قد فشل في إنجاز مهمة ما، وحتى لو كانت صغيرة من وجهة نظرها، فمن الأفضل أن تدرك أن لديها القوة لتشجيع الطفل على التحلي بالصبر وتنمية مهارات حل المشكلات لديه، بدلا من تأدية مهامه الشخصية .