طرق تعويد الطفل الاعتماد على نفسه
إذا كنت أمًا لطفل يبلغ من العمر سبع سنوات أو أكبر بقليل ويعتمد عليك في كل شيء في حياته، فإن هذا المقال موجه خصيصًا لك .
اعتماد الطفل على الأم
في السنوات الاولى من عمر الطفل لا تواجه الأم مشكلة تعويد صغيرها على نظام حياة أو روتين معين ، فهو يستيقظ في الصباح يتناول طعام الافطار، بعد ذلك ينهمك في مشاهدة كارتونه المفضل ، واللعب بالعابه المختلفة ، لكن هذه المشكلة تبدأ في الظهوروالتعقيد مع بداية ذهابه للمدرسة ، واعتماده على والدته في كل شىء فعليها تذكيره بكل كبيرة وصغيرة ، بل ان عليها مشاركته في جميع انشطته اليومية ، مما يؤدي إلى ظهور مايعرف بالشخصية الإتكالية .
أسباب الشخصية الاتكالية
1- الخوف الزائد لدى بعض الأمهات على أطفالهن ومحاصرتهم من جميع الجهات وعدم ترك الفرصة لهم للإحتكاك بالعالم الخارجي .
يساعد الأم ابنها في كل شيء، حتى يربطون حذائه معًا في بعض الأحيان .
يجب على الأم دفاع عن طفلها في جميع المواقف سواء كان مخطئًا أو مسيئًا، ويجب تجنب مناقشته في أخطائه وتعويده على التفكير في كيفية إصلاحها .
توضح الأبحاث العلمية أهمية اعتماد الطفل على نفسه، وتأثير ذلك على شخصيته في المستقبل، وطرق التعامل مع المشكلات التي يواجهه .
كيف يمكنك تعليم طفلك الاعتماد على نفسه منذ الصغر؟
اجعلي طفلك ينام في سريره الخاص .
اتركي له مساحة حركة بعيداً عنك وتحت مراقبتك .
3- ساعديه على تكوين علاقات اجتماعية مع الاقارب والأصدقاء .
4- تعلم كيفية ربط حذائك بنفسك .
5- اجعليه يختار ملابسه التي سيرتديها .
اطلبي منه مساعدته في بعض الأعمال المنزلية، مثل تنظيف السفرة بعد الأكل مع الأسرة، حيث يقوم كل شخص برفع أطباقه التي استخدمها .
7- حثيه على ترتيب سريرها بمفردها .
8- عوديه على تنظيم غرفته بعد الانتهاء من اللعب .
تمثل الأمثلة السابقة أمثلة بسيطة للأشياء التي يمكن للأم تجربتها مع طفلها، ويمكنها البدء في اختيار نقطة محددة وتنفيذها حتى يتقن الطفل ذلك بمفرده، ثم تنتقل إلى نقطة أخرى حتى يتقنها الطفل أيضًا. وخلال هذه المرحلة، يجب على الأم عدم إرهاق الطفل بالمسؤوليات الكثيرة حتى لا يرفض الاستجابة لمطالبها .
الحل السحري لتعليم الطفل الاعتماد على نفسه
في السطور التالية، سنقدم الحل السحري لكل أم لمساعدتها في تعويد أطفالها على اتباع روتين أو نظام يومي دون الحاجة للتذكير به، وهو عبارة عن نشاط يقوم به الأم مع طفلها لمدة ثلاثة أسابيع، وهو نشاط الكروت المكتوبة
طريقة الكروت المكتوبة
عمل كروت من الورق المقوى الملون وكتابة المهام التي على الطفل القيام بها و وضعها بالترتيب على مكتب الطفل , أو انه يمكن لصقها على أحد الحوائط ، ويجب ان تحتوي هذه الكروت على افعال واوقات محددة على الطفل الالتزام بها مثلا : في الصباح يبدأ الطفل بالصلاة ، غسل الاسنان ، تناول طعام الافطار ، الذهاب للمدرسة وهكذا مع باقي الامور التي تريد الام تعويد الطفل عليها .
يجب على الطفل المشاركة في صنع هذه البطاقات ويجب على الأم شرح المهمة التي يقوم بها كل بطاقة، فإحدى البطاقات تذكره بغسل أسنانه قبل النوم والأخرى تذكره بضرورة إنهاء واجباته المدرسية قبل الساعة التاسعة وهكذا، مما يساعد أيضا في الاستمرار على هذا الروتين هو تعليق جدول مكون من جزئين، جزء استطاع الطفل إنجازه بنجاح وجزء لم يتمكن من القيام به، وتطلب الأم من الطفل يوميا أن يساعدها في وضع علامات لنشاطه في هذا الجدول .
على الأم ان تتمتع بقدر من الذكاء فتشجع ابنها وتمدح الاعمال التي استطاع القيام بها بمفرده ، دون ان تذكره بها ، فإن لذلك دور في مساعدته على الالتزام بمهامه اليومية ، وكذلك عليها أن تجد بدائل للأمور التي لم يستطع القيام بها ، وتعرف الأسباب وتساعد الطفل في ايجاد حلول تمكنه من القيام بمهمته في المرة القادمة.
نتائج هذا النشاط
ربما يواجه الطفل صعوبة في البداية في اتباع وتنفيذ محتويات الكروت بالكامل ولكن مع الوقت والتدريب سيتعود على هذا النظام ، وسيلجأ الى كروته الذكية لمعاونته على تذكر مهمته التالية، يستغرق تعويد الطفل على هذه الطريقة بعض الوقت لكنه سيوفر الكثير من الوقت والجهد الذي كانت تبذله الأم في الماضي .
الاعتماد على النفس
عندما يصبح هذا الروتين اليومي هو أمر يقوم الطفل به من تلقاء نفسه ستبدأ الأم في ملاحظة ملامح شخصية ابنها ، وستدرك وقتها انها بهذا النشاط البسيط تمهد لبناء شخصية مستقلة ، معتمدة على نفسها , بعيدة كل البعد عن الاتكالية ، وفى المستقبل سيعرف طفلها قيمة ماكانت تفعله أمه من اجله .
الشخصية الاتكالية
هناك بعض الامهات اللواتي سيجدن صعوبة في اقناع الطفل العمل بهذه الطريقة وستخترن الطريق السهل وهو تجهيز احتياجات الطفل بنفسهن ، وتنجزن مهامه سريعا بدلاً منه ، لكنها بذلك تشكل شخصية اتكالية ليس لديها مسؤلية تجاه نفسها وبالتالي فلن تكون مسؤلة في يوم من الأيام تجاه المجتمع أو أي شيء آخر .