كيف تؤثر التغذية على النمو العقلي للطفل
لا شك أن التغذية السليمة منذ الحمل، عن طريق تغذية الأم، لها دور مهم في تشكيل الطفل العقلي. وبعد الميلاد، تنعكس تغذيته خلال فترة الرضاعة عليه. وبالطبع، التغذية المباشرة للطفل مهمة أيضا. هناك العديد من العناصر الغذائية المهمة لنمو الطفل وتطوره العقلي والإدراكي، وبالتالي التطور المعرفي السليم. فالنظام الغذائي الشامل الذي يحتوي على جميع العناصر الغذائية يساعد في تكوين الجهاز العصبي في الفترة المهمة التي يبدأ فيها الدماغ بالنمو من الأسبوع 24 من الحمل حتى الأسبوع 42. بعد ذلك، تبدأ مراحل نمو الجهاز العصبي. لذلك، يجب على الأم التركيز في تلك الفترة على الأطعمة التي تساعد على نمو الجهاز العصبي لدى الطفل الصغير. قد يتعرض الطفل لمشاكل صحية عديدة إذا لم يحصل على العناصر الغذائية التي تساعد على نمو الدماغ، لأن الدماغ ينمو بشكل سريع جدا في تلك الفترة. ونجد أن بعض المناطق تتأثر أكثر من غيرها، مما يؤثر على القشرة السمعية والبصرية التي تتحكم في السمع والنطق والذاكرة. وهنا تأتي أهمية التغذية التي تحدد مسار الطفل العقلي والبصري وتضمن سلامته .
أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث أن المواد الغذائية لها دور هام في النمو العقلي للطفل، ويشير الأبحاث إلى العناصر الغذائية التالية بأهميتها لصحة الطفل العقلية:
البروتينات بأنواعها النباتية والحيوانية تلعب دورا هاما في نمو الطفل العقلي والإدراكي، وتتضمن الدواجن واللحوم الحمراء والبقوليات وفطر عيش الغراب. كما تحتوي الأحماض الأمينية غير المشبعة على زيت الزيتون والمكسرات والدهون غير المشبعة، ويعتبر الحديد أحد المعادن الأساسية المهمة لصحة دماغ الطفل ويمكن الحصول عليه من الكبد والسبانخ والفطر. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الزنك الذي يوجد في الأسماك والنحاس الموجود في بعض الخضروات واليود الموجود في الأسماك والسيلينيوم وفيتامين أ الموجود في الجزر والكولين وحمض الفوليك على أهمية كبيرة ..
وفقا للبحث الذي نشر في مجلة الجمعية الأمريكية للتغذية السريرية، يشير إلى أن أي نقص في تلك العناصر المذكورة لفترات طويلة سيكون له تأثير سلبي على نمو وتطور الدماغ. وقد وجدوا أن سوء التغذية الناتج عن نقص البروتين يؤثر على النمو في منطقة الحصين والقشرة، ويؤدي إلى الإصابة بالعجز الفكري والتخلف العقلي وضعف القدرات المعرفية مثل عدم القدرة على التعلم، لذا يقوم الطبيب فيما بعد بوضع الطفل تحت اختبار عام للتطور العقلي. أما نقص الحديد، فيؤثر على عملية التغليف العصبي والمثبطات العصبية وعملية الأيض في الحصين. أما الزنك، فيؤثر على تنمية الدماغ والأحماض الدهنية والأمينية، التي تؤثر على وظيفة الغشاء. وفي بعض الدراسات الأخرى، أثبتت أن اتباع حميات غذائية تحتوي على كميات كبيرة من السكر تؤدي إلى إعاقة الدماغ وعدم القدرة على أداء وظائفه بالشكل المطلوب .
يؤدي نقص فيتامين ب9 المعروف أيضا باسم حمض الفوليك إلى تشوهات خطيرة في الأنبوب العصبي للجنين، وهذا يؤدي إلى الإصابة بالتهابات الدماغ ومشاكل التطور والنمو. من المهم تناول هذا الفيتامين اعتبارا من اليوم 27 من الحمل، ويمكن الحصول عليه من البرتقال والخضروات الورقية والحبوب الكاملة .
الأوميغا 3 وتطور الدماغ هما من المغذيات المهمة لتطوير النظام العصبي للجنين، وأهم مصادرهما المأكولات البحرية مثل السلمون والسردين والتونة وبذور الكتان، أما اليود فنقصه يؤدي إلى شلل في الخلايا الدماغية ويتسبب في الصم والخرس واضطرابات الغدة الدرقية ومشاكل النمو، ويتواجد في جميع المأكولات البحرية .
يؤكد كل ذلك على أهمية التغذية للطفل أثناء فترة نموه وحتى بعد الولادة، ولذلك يجب الاهتمام بتغذية الطفل من البداية