بحث عن الاتصال غير الكلامي
التواصل غير اللفظي أو غير الكلامي هو عملية إرسال واستقبال الرسائل دون استخدام الكلمات المنطوقة أو المكتوبة، ويمكن أن يؤكد السلوك غير اللفظي على بعض الأجزاء من الرسالة اللفظية .
التواصل غير اللفظي
تم تقديم مفهوم التواصل غير اللفظي في عام ١٩٥٦ من قبل الطبيب النفسي يورجن روش والكاتب ويلدون كيس في كتابهما “التواصل غير اللفظي، وملاحظات حول الإدراك البصري للعلاقات الإنسانية”. وقد اعتبرت الرسائل غير اللفظية أمرا مهما في التواصل لقرون، كما لاحظ فرانسيس بيكون في كتابه “النهوض بالتعلم” (١٦٠٥) أن سلالات الجسم تكشف عن ميل الذهن بشكل عام، ولكن حركات الوجه وأجزاء أخرى من الجسم تعكس الفكاهة الحالية وحالة العقل والإرادة .
أنواع التواصل غير اللفظي
تم اكتشاف سبعة أبعاد غير لفظية مختلفة من قبل الخبراء وهي:
1. تتضمن الإشارات أو حركات الجسم، بما في ذلك تعابير الوجه والاتصال بالعين .
2- الصوتيات أو اللغات التي تحتوي على معلومات عن الحجم والمعدل ودرجة الصوت والجدول الزمني .
3- المظهر الشخصي .
بيئتنا المادية والتحف أو الأشياء التي تشكلها .
تختلف المسافات المكانية بين الأفراد في ثقافات مختلفة، وتختلف أيضًا المساحة الشخصية لكل فرد .
6- التحسس أو اللمس .
يتضمن ذلك الترتيب الزمني أو الوقت، وتضاف إلى هذه القائمة العلامات أو الشعارات .
تشمل العلامات أو الشعارات جميع الإشارات التي تستخدم بدلا من الكلمات والأرقام و علامات الترقيم، ويمكن أن تختلف من الإشارة البسيطة بالإبهام إلى الأنظمة المعقدة مثل لغة الإشارة الأمريكية للصم، حيث تحتوي الإشارات غير اللفظية على دلالة صوتية مباشرة، ومع ذلك يجب التأكيد على أن العلامات والشعارات تعتمد على الثقافة، فعلى سبيل المثال، حركة الإبهام المستخدمة للدلالة على “حسنا” في الولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن تكون تفسيرها مهينا في بعض بلدان أمريكا اللاتينية .
تأثير الإشارات غير اللفظية على الخطاب اللفظي
في مناقشة الترابط بين الرسائل غير اللفظية واللفظية، حدد علماء النفس بول إيكمان ووالاس فريسين (1969) ست طرق مهمة للتواصل غير اللفظي التي تؤثر مباشرة على خطابنا اللفظي، وهي:
يمكن استخدام الإشارات غير اللفظية للتأكيد على كلماتنا، ويعرف المتحدثون الماهرون كيفية القيام بذلك عن طريق إيماءات قوية وتغيير حجم الصوت أو معدل الكلام أو الإيقاف المتعمد وغير ذلك .
بالإضافة إلى الكلام، يمكن تكرار ما نقوله من خلال سلوكنا غير اللفظي، ويمكننا أن نوافق شخصًا ما عند إيماء رأسنا .
يمكن أن تكون الإشارات غير اللفظية بديلا للكلمات، وفي كثير من الأحيان، لا تكون هناك حاجة كبيرة لوضع الأشياء في كلمات، ويمكن أن تكون فقط إشارة بسيطة كهز الرأس يعني لا، واستخدام علامة الإبهام يعني عملا جيدا أو رائعا .
رابعا، يمكن استخدام الإشارات غير اللفظية لتنظيم الحديث، مثل الإيماءات المدعومة والتغييرات في النبرة الصوتية. تساعد هذه الإيماءات والنغمات على تبادل الأدوار في المحادثة وتعزز التواصل .
الرسائل غير اللفظية أحيانا تتعارض مع ما نقوله، وعلى سبيل المثال، يمكن لصديق أن يخبرنا أنه قضى وقتا رائعا على الشاطئ، ولكننا لسنا متأكدين من ذلك لأن صوته مسطح ووجهه ينقصه العاطفة .
في النهاية، يمكننا استخدام إشارات غير لفظية لإضفاء المزيد من المعنى على رسالتنا اللفظية. يعني الشعور بالتوتر أننا قد نكون غاضبين أو مكتئبين أو محبطين أو على وشك الانهيار قليلا، ويمكن أن تساعد الإشارات غير اللفظية في توضيح الكلمات التي نستخدمها وكشف مشاعرنا الحقيقية .
الدراسات الخادعة للاتصال غير اللفظي
عادة، يتفق الخبراء على أن التواصل غير اللفظي بحد ذاته يحمل تأثير رسالة، والنسبة المذكورة هي أن 93 في المائة من المعنى في الوضع الاجتماعي يأتي من معلومات غير لفظية، بينما يأتي فقط 7 في المائة من المعلومات اللفظية. ومع ذلك، فإن هذه النسبة مضللة، حيث تعتمد على دراستين أجريتا في عام 1976 لمقارنة الإشارات الصوتية وعلامات الوجه، في حين أن الدراسات الأخرى لم تؤكد نسبة 93 في المائة. ومن المقرر أن يعتمد الأطفال والبالغون على الإشارات غير اللفظية أكثر من الإشارات اللفظية في تفسير رسائل الآخرين .
سوء الفهم غير اللفظي
يعتقد مراقبو أمن المطار في بقية العالم أنهم يستطيعون قراءة لغة الجسد، وقد أنفقت إدارة أمن النقل حوالي مليار دولار في تدريب الآلاف من ضباط كشف السلوك للبحث عن تعبيرات الوجه وغيرها من الأدلة غير اللفظية التي يمكن أن تحدد هوية الإرهابيين، ولكن يقول النقاد إنه لا يوجد دليل على أن هذه الجهود قد أوقفت إرهابيا واحدا أو أنجزت أكثر من إزعاج الركاب العاديين سنويا، ويبدو أن إدارة الأمن في المطارات سقطت في الفخ الذي يعتمد على الخداع الذاتي بأنه يمكن قراءة تعابير الوجه للكذب أو الصدق .
يعتقد معظم الناس أن الكاذبين يحاولون تجنب النظر في العينين أو القيام بحركات عصبية، ولكن تدرب العديد من ضباط إنفاذ القانون على البحث عن التشنجات اللاإرادية المحددة، مثل التحديق بشكل معين، ولكن في التجارب العلمية، يقوم الناس بأداء سيء في اكتشاف الكاذبين، ولا يتفوق ضباط إنفاذ القانون وغيرهم من الخبراء المفترضين على الأشخاص العاديين في ذلك، على الرغم من ثقتهم في قدراتهم .