امثلة عن المشتبهات في الحكم الشرعي
تعريف المتشابهات
الخلط بين الأشياء والشكوك يأتيان من اللبس. الشبهة تعني وجود مشاكل والشبه غامض والحكم غير واضح تماما، وبالمثل، لا يحتاج الحكم إلى تحديد ما إذا كان يأتي من المحتوى المسموح به أو المحظور.
لم يقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن أكمل الدين، وذلك بوحي من الله عز وجل، فلم يترك شيئا من الحكم مجهولا، كما قال تعالى: `اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا` [المائدة: 3]. وكما قال صلى الله عليه وسلم: `تركتكم على بيضاء نقية، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك` (ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم) .
أمثلة عن المتشابهات في أحكام الشرع
فلنتعرف معا على مواضيع الشبهات في الحكم الشرعي والسنه النبويه ومنها:-
-وقال أبو ذر رضي الله عنه : قال ابن رجب الحنبلي في كتابه “جامع العلوم والحكم”: «توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يحرك طائر جناحيه في السماء إلا وقد ذُكِر لنا منه علمًا».
- عندما اشتكى بعض الناس من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، قال عمه العباس رضي الله عنه: `والله لم يمت الرسول صلى الله عليه وسلم حتى ترك السبيل مبينا وأحل الحرام وحرم الحلال وتزوج وطلق وقاتل وسالم` (ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم) .
-و عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (الأشياء المباحة والأشياء المحرمة واضحة، ولكن هناك أمور مشتبهة بينهما لا يعرفها الكثيرون. فمن يتقى الشبهات فقد حفظ دينه وسمعته، ومن يقع في الشبهات فإنه يقع في المحرمات، تماما كما يرعى الراعي حول الحظيرة ويكاد أن يدخلها. إن لكل ملك حظيرة خاصة به، وحظيرة الله هي المحارم التي ينبغي احترامها. وفي الجسد يوجد قلب).
- يعود تفسير هذه الحديث إلى أن الشبهة قد تنشأ لدى الشخص الذي يتحمل المسؤولية نفسه، ومن الممكن أن يصدر حكم مشكوك فيه عن وصف أو سلوك شخص ما، وذلك بسبب السماح بالوصول إلى المحظور أو التعرض للتشكيك أو الاشتباه، ويمكن للشخص الذي يتحمل المسؤولية الحصول على هذه المعلومات للتحقق من شكوك الناس في قيامه بأمور ممنوعة شرعًا.
- الشك في مسألة حكمية يأتي من وصف الأشياء أو السلوك المحدد ويشمل ما هو محظور أو مسموح به أو ملحق به إلزاما أو منعا أو كراهية أو توصية أو إذنا. ولا يجوز للشخص الاستسلام للشك حتى يتضح حكم الشريعة بعد إجتهاده أو بعد أن يعرف حكم الإسلام في المسألة سواء كان مجتهدا أو عالما حاكما.
– قال علي بن الحسين رضي الله عنهما: صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتني أنها جاءت لزيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو معتكف في المسجد خلال العشر الأواخر من رمضان، وتحدثت معه لمدة ساعة بعد صلاة العشاء، ثم قامت لترحل، فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومشى معها حتى بلغا باب المسجد الموجود قرب منزل أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث صادفهما رجلان من الأنصار فسلما عليهما وتحدثا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال لهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “ادعوا رسولكما، فإنها صفية بنت حيي”. فقال الرجلان: “سبحان الله، يا رسول الله، وكبر عليهما ما قال”. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يلقي في قلوبكما شيئا.
- ويتضح من هذا الحديث أن النبي نفى الشكوك التي قد تكون موجودة في قلب الشخص، حتى لو كان التردد هو الشك الأكثر أهمية، وما يشتبه في حرمة شيء ليس حقا حراما، ولكن الناس يتجنبونه خوفا من أن يقولوا لا، لأنهم يظنون أنه حرام، وإذا كان هذا النوع من الشك واجبا، فالخطأ هو الابتعاد عنه، بل على العكس من ذلك، فقد قام النبي بما هو مشروع ومأمور به في الشريعة الإسلامية، ولم يعتبر إنسانا.
- وقوله صلى الله عليه وسلم: إنّ حماية الله لمحارمه يشمل امتناعنا عن الأفعال المحرمة مثل القتل والسرقة والزنا، والالتزام بالأوامر المفروضة علينا مثل الصلاة والزكاة والصيام وغيرها.
حكم الوقوع في الشبهات
يعتبر الحرام ممنوعا والحلال مسموحا، فإن الأشياء المسموح بها والمحظورة متفق عليها في الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالملابس والطعام والشراب والتعامل بين المسلمين. ومن أمثلة المحظورات تناول الربا وشرب الكحول والسرقة وغيرها. قال تعالى: `وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم.
بين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أتموا مهمتهما وأتموا ديننا حتى لا نقع في موضع الشبهات، وفي هذا الصدد قال صلى الله عليه وسلم: `من اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام.` رواه مسللم.
ذكر العباسي أن رسول الله ﷺ لم يمت حتى أحل الحلال وحرم الحرام ووضع نهجًا واضحًا في السبيل، وذلك وفقًا للتاريخ الإسلامي.
لقد منع الله العديد من الأشياء وذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية حتى لا يقع المسلم في الشبهات. فهناك بعض الأشياء التي حرمها الله عن شربها عندما ذكر في قوله تعالى: `يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما`.
وقوله صلى الله عليه وسلم: وفيما بينهما أمور مشبوهة لا يعلمها كثيرون من الناس، وهذا يوضح أنه من رحمة الله تعالى بعباده أن يخلق تلك المشبوهات، وتلك الأمور ليست واضحة فيما يتعلق بالحل والحرمة، ولذلك لا يدركها الكثيرون من الناس. وأما العلماء فإنهم يعرفونها ويوضحون حكمها، سواء بنص من الشرع أو بالقياس أو بالاستصحاب. فإذا كان الأمر مترددا بين الحل والحرمة وليس له نص ولا اجماع، فإن المجتهد يجتهد فيه ويسعى لجعله متعلقا بأحد الحلين بواسطة الدليل الشرعي. وبمجرد أن يجعله متعلقا بالحل الشرعي، يصبح جائزا .
مراتب تجنب الشبهات
واعلم أن تجنب الشبهات يكون على المستويات التالية:
- أولاً: يجب تجنب ما يحرم؛ لأن ارتكاب مثل هذه الأفعال كالزواج من امرأة يشتبه في إرضاعها منه.
- ثانياً: في حال كان الزوج يريد إطلاق اسم زوجته، ولكنه غير متأكد من صحة الإذن الذي حصل عليه، فإن المبدأ هنا هو الاعتمالاد الكامل بصحة الإذن الممنوح، وعدم الانتباه إلى أي تشابه ما لم يتم التأكد منه بالتحقق الدقيق.
- النوع الثالث: يُزعم أن أصله بين الإذن والنهي، فالأفضل تركه.
- رابعاً: ما يجب تجنبه، مثل التعامل مع الممنوعات المالية والمحرمات.
- خامساً: يتجنب الشخص ما يكره، مثلاً التهرب من الحصول على رخصة شرعية في حالة ارتكاب معصية.