منوعات

المفاهيم المعرفية وعلاقتها بالتطور التكنولوجي

بعد التطور التكنولوجي الكبير الذي شهده العالم في أواخر القرن العشرين وبعده، انتشرت إدارات المعرفة بشكل كبير وأصبحت المؤسسات تنتهجها كأسلوب إداري علمي يشهد على فعاليته الجميع.

العلاقة بين التطور التكنولوجي وانتشار المعرفة
ساهم التفجر التقني العظيم الذي حدث في البيئة العلمية في انتشار المعارف والعلوم والثقافات بكم لم يشهد العالم مثله من قبل، كما أن التكنولوجيا ساهمت بدرجة كبيرة في توضيح وكشف الكثير من الغموض الذي لطالما اجتاح الكون في معظم المجالات الكيميائية والفيزيائية وعلوم الفضاء وغيرها.

تعريف بعض المصطلحات المتعلقة بإدارة المعرفة
1- البيانات: البيانات هي مصطلح عربي يشير إلى المواد الخام التي تكون أساسا لصنع وتحليل المعلومات الجديدة، وتعرف في العديد من الكتب والموسوعات اللغوية على أنها شيء غير مفيد وغير مجد ما لم يتم استخدامه على أرض الواقع، وعلى هذا النحو فإنها تكون عبارة عن بيانات عشوائية وغير مستخدمة بشكل فردي، ولكن إذا تم معالجتها وتنظيمها وتنقيحها بحيث توضع في إطار واضح وله معنى واضح للمتلقي، فإنه يمكن تعريفها على أنها وصف لأشياء أو أحداث أو نشاط بدائي.

فالبيانات عندما تكون مخزنة ومصنفه ولكنها ليس مستغلة لتعطي أي شيئ يحمل فائدة ما ستظل مجرد خامات بدائية، مثل تلك البيانات المخزنة في جداول قواعد البيانات، فهي إن لم يتم إسترجاعها بأحد لغات الإستعلام الحاسوبية من أجل أن تعطي معنى مفيد فسيبقى اسمها بيانات رغم تنظيمها وتخزينها.

2- المعلومات: المعلومات هي الخطوة الثانية أو المرحلة الجديدة التي نصل إليها بعد تطوير البيانات واستغلالها بشكل أمثل، فبعد عملية المعالجة التي تتم على البيانات، تصبح هذه البيانات معلومات ذات معنى واضح لا تحمل أي نوع من الغموض الذي تحمله البيانات بمفردها.

3- المعرفة: المعرفة تتألف من خليط من البيانات والمعلومات، حيث توفر هذه المحتويات المعرفية فوائدا وأهدافا لطالبها، وبناء على ذلك يتم حل مشكلة ما أو اتخاذ قرار ما الذي لم يكن من الممكن اتخاذه أو فهم غموضه فقط بالاعتماد على البيانات أو المعلومات الأولية.

4- الحكمة: تشير كلمة الحكمة إلى الحذر والتفكير العميق قبل اتخاذ القرارات. فالحكمة هي المرحلة التي يصل إليها الشخص بعد حياة طويلة يتعلم فيها من الخبرات والمعارف. وبفضل ذلك، تتغير نظرة الشخص للأمور وأسلوبه في التعامل مع مختلف المواقف والأشياء، وكيفية استنتاجه وإصدار أحكامه تختلف كثيرا عن غيره من الأشخاص الذين يفتقرون للخبرة والحكمة.

تعد الحكمة المرحلة التالية لتراكم المعرفة، وهناك العديد من الدراسات التي تتناول عملية تحويل المعرفة إلى حكمة، وكذلك بحوث أخرى في مجال إدارة الحكمة.

5- التفكير الإبداعي أو الإبتكاري: التفكير الإبداعي أو الابتكاري هو الذي إذا اكتسبه الفرد، فإنه يمكنه دراسة وتحليل الظواهر والأمور المحيطة به، وخاصة تلك التي تحدث في مجال عمله، ويمتلك القدرة على وضع حلول فعالة وسريعة لأي مشاكل أو أزمات، وعلى الرغم من أن التفكير الإبداعي يتطلب قاعدة علمية ومعرفية سابقة، فإنه في الأساس يعتبر هبة من الله لا يمتلكها الكثيرون، ولكن يمكن للفرد اكتسابها وتطويرها من خلال التدريب والتركيز والتروي والتحليل.

أنواع المعرفة
تنقسم المعرفة إلى جزئين رئيسيين وهما المعرفة الضمنية والمعرفة الظاهرة، ويسهم كلاهما بشكل كبير في اكتساب الحكمة والتفكير الإبداعي. ويجب أن يتكامل ويترابط الاثنان معًا لإنتاج معرفة حقيقية يمكن للفرد استخدامها في مختلف الظروف والمواقف.
1- المعرفة الضمنية: هي تلك الصفات والمميزات النفسية والعقلية التي تجعل الشخص قادراً على حل أي لغز أو كشف أي غموض، ولا يمكن لأي شخص تحقيقها أو نقلها.

2- المعرفة الظاهرية: تشير المعلومات الظاهرة إلى المعلومات الموجودة في البيئة المحيطة بنا والتي يمكننا الوصول إليها وتبادلها بسهولة لتفسير وفهم بعض الأمور غامضة، مثل الكتب والبيانات والإجراءات والمستندات ومعايير العمليات والتشغيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى