مفهوم إدارة المعرفة وأبعادها العامة
تتبع كل الإدارات في مختلف المؤسسات فكرة معينة تساعدها على تحسين المؤسسة وتحقيق أهدافها الكبرى. ومن بين الأفكار التي يتبعها الإدارات المختلفة هي ما يسمى بإدارة المعرفة.
المقصود بإدارة المعرفة
الإدارة المعرفية هي احد أنواع الإدارة التي تقوم بشكل أساسي على العلوم والمعارف سواء الضمنية أو الظاهرية، وتستخدم تلك المعارف في وضع خطط واستراتيجيات للنهوض بالمؤسسة، وهو مصطلح يشير إلى العمل والإنتاج الذي تؤديه المنظمة بهدف تعظيم كفاءة استخدام رأس المال الفكري في نشاط الأعمال، وإدارة المعرفة في أي مؤسسة.
يعرف إدارة المعرفة بأنها المشاركة المنظمة في المعلومات لتحقيق أهداف مثل الإبداع وعدم تكرار الجهود والتفوق التنافسي.
دوافع إدارة المعرفة
توجد العديد من المبررات والدوافع التي تدفع المنظمات الرائدة إلى العمل على إدارة المعرفة، وذلك لتحقيق أفضل الأهداف والغايات، ومن بين هذه الدوافع ما يلي:
1- تحتاج المؤسسة إلى توفير المحتوى المعرفي وإتاحته لتطوير وتقديم المنتجات والخدمات.
تساهم الإدارة المعرفية في تسهيل وإدارة الابتكار والتعلم التنظيمي.
تساهم الإدارة المعرفية في تحقيق الاستفادة من خبرات الناس في جميع أنحاء المنظمة.
من بين أهم مبررات الحاجة إلى الإدارة المعرفية هو الرغبة في زيادة الاتصال الشبكي بين الأفراد داخل وخارج المؤسسة.
تمكن المؤسسة التي تتبع الإدارة المعرفية من السيطرة المهنية على بيئات العمل وتساعد الموظفين في الحصول على المعرفة والمهارات اللازمة
يتم حل المشاكل الصعبة عن طريق الرؤى والأفكار المناسبة لعملهم والمتعلقة به.
يتضمن الاستفادة من الفكر المعرفي والخبرة والدراية التي يمتلكها أفراد المؤسسة في تطويرها.
الأبعاد العامة لإدارة المعرفة
هناك عدد من الأبعاد التي تنقسم إليها الإدارات المعرفية، والتي تتكامل مع بعضها البعض لتكون أسلوب إداري ناجح، وتلك الابعاد هي :
1- البعد التكنولوجي: إنه البعد الذي يعتمد على التكنولوجيا الحديثة والبرمجة وتطورات أخرى في مجال التكنولوجيا، ومن أمثلة هذا البعد محركات البحث ومنتجات الكيان الجماعي البرمجية وقواعد بيانات إدارة رأس المال الفكري والتقنيات المتميزة. وتتميز جميع هذه التقنيات في معالجة مشكلات إدارة المعرفة بطرق تكنولوجية. ولذلك، تسعى المنظمة للتفوق من خلال امتلاك البعد التكنولوجي في المعرفة.
2- البعد التنظيمي: البعد التنظيمي يعني كيفية تنسيق الحصول على المعلومات بدقة من مصادرها الصحيحة، وإدارتها وتخزينها ونشرها وتعزيزها ومضاعفتها وإعادة استخدامها بفعالية، والدعم التنظيمي واللوجستي للمعرفة يعبر عن الطرق والإجراءات والتسهيلات والوسائل المساعدة اللازمة لإدارة المعرفة بصورة فعالة لتحقيق قيمة اقتصادية مجدية.
3- البعد الاجتماعي: هناك أيضا رابط بين العلم والعلاقات الاجتماعية بين أعضاء المؤسسة. يتمحور هذا الرابط حول تبادل المعرفة بين الأفراد وتشكيل مجتمع من صناع المعرفة، وبناء مجتمع قائم على الابتكارات التي يصنعها أصحاب المعرفة. يشمل ذلك مشاركة الخبرات الشخصية وبناء شبكات علاقات فعالة بين الأفراد، وتطوير ثقافة تنظيمية داعمة.
أصناف المعرفة
تنقسم المعرفة بشكل عام إلى نوعين أساسيين: المعرفة الظاهرة والمعرفة الضمنية الخفية، وهذان النوعان هما:
1- المعرفة الضمنية: هذا النوع من المعرفة يتضمن العقائد الخفية في العقول، ولذلك ليست سهلة الاستخلاص، وتشمل المهارات الفطرية أو المكتسبة، الخبرات والتجارب، وتتميز بأنها صعبة في نقلها أو تحويلها للآخرين على العكس من المعرفة الظاهرية.
2- المعرفة الظاهرية: تلك هي المعرفة التي يمكن تدريسها وتقديمها للآخرين بشكل علني، والتي يمكن تخزينها وتقنينها في بعض وسائل الإعلام، وتتميز بإمكانية انتقالها بسهولة للآخرين، ويمكن عرض المعلومات المتعلقة بهذه المعرفة في الموسوعات والكتب المدرسية.
تشمل المعرفة الظاهرية الأشكال الأكثر شيوعًا الأدلة والوثائق والإجراءات وأشرطة الفيديو، ويمكن أن تكون أيضًا سمعية وبصرية.