الفرق بين الشخصية العنيدة والعصبية .. وكيفية التعامل معها
ما الفرق بين الشخصية العنيدة والعصبية
تختلف الشخصيات بين الأفراد، فمنها ما يكتسبه الإنسان بعد الولادة ولا يكون متأصلا في طبيعته، وتجهل البعض كيفية التعامل مع هذه الصفات مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات وتحول الشخصية إلى واحدة من أصعب أنواع الشخصيات التي يصعب التعامل معها. ولتمييز الفروق بين الشخصية العنيدة والشخصية العصبية والتعامل معها، يجب التعرف على كل منهما أولا
- اصحاب الشخصية العنيدة
يمكن بسهولة التعرف على الشخص العنيد من خلال تمسكه برأيه وعدم تغييره في القرارات التي يتخذها، بالإضافة إلى بعض العلامات الأخرى التي تظهر شخصيته مثل:
- يحافظ على فكرة أو خطة، أو يصر على توضيح وجهة نظره، حتى عندما يكون على علم بأنه مخطئ.
- يتحلى بالقيام بأي شيء يريده حتى لو لم يرغب أي شخص آخر في فعله.
- عندما يُقدّم فكرة من قبل الآخرين، يميلون إلى الإشارة إلى جميع أسباب عدم نجاحها.
- يشعر بوضوح بالغضب والإحباط ونفاد الصبر عندما يحاول الآخرون إقناعه بشيء لا يناسبه.
- إما أن يوافق الشخص على طلبات الآخرين أو يظهر فتورا تجاهها، على الرغم من معرفته بأن القيام بشيء مختلف يمكن أن يكون أفضل بكثير.
- العناد هو الجانب السيء من الإصرار، وأولئك الذين يتصفون بالعناد يتمسكون بفكرة أنهم متحمسون وحاسمون ومليئون بالاقتناع وقادرون على الصمود، وهي كلها سمات سيئة للشخصية العنيدة.
- اصحاب الشخصية العصبية
تعرّف العصبية على أنها ميلاً نحو القلق والاكتئاب والشك بالنفس والمشاعر السلبية الأخرى، وهي واحدة من سمات الشخصية الخمس الكبرى، وقد يكون بعض الأشخاص أكثر عصبية من غيرهم، وقد يُصف العصبية أحيانًا على أنها استقرار عاطفي منخفض أو عاطفة سلبية.
تختلف تعريف العصبية بين العلماء النفسيين، لكن في الأساس، فإنها تعكس ميلا عاما نحو المشاعر السلبية، ومصطلح العصبية مشتق من مفهوم تاريخي للمرض العقلي الذي يتضمن ضائقة مزمنة. يمكن تقييم مستوى العصبية لدى الأفراد من خلال اختبارات الشخصية التي تطلب منهم تقييم مدى ما يلي
- القلق بشأن الأشياء
- مدى سهولة انزعاج الشخص
- تقلبات مزاجية متكررة
- مدى سهولة الغضب
وبهذا يختلف الشخص العنيد عن الشخص العصبي في أن الشخصية العنيدة تتجه نحو الإصرار والتحمل، وهذا جانب إيجابي لها، وقد يكون هذا الجانب مكتسبا أو فطريا. بينما العصبية هي واحدة من المشاكل النفسية التي يمكن أن تؤثر على أي شخص بسبب العوامل المحيطة به، ويمكن تحديد مدي خطورتها من خلال اختبارات الشخصية.
كيفية التعامل مع الشخص العصبي
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من شدة العصبية، فمن السهل أن يشعروا بأنهم محاصرون بسبب أنماط التفكير التي لا تستطيع التكيف مع التغييرات، ويمكنهم أن يعانوا من الاكتئاب أو القلق أو أي من الأعراض النفسية المشابهة، لذلك يجب عليهم معرفة كيفية التعامل مع مشاعرهم والتحكم بها.
باعتبارها سمة شخصية، العصبية تشير إلى طريقة مستقرة نسبيا للشعور والوجود. ومع ذلك، فمن الممكن تحديد مدى قابلية الشخص للقلق والضيق وتحسينها. تعد ممارسات العلاج النفسي واليقظة بين الأدوات التي يمكن أن تساعد الشخص في التعامل بشكل أفضل مع الضيق وتخفيف مستويات العصبية لديه. يمكن التعامل مع الشخصية العصبية من خلال:
- يتمثل دور المساعدة في مساعدة الأشخاص على التعرف على علامات التوتر لدى الآخرين بدلاً من رؤيتها في أنفسهم، وعادةً ما لا يرغب الناس في الاعتراف، حتى لأنفسهم، بأنهم يشعرون بالتوتر والعصبية، وهذا يعد بحد ذاته مؤشرًا خطيرًا، حيث يدخلون في مراحل أسوأ من التوتر ولا يستطيعون التكيف معها.
- يمكن أن يساعد الاستماع الجيد والتحدث بصراحة مع شخص يمكن الوثوق به في رؤية الأمور بشكل مختلف والعثور على حلول جديدة، فوجود شخص يستمع بعناية يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.
- تقديم الطمأنينة يمكن أن يساعد عندما يشعر الشخص بالإرهاق والصعوبة في إيجاد حلول للمشاكل، وبالتالي، يمكن أن يساعد تذكير شخص ما بأن هذه المشكلة لن تستمر إلى الأبد وأن الأمور يمكن أن تتحسن في المستقبل، في الحفاظ على مستوى الثقة والتفاؤل في الحياة.
- قد تساعد ملاحظاتك المستقلة عن سلوك شخص ما في كشف الأنماط التي لم يتم اكتشافها من قبل. تحديد هذه الأنماط يمكن أن يكون أمرًاحساسًا، حيث يمكن أن يشير إلى أفكار أو مشاعر سلبية. لذا، من المهم الحفاظ على الهدوء والموضوعية، وعدم إصدار الأحكام قبل التفكير الجيد.
- يتم توفير الدعم العملي من خلال توفير حلول عملية وفعالة التي تجعل الوضع أسهل، فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص يشعر بالتوتر بسبب مشكلة معينة مثل قلقه بشأن المال، أو فقدان الوظيفة، أو مشاكل العلاقة، يمكن أن يوفر الدعم العملي المساعدة.
- : “يستطيع الشخص العصبي استخدام تقنيات مثل التأمل وتمارين التنفس اليقظ للتهدئة والابقاء هادئا، وعند ممارسة هذه التقنيات بانتظام، تتحسن وتقوى استجابتنا للضغوط، وتصبح الممارسة المنتظمة أسهل عند وجود شخص يتدرب معنا.
- يمكن الحصول على المساعدة المهنية من خلال استشارة طبيب نفسي، وإذا كان التوتر والقلق يؤثران على حياة الشخص اليومية، فقد حان الوقت للحصول على المساعدة المهنية.
كيف تتعامل مع الطفل العنيد
أن تكون شخص عنيد ليس بالضرورة أن تكون فكرة بل هي شيء مكتسب بنسبة كبيرة ، ويتضح ذلك في الأطفال الذين يصبحون عنيدين ، بسبب سوء تصرف الأهل معهم في الأوقات المختلفة ، فعلى سبيل المثال ، عندما تمنعين شيئا من طفلك فإنه يصر على فعل الشيء الممنوع منه ، لذلك عليك معرفة كيف تتعاملين مع طفلك العنيد كما يلي :
- لا تجبري طفلك على القيام بأي شيء تريدينه، فذلك يزيد من عناده، بل اتركي له مساحة خاصة للتفكير والخصوصية.
- ينبغي أن تمنحي طفلك خيارات متعددة وتعتقدين أنها مقبولة لديه، إذا كنت ترغبين في تشجيعه على القيام بالأمور الصحيحة، فمثلاً، إذا كان لا يريد إنهاء طعامه، يمكنك تقديم خيارات له مثل إنهاء طعامه أو تنظيف غرفة اللعب، ويجب احترام اختياره وتنفيذه مهما كانت اختياراته.
- تعاملي مع طفلك العنيد بروية تامة، فالعصبية ستؤدي إلى تفاقم المشكلة. امنحي نفسك الوقت اللازم للهدوء والتفكير بإيجابية.
- اشركي طفلك العنيد في الأنشطة المنزلية معك، وبجانبك فيستطيع التخلص من التفكير بمفرده بطريقة غير تقليدية توصله إلى القيام بأمور خاطئة يعند فيها.