الفرق بين الشخصية السوية والغير سوية .. وكيف تأثر في المجتمع ؟
الفرق بين الشخصية السوية والغير سوية
- السلوك الطبيعي
هو النمط السلوكي الذي يتبعه الناس بشكل معتاد ومتفق عليه، نظرًا لاعتيادهم على ممارسته، وتعود الناس إلى هذا النمط بسبب قدرتهم على تنفيذ الفعل أو السلوك بشكل جيد وفعال، لتحقيق الربح والفائدة عبر هذا العمل، ويتميز هؤلاء الأشخاص بالتكيف والقدرة على التواصل مع الآخرين .
في الحالة الطبيعية، يكون الأشخاص قادرين على الإقامة بعلاقات جيدة ورائعة مع الآخرين، ولديهم ردود أفعال عاطفية مناسبة للمواقف التي يتعرضون لها، ويستطيعون السيطرة والتحكم في ردود أفعالهم.
لا تؤثر هذه العلاقات العاطفية والتجارب التي يمرون بها على قدرتهم على تغيير شخصياتهم، حتى عند مواجهتهم للمشاكل والصراعات، ومع ذلك فإنهم لا يستسلمون، بل يتأقلمون مع الظروف المحيطة ويتعاملون مع المشاكل التي يواجهونها.
هؤلاء الناس الطبيعيون يمثلون الغالبية العظمى من البشر والسلوك الطبيعي يكون السبب في تطور الأداء الذي يقوم به الأشخاص على المدى الطويل لذا نجد أن الأشخاص الذين يمتلكون قدر متوسط الذكاء ويمتلكون أيضا استقرار في شخصيته ورزانة ويستطيعون التكيف مع الآخرين يصنفوا من الأشخاص الطبيعيين.
- السلوك الغير طبيعي
يشير المصطلح “الشذوذ” إلى التمادي والمبالغة في التطور والسلوك الغير موازي للسلوك النفسي الطبيعي والمعتاد بين الناس، ويعرف السلوك غير العادي والشاذ على أنه سلوك لا يستطيع العديد من الناس التكيف معه.
نتيجة لعدم توافقها مع السلوك الشائع والطبيعي بين الناس، تؤدي هذه الظاهرة إلى عدم القدرة على التكيف مع المجتمع والمشاكل والصعوبات والثقافات المحيطة بهم، وتسمى هذه الظاهرة بالانحراف عن السلوك الطبيعي بطريقة غير مألوفة.
قد قام براون بوصف الظواهر النفسية غير الطبيعية على أنها مبالغة بسيطة أعلى من التطور أو مقنعة، فمثلا يكون من المتوقع أن يقوم الشخص العادي بمواجهة الثعبان بالابتعاد عن الثعبان فورا ولكن في الناحية الأخرى يكون على العكس تماما فيمكن أن يقوم الشخص صاحب السلوك غير الطبيعي باللعب مع الأفعى دون أدني خوف.
فإن هذا يشير إلى تصرف غير مألوف وغير طبيعي، ولكن بشرط عدم وجود خبرة سابقة. فالشخص الذي تلقى تدريبًا في مهنة منذ الطفولة، على الأرجح لن يكون خائفًا من الثعابين.
عدم الانسحاب لن يكون سلوكًا طبيعيًا، ومع ذلك، قام كولمان بتوضيح رؤيته بأن السلوكيات المنحرفة والشاذة تسبب ضررًا كبيرًا على المجتمع والفرد، لأن الشخص لا يستطيع التكيف مع الظروف المحيطة.
ومن ثم ينتج عدم وجود راحة في التعامل والحلول المتاحة للفرد والمجتمع، وهذا بدوره يؤدي إلى شعور بالإحباط ودخول الشخص في صراعات ومشاكل. قال بيجج أن المجموعات ذات السلوك الشاذ
يحدث الشذوذ بسبب وجود أفراد يفتقرون للذكاء والاستقرار العاطفي ولا يمتلكون شخصيات قوية. قد يكونوا عانوا من حياة معقدة ومليئة بالمشاكل الشخصية والعجز. لذلك، ينتج الشذوذ عن الرفاهية والقدرة على إدارة الحياة الشخصية.
عندما يتصرف الأشخاص بطريقة غير طبيعية، فإن ذلك يؤدي إلى تقييد ردود الفعل لديهم، والذين قد لا يكونوا قادرين على التكيف مع الظروف المحيطة بهم، ويتعرضون للاضطرابات النفسية والذهان، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى أن يصبحوا أشخاصًا منحرفين جنسيًا.
بعض الأشخاص قد يصبحون مدمنين على المخدرات والكحول ويعانون من عدم التوافق البيولوجي والاجتماعي والنفسي، وهذا يؤثر على أداء هؤلاء الأفراد. تشكل هذه الفئة حوالي 10 في المائة من السكان وتنقسم إلى أربع فئات، وهي الاضطرابات النفسية والذهانية والمشاكل العقلية والأشخاص العاديين في مجتمعهم
تأثير الشخصية السوية في المجتمع
تساعد الشخصية على إيجاد هوية مميزة للأفراد، ولتحقيق ذلك، يجب أن يكون لديهم أسلوب فريد لا يقلدون به الآخرين بشكل عمياء، حتى يكونوا مثالا يحتذى به، ويساعد في تطوير شخصيتهم ومواجهة الحياة بإيجابية
تساعد على تقليل المسافات الطويلة في التغلب على التوتر والصراعات التي تواجهها الأفراد، وتشجع النظر إلى الجانب المفرح من الحياة، وذلك للتمكن من التعامل بإيجابية وابتسامة مع أصعب المصاعب. فالابتسامة تحل المشاكل وتقلل من التوتر
يساعد تطوير شخصيتك على تحسين موقفك الإيجابي تجاه حياتك بدلاً من انتقاد الآخرين، كما يساعدك على تحليل المواقف والوصول إلى حلول مناسبة بدون توتر .
ينبغي عليك أن تتعامل مع المحيطين بك بلباقة واحترام لتكسب الاحترام والتقدير، فالتعامل الوقح مع الآخرين يؤثر بالسلب على شخصيتك الخارجية والداخلية، ولأن التعامل اللطيف مع من حولك، بما في ذلك الحيوانات، يسهل رحلتك في الحياة .
تطوير الشخصية في الحياة الشخصية وليس فقط بالحياة المهنية وهذا التطور يجعلك شخص منضبط ودقيق ومنظم بمواعيدك، لان الشخص غير المنظم يسبب لك مواجهة صعوبات للبقاء على قيد الحياة فترة طويلة وتقوم التنمية البشرية يجعلك شخص مهذب مع الجميع وليس فقط مع رئيسك أو زملائك بل مع الجميع .
يساعد تطوير الشخصية في زرع الصفات الإيجابية مثل الالتزام بالمواعيد وتطوير الفكر وتحسين السلوك وزيادة القدرة على التعلم ويجعل الشخص حريصًا على مساعدة الآخرين ومساندتهم.
تجعلك الودودية واللباقة شخصًا مهذبًا، حيث يعاني البعض من العمل في أوقات متأخرة مما يؤدي إلى التوتر والتأثير السلبي على حياتك الشخصية، لذا يجب عليك الحفاظ على الهدوء .
يساعد تطوير الشخصية على جعل الشخص أكثر روعة وتحسين اتصاله مع الآخرين، ويساعده على تعلم كيفية التعبير بوضوحوصراحة عن أفكاره ومشاعره ويزيد ثقته بنفسه.
مظاهر الشخصية الغير سوية
تشير الاضطرابات الشخصية إلى الطريقة التي يفكر ويشعر بها الشخص ويتصرف بها، مما يجعله مختلفًا عن الآخرين، ويعود ذلك إلى الخبرات والتجارب التي يمر بها الشخص والبيئة المحيطة به والمواقف التي يتعرض لها في حياته .
أيضا الصفات الموروثة عائليا و التي تظل ثابتة مع الشخص غالبا طوال حياته واضطرابات الشخصية، هي في طريقة التفكير والشعور و التصرف المنحرف خارج عن المألوف و يسبب هذا السلوك إلى الوقوع بالمشاكل والصعوبات، وفيما يلي أنواع الاضطرابات الشخصية:
- اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو نمط يحدث بسبب التجاهل أو الإهانة لحقوق الآخرين، ويخالف هذا النمط العادات المتعارف عليها في المجتمع، وقد يكون هذا الشخص كاذبا بطريقة متكررة ومخادعا ومندفعا
- اضطرابات الشخصية التجنبية هي سلوك يتسم بالخجل الشديد وعدم الثقة بالنفس والشعور بالنقص والحساسية الشديدة تجاه النقد، ويؤدي إلى الانعزالية، وعدم الرغبة في الانضمام إلى المجتمع لأنهم يشعرون بعدم الترحيب ويشغلهم الخوف من الانتقاد والرفض
- يحدث اضطراب الشخصية الحدية بسبب عدم استقرار العلاقات الشخصية مع الآخرين والمشاعر الحادة، ويحدث أيضًا بسبب ضعف الشخصية والاندفاع. وقد يبذل الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية جهدًا كبيرًا لتجنب الانتحار أو التعبير عن غضبه بشكل مفرط وغير متناسب مع الموقف.
- اضطراب الشخصية المعتمد يكون سلوكاً ينجم عن العناية والسلوك المصاحب للتشبث، ويعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من صعوبة في اتخاذ القرارات اليومية بشكل مستقل، ويشعرون بالقلق وعدم الراحة.
- يعاني الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الهستيرية من انفعالات زائدة ويحتاجون إلى الاهتمام، وقد يشعرون بالحزن إذا لم يحصلوا على الاهتمام الذي يحتاجونه، وقد يحاولون جذب الانتباه من خلال مظهرهم الجسدي ويكونون متقلبين المزاج والمشاعر .
- يُعدُّ الشخص الذي يعاني من اضطراب الشخصية النرجسية مغروراً وبحاجةٍ للشعور بأن جميع الأشخاص من حوله معجبون به، وقد يشعر هذا الشخص المصاب بهذا الاضطراب النرجسي بأن شخصيته الفريدة أهم من غيره .
ويمكن أن يؤثر كل ذلك بشكل سلبي على المجتمع، لأن انتشار هذه الشخصيات أو الاضطرابات يمكن أن يؤدي إلى انتشار الغضب والمشاكل بين الناس.