الانسانتنمية بشرية

أنواع الإحباط .. وأسبابها .. وطرق التخلص منها

تعريف الإحباط النفسي

يمكن لمعظم البشر أن يشعروا بالإحباط في بعض الأحيان بسبب أمور معينة في الحياة، وبشكل عام يسعون البشر دائما لتلبية احتياجاتهم والوصول إلى السعادة والراحة، ولكن من الطبيعي أن يكون التكيف وتحسين الصحة العقلية والاستمتاع بها صعبا دائما، ويرجع ذلك إلى أن الشخص لا يمكنه الشعور بالرضا بأي شيء يفعله.

إن جميع البشر يواجهون العديد من المواقف، سواء كان ذلك بسبب الانتقادات أو ارتكاب الأخطاء أو التذمر أو التنمر وما إلى ذلك. وبناء على ذلك، قد يكون من الصعب على الإنسان أن يشعر بالأمان وبالقيمة والأهمية. هناك قيود مفروضة بالطبع من قبل كل مجتمع وكذلك القوانين والقيم والأعراف الاجتماعية. قد يشعر الإنسان بالإحباط بسبب تعرضه لبعض العقوبات البسيطة في المجتمع، على سبيل المثال، قد يشعر المعلم بالإحباط إذا لم يتمكن الطلاب من فهم الدرس الذي شرحه. وكذلك يمكن حدوث خلافات بين الأشخاص لأسباب مختلفة.

أنواع الإحباط

  • الإحباط الشخصي: الإحباط الشخصي هو الأكثر شيوعا بسبب المشاكل الشخصية، ويمكن التغلب عليه من خلال دعم المقربين والحفاظ على الحياة الشخصية الصحية. فإن توقعاتنا المرتفعة من العلاقات الشخصية يمكن أن تؤدي إلى الإحباط، وهو يسمى الإحباط الشخصي.
  • الإحباط المتضارب: في عصرنا الحالي، يعاني الإنسان من الصراع مع الآخرين، سواء كان ذلك بين العمال وأصحاب العمل، أو المواطنين والمغتربين، وغيرها من الصراعات. يعيش الناس في ضغط كبير بسبب الضغوط التي يتعرضون لها في العمل أو الحياة الشخصية، مما يؤدي إلى إحباط متضارب وسلبية. وغالبا ما يصاب الأشخاص بالإحباط حتى في أبسط المواقف، ولذلك ينصح بالبحث عن الإيجابية في كل شيء حتى يتم تجاوز هذا الإحباط بنجاح.
  • إحباط الضغط: يجب دائما التفريق بين المحفز والضغط، والتي تسعى الإدارات حاليا إلى تقديم دعم قوي لزيادة إنتاجية العاملين وتشجيعهم إيجابيا وحثهم على إنتاج أكثر مما يتوقعون، وهذا يعطي الناس القدرة على فهم إمكانياتهم وزيادة الإيجابية وتقليل الضغط النفسي. في الوقت نفسه، يسبب الضغط السلبي عبئا كبيرا، مما يؤدي إلى الإحباط ويمكن أن يظهر الإحباط نتيجة للضغط من كلا الجانبين، سواء كان ذلك بسبب إعطاء الكثير دون وعي أو غير ذلك.
  • الإحباط البيئي: لا يمكن إنكار دور البيئة في تسبب الإحباط. عندما يعيش الإنسان في بيئة صحية وسعيدة، فإن ذلك يؤثر بالتأكيد على أي إحباط يمكن أن يحدث له، والعكس صحيح أيضا. إذا كانت الجوانب المحيطة به سيئة ومرهقة وتحمل الكثير من التوتر والكراهية والعداوات، فإن الإحباط سيكون جزءا كبيرا من حياته. لذا يمكننا أن ندرك مدى تأثير البيئة القوي، وبالتالي فإن البيئة ذات أهمية كبيرة، حيث تمنح البيئة الجيدة طاقة إيجابية، بينما تسبب البيئة السلبية إحباطا بيئيا للإنسان.

أسباب الإحباط

  • الموارد محدودة:  إذا كان المورد ضيقا أو نادرا أو غير مناسب في موقع العمل، فسيؤدي ذلك إلى تأثير أداء الإنسان في أعماله، ونتيجة لذلك قد ينشأ الإحباط بين المحيطين ويتفاقم.
  • العلاقة غير واضحة: تؤدي العلاقات غير المفهومة دائما – سواء في العمل أو الصداقات أو العائلة – إلى الشعور بالإحباط، إذا لم يتم تحديدها بوضوح، فإنه سيكون من الصعب معرفة ما هو مناسب والأفضل لكل شخص، ومن هنا يزداد الإحباط.
  •  التواصل غير واضح: لا ينكر أحد دور التواصل الفعال في حياة البشر، فكلما ضعف التواصل واشتد ندرته، زاد تأثيره سلبا على العلاقات بشكل واضح، ويشعر كل طرف بالإحباط لأن الطرف الآخر لا يستطيع فهمه، وبالتالي لا يتعاطى معه وفقا لتوقعاته، مما يسبب ارتباكا في الأمور.
  • فرق الهدف: الفرق في الهدف يرجع إلى عدم ارتباط الأهداف بين الأشخاص، ويتمثل هذا الفرق كنتيجة للاختلافات الفردية في تحقيق الأهداف أو الاحتياجات أو الرغبات أو الغايات. ويؤدي هذا الاختلاف في الهدف بين الأشخاص إلى إحباط الآخرين.
  • التوقعات الغير منطقية: عندما يتوقع الشخص بشكل غير منطقي سواء من الأحداث أو العلاقات، فإن ذلك يؤدي إلى الإحباط الشديد، ولذلك يجب وضع توقعات منطقية وواقعية للحصول على حلول سهلة وملائمة.
  • الخلفية الشخصية: من الطبيعي أن يكون لكل شخص خلفية مختلفة عن الآخرين، ومن الصعب تحقيق التواصل والاندماج بينهم. ومن هنا يبدأ الإحباط في الظهور، وهو أمر غير محبب أو مريح للفرد.

طرق التخلص من الإحباط

  • اللجوء للهدوء: هذا سيساعد في تقليل المنافسة والتفكير الزائدين، وهو أمر يحدث في بداية أي موقف نتيجة للقلق. هناك عدة طرق لتحقيق ذلك، بما في ذلك ممارسة التنفس وتأثيرها عن طريق التنفس المتواصل والعميق، التنفس ببطء من الأنف، واحتجاب الهواء لمدة خمس ثوان، ثم التنفس ببطء من الفم. هناك طريقة أخرى للهدوء وهي إغلاق العينين والتركيز على مكان مريح مثل الشاطئ أو المناظر الطبيعية.
  • تصفية العقل: تختلف الأساليب من فرد إلى آخر، حيث يرى البعض أن المشي والبعض الآخر يرون النوم كوسيلة لتنقية عقولهم، وهناك من يرى اللعب مع الحيوانات، وهناك العديد من الأمثلة المتاحة للقيام بها. يتطلب الاختيار واحدة أو اثنتين من الأساليب الأكثر فعالية بالنسبة لكل فرد. هذا التصفية يمنح الشخص راحة عقلية بسيطة لأداء مسؤولياته.
  • معرفة مشكلتك أو مصدر التوتر: تحديد سبب التوتر يعد أساسيا لحل أي مشكلة أو إحباط، وذلك لأن تحديد المشكلة سيحدد طرق حلها، وبدء القلق والإحباط في الانخفاض.
  • تحديد وصف المشكلة: يمكن أن يساعد وصف الحالة أو المشكلة في توضيح سبب حدوثها ومن ثم يمكن للشخص التفكير في طرق للتغلب على أي تداعيات سلبية، وعلى الرغم من الاحباط الذي يمكن أن يشعر به الشخص إذا سكبت القهوة على ورقة مهمة، يمكن حل المشكلة بسرعة إذا تم طلب المساعدة أو تنفيذ حل سريع.
  • التفكير في الخيارات الواقعية: يمكن للمنطق أن يكون المنقذ الحقيقي للتخلص من الإحباط، حيث يقدم الأمور بواقعية تامة، ومن هنا يمكن معرفة الحل بوضوح ودون إحباط.
  • أخرج الأمر من عقلك: يجب عدم إضاعة الوقت أو الطاقة في التفكير في الإحباط وشعوره بأن شيئا ما حدث، وسيحدث ما سيحدث، لذا يجب حل المشكلة ومن ثم نسيان كل ما أزعجنا والبدء من جديد.
  • تحويل الإحباط لاستمتاع: يتمثل الفكر في أن يفكر الإنسان في جميع الأمور التي يرغب في القيام بها حاليا بعد الانتهاء من الإحباط.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى