الصلوات التي يشرع فيها التورك و الحكمة منه
الصلاة أحد أركان الإسلام الخمسة المفروضة على كل مسلم عاقل لأدائها، وقد أمرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأن نصلي كما كان هو يصلي .
نبذة عن التورك
– “في التورك الشريعة الإسلامية، يتم وصف التشهد الأخير في الصلاة الرباعية أو الثلاثية بأن المصلي يقوم بوضع قدمه اليمنى ويضع بطون أطراف أصابعه على الأرض ورؤوسها تجاه القبلة، ويخرج يساره من جهة يمينه ويضعه على الأرض، ثم يفعل الشيء نفسه بالقدم اليسرى .
التورك في الصلاة سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد نقل الإمام البخاري في كتابه صحيح البخاري عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه وصفا لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه: (وعند جلوسه في الركعة الثانية يسبح ثلاثا ويكبر ثلاثا، ويقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية يقرأ بعد الفاتحة سورة الإخلاص .
الصلاة التي يجوز فيها التورك
– يجب أن يتم وضع الترك في التشهد الثاني من كل صلاة تحتوي على شهادتين، وهذا يشمل صلاة المغرب والظهر والعصر والعشاء. أما إذا كانت الصلاة تحتوي على شهادة واحدة فلا يجب وضع الترك فيها. بعد ذلك، يجب وضع الترك في التشهد الأخير الذي يأتي قبل التسليم بالسلام. فلنفترض أن الشخص دخل مع الإمام في الركعة الثانية وجلس معه للتشهد الأول والتشهد الأخير، فلا يجب وضع الترك في التشهد الأخير لأنه ليس الأخير بالنسبة له، بل يجب وضع الترك في التشهد الأخير الذي يأتي قبل التسليم بالسلام .
– قال البهوتي رحمه الله في “كشاف القناع” (1/364) : ” ثُمَّ يَجْلِس فِي التَّشَهُّدِ الثَّانِي مِنْ ثُلَاثِيَّةٍ ، فَأَكْثَر مُتَوَرِّكًا ؛ لِحَدِيثِ أَبِي حُمَيْدٍ ، فَإِنَّهُ وَصَفَ جُلُوسَهُ فِي التَّشَهُّدِ الْأَوَّلِ مُفْتَرِشًا ، وَفِي الثَّانِي مُتَوَرِّكًا , وَهَذَا بَيَانُ الْفَرْقِ بَيْنَهُمَا , وَزِيَادَة يَجِبُ الْأَخْذُ بِهَا , وَالْمَصِيرُ إلَيْهَا , وَحِينَئِذٍ لَا يُسَنَّ التَّوَرُّكُ ، إلَّا فِي صَلَاةٍ فِيهَا تَشَهُّدَانِ أَصْلِيَّانِ ، فِي الْأَخِيرِ مِنْهُمَا ” انتهى .
– و ذهب الشافعية : يستحب الدعاء بالتورك في التشهد الأخير من جميع الصلوات، سواء كانت ذات تشهدين أو تشهد واحد؛ وذلك بناء على حديث أبي حميد المتقدم، الذي يقول: (وإذا جلس في الركعة الأخيرة).
صفات التورك في الإسلام
افتراش بالقدم اليسرى
يتم إيداع القدم اليسرى وتمديد القدم اليمنى وسحبهما من الجانب الأيمن ووضع الكعبين على الأرض .
الافتراش بالقدمين
يجب أن يرفع القدمين معًا ويحركهما إلى الجانب الأيمن ويوضع الأرجل على الأرض .
حكم التورك في الصلاة الثنائية
– السنة التركية في الرباعية والثلاثية، وأما الثنائية فالسنة فيها الافتراش، كصلاة الجمعة والفجر والنوافل. والأفضل فيها الافتراش، كما جاء صريحا في حديث أبي حميد الساعدي. فالسنة للمؤمن في صلاته أن يفترش بين السجدتين، وفي التشهد الأول يجلس، وفي التشهد الأخير يتورك، والافتراش في جلسة التشهد، وهو أن يجلس المصلي فيفترش رجله اليسرى تحته وينصب قدمه اليمنى .
آراء الفقهاء في التورك
– قال ابن حجر رحمه الله في “فتح الباري” : “وَاسْتَدَلَّ بِهِ الشَّافِعِيّ أَيْضًا عَلَى أَنَّ تَشَهُّد الصُّبْح كَالتَّشَهُّدِ الْأَخِير مِنْ غَيْره ؛ لِعُمُومِ قَوْلُهُ : ( فِي الرَّكْعَة الْأَخِيرَة ) ” .
– وقال النووي رحمه الله في “المجموع” : مذهبنا يعتبر من السنة النبوية أنه مستحب أن يجلس الشخص في التشهد الأول على مقعد منسجم وفي التشهد الثاني يجلس على ركبتيه، وإذا كانت الصلاة تتألف من ركعتين، فيجلس على ركبتيه.” والرأي المفضل في هذه المسألة هو مذهب الحنابلة، وقد اختاره علماء اللجنة الدائمة للإفتاء (الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد الله بن قعود) .
– وقال ابن قدامة رحمه الله في “المغنى” (1/318) : “جَمِيعُ جَلَسَاتِ الصَّلَاةِ لَا يُتَوَرَّكُ فِيهَا إلَّا فِي تَشَهُّدٍ ثَانٍ . لحَدِيثُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ ( أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا جَلَسَ لِلتَّشَهُّدِ افْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى , وَنَصَبَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى). وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ مَا يُسَلِّمُ فِيهِ وَمَا لَا يُسَلِّمُ . وَقَالَتْ عَائِشَةُ : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ التَّحِيَّةَ , وَكَانَ يَفْرِشُ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَيَنْصِبُ الْيُمْنَى ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ . وَهَذَانِ يَقْضِيَانِ عَلَى كُلِّ تَشَهُّدٍ بِالِافْتِرَاشِ , إلَّا مَا خَرَجَ مِنْهُ ، لِحَدِيثِ أَبِي حُمَيْدٍ فِي التَّشَهُّدِ الثَّانِي , فَيَبْقَى فِيمَا عَدَاهُ عَلَى قَضِيَّةِ الْأَصْلِ , وَلِأَنَّ هَذَا لَيْسَ بِتَشَهُّدٍ ثَانٍ , فَلَا يَتَوَرَّكُ فِيهِ كَالْأَوَّلِ , وَهَذَا لِأَنَّ التَّشَهُّدَ الثَّانِيَ , إنَّمَا تَوَرَّكَ فِيهِ لِلْفَرْقِ بَيْنَ التَّشَهُّدَيْنِ , وَمَا لَيْسَ فِيهِ إلَّا تَشَهُّدٌ وَاحِدٌ لَا اشْتِبَاهَ فِيهِ , فَلَا حَاجَةَ إلَى الْفَرْقِ ” .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في “لقاء الباب المفتوح”: متى يجلس المصلي جلسة التورك في الصلاة وفي أي صلاة؟ فأجاب: “تكون جلسة التورك في التشهد الأخير من كل صلاة ذات تشهدين، أي الصلاة الأخيرة من المغرب والعشاء والعصر والظهر، أما الصلاة الثنائية مثل الفجر والرواتب فلا تحتوي جلسة التورك، ويجب أن تكون جلسة التورك في التشهد الأخير من كل صلاة تحتوي على تشهدين .