يشير المصطلح `الزراعة` إلى تربية النباتات والحيوانات بشكل منظم للحصول على الغذاء والعلف والألياف ومنتجات أخرى. في الماضي، كانت الزراعة تعني فقط علم زراعة الأرض، ولكن الآن اتسعت مفاهيمها لتشمل الأنشطة السابقة، بالإضافة إلى التقنيات والأساليب المستخدمة في تربية الماشية والدواجن ومعالجتها. تعد الزراعة وسيلة أساسية في بناء الحضارات الأولى، حيث كانت مرتبطة بالاستقرار حول الأنهار والتربة الخصبة وممارسة الزراعة. فهي العامل الرئيسي الذي دفع الإنسان للاستقرار وبناء المجتمعات الحضرية.
الزراعة في الوطن العربي
معظم مناطق العالم العربي تتمتع بدرجات حرارة معتدلة، ولكنها تتميز أيضا بتنوع مناخي ملحوظ، بالإضافة إلى وجود مساحات واسعة من الأراضي الخصبة وتدفقات المياه العذبة من الأنهار ومصادر مياه أخرى. وبالإضافة إلى ذلك، يتوفر هناك القوى العاملة ورأس المال اللازمين لتمويل أنشطة الزراعة.
عوامل قيام الزراعة في الوطن العربي
يجب توافر عدد من العوامل الهامة لإتمام عملية الزراعة في أي مكان، وتشمل ذلك:
رأس المال
يحتاج أي عمل إلى رأس مال لتوفير المستلزمات اللازمة، وفي حالة الزراعة يتم توفير الآلات والمعدات الزراعية والعمال ومستلزمات الزراعة وغيرها من خلال رأس المال.
الأرض
يشير هذا إلى التربة أو الأماكن المناسبة للزراعة، سواء كانت الأراضي التي تتكون بشكل طبيعي مثل الأراضي المحيطة بمجاري الأنهار، أو الأراضي التي يتم استصلاحها وتهيئتها للزراعة. يجب أن نلاحظ أن فكرة وجود الأرض أو التربة كشرط ضروري لعملية الزراعة هي فكرة قديمة أو محدودة، حيث أن التربة تعمل كوسيط يحمل الماء والغذاء للنباتات. ومع التقنيات الحديثة للزراعة، أصبح بالإمكان استبدال التربة بمواد أخرى كوسيط للزراعة مثل الماء.
الأيدي العاملة
العملية الزراعية بحاجة إلى من يقوم بإتمامها وهنا تظهر الحاجة إلى الأيدي العاملة، حيث تحتاج الزراعة في كل مراحلها إلى الأيدي العاملة المحترفة والتي تمتلك قدرًا من المعرفة والتدريب والخبرة والكفاءة، فكلما كانت اليد العامل تتمتع بتلك المواصفات كلما تحسنت العملية الزراعة وجودة الإنتاج.
الماء
لا يمكن لأي كائن حي على سطح الأرض الاستغناء عن الماء، وتحتاج الزراعة بطبيعتها إلى الماء العذب، سواء كان من مجاري الأنهار أو الآبار أو المياه الجوفية أو حتى مياه الأمطار. ومع التطور، أصبح الماء أكثر من مجرد وسيلة للري، إنه تربة الزراعة.
المناخ
يتميز الوطن العربي بالتنوع المناخي الذي يشجع على تنوع أنواع المحاصيل والزراعات، وهو من العوامل الرئيسية التي تساعد على تعزيز الاندماج بين دول ومناطق الوطن العربي.
أهمية الزراعة في الوطن العربي
للزراعة أهمية خاصة في الوطن العربي ويعود ذلك إلى:
تعتبر الزراعة المصدر الرئيسي للغذاء، ولذلك فهي عامل هام في تحقيق الأمن الغذائي والقومي.
تساهم المسطحات المزروعة في التقليل من الرطوبة والحرارة، كما تقلل من عملية التبخر.
تقوم النباتات بعملية البناء الضوئي التي تستخدم فيها ثاني أكسيد الكربون وتفريج الأكسجين مما يؤدي إلى تخفيض مستوى ثاني أكسيد الكربون في الهواء وزيادة نسبة الأكسجين.
يعد النبات وسيلة مساعدة للحد من التلوث وتقليله.
تساعد الزراعة، وخاصة زراعة الأشجار، في الحد من قوة الرياح وانجراف التربة.
يوفر هذا المجال فرصة فريدة لتوظيف الأيدي العاملة، بما في ذلك الأشخاص غير المدربين، في الأعمال غير الفنية.
مشاكل الزراعة
تعاني الأراضي الزراعية في الوطن العربي من بعض المشكلات الخطيرة هي:
التصحر : تعاني الأراضي هنا من مشكلة تدهور حالتها وخصوبتها، ويعود ذلك إلى تغير المناخ وسوء التصرفات البشرية.
الجفاف : يعني الجفاف فقدان الماء، وهو واحد من أهم المشكلات التي تواجه الزراعة؛ إذ لا توجد زراعة بدون وجود الماء.
الانجراف : الانجراف يشير إلى تآكل الطبقة العلوية من التربة، وهذه الطبقة هي التي تستخدم في عمليات الزراعة. يحدث الانجراف بسبب الماء أو الرياح، ويمكن حل هذه المشكلة بسهولة من خلال إنشاء مصدات للرياح عن طريق زراعة الأشجار حول الأرض، وتثبيت التربة باستخدام الأشجار، واعتماد طريقة الشرائط في الزراعة، والتناوب الزراعي، واستخدام الأسمدة والمبيدات بشكل أكثر فعالية، وتوجيه تصريف المياه بشكل صحيح.
الرعي الجائر : يعني رعاية الحيوانات بشكل مكثف في المنطقة المزروعة بالنباتات عدم إعطاء الفرصة للنباتات للنمو مرة أخرى.
أهم المحاصيل الزراعية في الوطن العربي
الحبوب : في القائمة الأولية، نجد القمح، وهناك أيضا الشعير والذرة التي يأتي معظم إنتاجها من المغرب العربي وسوريا والعراق ومصر والمملكة العربية السعودية، وتعتبر الحبوب الغذائية الرئيسية. وهناك أيضا الأرز الذي يزرع تقريبا في مصر والسودان فقط.
الحمضيات : تزدهر هذه المحاصيل في بلدان حوض البحر المتوسط مثل الجزائر والمغرب وتونس ولبنان وسوريا ومصر.
الكروم : – تزدهر زراعته في بلدان البحر المتوسط، ولكن أكثر البلدان التي تزرعه هي بلدان المغرب العربي وسوريا
الزيتون : تنتج الدول العربية حوالي 15% من إجمالي إنتاج العالم من الزيتون، وتشمل بعض الدول المنتجة للزيتون تونس والجزائر وسوريا ولبنان.
على الأسف، ورغم توفر جميع العوامل اللازمة للزراعة في الوطن العربي، إلا أنه يعاني من مشكلة عدم الاكتفاء الذاتي أو وجود فجوة بين الإنتاج والطلب، وربما يعود ذلك إلى عدم الاهتمام الكافي أو تخلف الزراعة في عدد من المناطق أو المشكلات التي تؤثر على خصوبة التربة.