التطبيقات التربوية لنظرية بافلوف
نظرية بافلوف في علم النفس التربوي
نظرية التكييف الكلاسيكي لإيفان بافلوف كانت أول نظرية سلوكية تم ظهورها، حيث اكتشف بافلوف أن المنبه المحايد يرتبط بالاستجابة المنعكسة من خلال التكييف. وهذه النظرية واحدة من أشهر نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية المستخدمة على نطاق واسع. على سبيل المثال، عندما يصفق المعلم لسلوك معين، يقوم الطلاب بتكرار هذا السلوك وتركيز انتباههم على المعلم. فيما يلي، سنتعرف على نظرية بافلوف ومراحلها وأهمية نظريات التعلم في التطبيقات التربوية
ما هي نظرية بافلوف
نظرية الاشراط الكلاسيكي هي إجراء تعليمي يتضمن ربط الحافز بالاستجابة المشروطة، ووجد بافلوف من خلال تجاربه أن الأشياء أو الأحداث يمكن أن تؤدي إلى استجابة مشروطة، حتى يصبح هذا السلوك تلقائيا
أجرى عالم النفس إيفان بافلوف، أحد أشهر رواد المدرسة السلوكية، تجارب طويلة على الكلاب لدراسة كيفية ارتباط المحفزات والاستجابات بأنواع مختلفة من محفزات الجرس والأضواء والألوان، ودرس استجابة الكلب لإفراز اللعاب بشكل مشروط، حيث أخذ كلبا واحتجزه في غرفة ودق الجرس مرارا وتكرارا كمحفز، وسرعان ما أصبح الكلب يفرز اللعاب عند سماع صوت الجرس
مبادئ نظرية بافلوف
يعتمد نجاح النظرية على المبادئ التالية:
-
مبدأ الوقت
هذا يعني أنه يجب تقليل فجوة الوقت بين حافز الإشارات والمحفز المرضي، حيث يؤدي تزايد فترة الفاصل بينهما إلى تقليل فعالية الارتباط.
-
مبدأ الشدة
يعني هذا أن الحافز المرغوب يجب أن يكون قويًا بما فيه الكفاية، وإلا فلن يتمكن السلوك العضوي المطلوب من الظهور.
-
مبدأ الاتساق
– يعني ذلك أن العملية يجب أن تتكرر بنفس الطريقة دون أي تغيير لعدة أيام.
-
مبدأ الظرفية
هذا يعني أن الموقف أو البيئة التي يتم فيها التعلم لا توفر أي فرصة للانحراف أو الانحياز.
-
مبدأ التكرار
هذا يعني أن التكرار ضروري لتعزيز وتثبيت الاستجابة التي تم الحصول عليها.
-
مبدأ المنع
يجب عدم السماح لأي عامل أو موقف بالعرقلة في التعلم.
مراحل نظرية بافلوف
يتكون التكييف الكلاسيكي من ثلاث مراحل، وفي كل مرحلة يتم إعطاء محفّزات واستجابات
المرحلة الأولى: قبل التكييف
في هذه المرحلة، يؤدي التحفيز الغير مشروط (UCS) إلى استجابة غير مشروطة (UCR) في الكائن الحي.
هذا يعني أن المحفز في البيئة أدى إلى حدوث استجابة طبيعية غير مكتسبة (غير مشروطة)، وبالتالي لم يتم تعلم أي سلوك جديد حتى الآن. على سبيل المثال، يمكن للعطر (UCS) أن يولد استجابة سعيدة أو رغبة.
تتضمن هذه المرحلة أيضًا منبهًا محايدًا لا يؤثر على الشخص ويسمى المنبه المحايد (NS). يمكن أن يكون المنبه المحايد شخصًا أو شيئًا أو مكانًا، ولا ينتج الاستجابة في التعلّم الكلاسيكي حتى يتم إقرانه بحافز غير مشروط.
المرحلة الثانية: أثناء التكييف
خلال هذه المرحلة، يرتبط الحافز الذي لا يستجيب له أي استجابة (أي محايد) بالحافز غير المشروط، وعند هذه النقطة يصبح المنبه المشروط (CS) معروفًا، على سبيل المثال، يمكن ربط العطور (UCS) بشخص معين (CS).
لتحقيق فعالية التكييف الكلاسيكي ، يجب أن يحدث التحفيز الشرطي قبل التحفيز غير المشروط ، وليس بعده أو في نفس الوقت ، وبالتالي يعمل المنبه المشروط كنوع من الإشارة أو الدلالة على التحفيز غير المشروط.
غالبًا ما يتعين في هذه المرحلة ربط UCS بـ CS في العديد من المناسبات أو التجارب للتعلم. ومع ذلك ، يمكن أن يحدث تعلم مسار واحد في حالات معينة عندما لا يكون من الضروري تعزيز الربط مع مرور الوقت.
المرحلة الثالثة: بعد التكييف
يتم الآن ربط الحافز الشرطي (CS) بالحافز غير المشروط (UCS) لإنشاء استجابة مشروطة جديدة (CR)، على سبيل المثال، الشخص (CS) الذي ارتبط بعطر جميل (UCS) يصبح الآن جذابًا (CR).
التطبيقات التربوية للنظرية السلوكية
: “يمكن للمعلمين تطبيق التكييف الكلاسيكي في الفصل من خلال خلق بيئة صفية إيجابية للمساعدة في تخطي الطلاب للقلق أو الخوف، ويمكن التعرف على أهمية نظريات التعلم في الميدان التربوي من خلال النقاط التالية
- الخوف والحب والكراهية تجاه مواضيع معينة تنشأ من خلال التكييف، فعلى سبيل المثال، قد يكره المتعلمون مدرس الرياضيات بسبب طريقة تدريسه وسلوكه غير اللائق في الفصل الدراسي، ولذلك يطور المتعلمون الكراهية تجاه الرياضيات بسبب سلوك المعلم.
- تمكن الأسلوب الجيد والمعاملة اللطيفة للمعلم من تحقيق تأثيرات إيجابية على المتعلمين، حيث يمكن أن يحب المتعلمون موضوعًا مملًا بسبب دور المعلم.
- تشغل نظرية بافلوف دورًا حيويًا في عملية التعلم، فعندما يريد المعلم تعليم كلمة معينة مثل `قطة`، يعرض صورة القطة مع التهجئة، وعند عرض الصورة للقطة في نفس الوقت يتم التهجئة. وبعد فترة من الوقت، عندما يتم عرض الصورة فقط، يتم التهجئة من قبل المتعلمين لكلمة `قطة`.
- تستند نظرية الثواب والعقاب أيضًا على التكييف، حيث يتعلم الأطفال أنهم سيعاقبون على أفعالهم الخاطئة وسيتم مكافأتهم على أفعالهم الجيدة. وبالتالي، يجب معاقبة سلوك الطفل السيء ومنحه مكافأة على السلوك الجيد من أجل تكييف الطفل، فهذا يحفز الأطفال في الصف.
- يستطيع المدرس استخدام طريقة التكييف في الفصل لتعليم اللغات، حيث يعتبر التكييف فعالًا جدًا في التدريب اللغوي، إذ يشرط الاستخدام الصحيح للغة التلميذ على استخدام تلك اللغة، وهذه الطريقة فعالة أيضًا في تعلم مواد مثل الرياضيات.
- قد يساعد تغيير السلوك لدى الطفل عن طريق التكييف على كسر السلوك السلبي وتعزيز السلوك الإيجابي، وبالتالي يمكن تعزيز العادات الجيدة والسيئة لدى الطفل من خلال استخدام تقنيات التكييف، ويمكن تعزيز العادات الجيدة من خلال توفير تعليم السلوك الإيجابي والقيم للطفل.
نقد نظرية بافلوف
- يؤكد التكييف الكلاسيكي على أهمية التعلم من البيئة، ويدعم التنشئة على الطبيعة، حيث يمكن أن يكون السلوك ناتجًا عن تفاعل بين الطبيعة (علم الأحياء) والتنشئة (البيئة)، ولا يمكن وصف السلوك بالكامل إما من خلال الطبيعة أو التنشئة فقط.
- تكمن قوة نظرية التكييف الكلاسيكية في أنها علمية، حيث تعتمد على أدلة تجريبية تم الحصول عليها من خلال تجارب محكومة .
- يشير التكييف الكلاسيكي أيضًا إلى تفسير السلوك بطريقة اختزالية، حيث يتم تقسيم السلوك المعقد إلى وحدات صغيرة من التحفيز والاستجابة.
- تعتبر نظرية التكييف الكلاسيكية حتمية، مما يعني أنها لا تسمح بأي درجة من الإرادة الحرة للفرد، وبالتالي، لا يتحكم الشخص في ردود الفعل التي يتعلمها من خلال التكييف الكلاسيكي، مثل الرهاب.
- لا يمكن للتكييف الكلاسيكي أن يتنبأ بشكل دقيق بردة فعل الأشخاص، حيث يمكن للأشخاص أن يتفاعلوا بأشكال مختلفة مع الحوافز في البيئة المحيطة بهم، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يجعل رائحة الطعام شخصًا ما يشعر بالجوع طوال الوقت، بينما يمكن أن يسبب مرضًا لشخص آخر.
- يوفر التكييف الكلاسيكي تأثيراً مؤقتاً في ظهور النتائج، ومن الممكن أن يساعد في خلق استجابة إيجابية لحافز مختلف يرتبط بشيء ممتع، كما يظهر هذا التأثير لفترة محدودة.