تجربة بافلوف ” نظرية الاشراط الكلاسيكي “
يشير المصطلح الكلاسيكي (المعروف أيضا باسم تعلم بافلوفي أو التعلم المشروط) إلى عملية تعلمية تقترن فيها التحفيز البيولوجي القوي (مثل الطعام) بمحفز محايد سابقا (مثل الجرس)، ويشير أيضا إلى عملية التعلم التي تنتج عن هذا الارتباط، والتي تتمثل في الاستجابة للمحفز المحايد (مثل اللعاب) والتي تكون عادة مشابهة للتي تم إثارتها بالتحفيز القوي، وقد تم دراسة هذه الحقائق الأساسية بشكل مفصل لأول مرة من قبل إيفان بافلوف في عام 1897 من خلال تجاربه على الكلاب، وأصبحت نظرية المصطلح الكلاسيكي أساسا للسلوكية، وهي مدرسة علم النفس التي كانت مهيمنة في منتصف القرن العشرين، ولا تزال لها تأثير كبير على ممارسة العلاج النفسي ودراسة سلوك الحيوانات، ويعد التعلم المشروط عملية تعلم أساسية، وبدأ الآن فهم أسسها العصبية .
ما هي تجربة بافلوف
يقوم الاشراط الكلاسيكي (المعروف أيضا باسم تكييف بافلوفان) بالتعلم من خلال الربط، وتم اكتشافه بواسطة بافلوف، العالم الفسيولوجي الروسي، وببساطة، يتم ربط اثنين من المحفزات معا لإنتاج استجابة جديدة مستفادة في الشخص أو الحيوان، واقترح جون واطسون أن عملية الاشراط الكلاسيكي (بناء على ملاحظات بافلوف) قادرة على شرح جميع جوانب علم النفس البشري، بدءا من الكلام إلى الاستجابة العاطفية، ببساطة هي أنماط التحفيز والاستجابة، ونفى واطسون تماما وجود العقل أو الوعي، ويعتقد واطسون أن جميع الفروق الفردية في السلوك ترجع إلى تجارب مختلفة من التعلم .
مراحل الاشراط الكلاسيكي
يتكون الاشراط الكلاسيكي من ثلاث مراحل، وفي كل مرحلة يتم إعطاء المنبهات والردود باستخدام مصطلحات علمية خاصة
المرحلة الأولى : مرحلة ما قبل التكيف
في هذه المرحلة، ينتج الحافز غير المشروط استجابة غير مشروطة في الكائن الحي، وهذا يعني أن الحافز يؤدي إلى سلوك أو استجابة طبيعية غير مكتسبة. وفي هذه الحالة، لا يتم تعلم أي سلوك جديد، فعلى سبيل المثال، يؤدي فيروس المعدة إلى الشعور بالغثيان، ويمكن للعطر أن يؤدي إلى استجابة من السعادة أو الرغبة. وتتضمن هذه المرحلة أيضا حافزا آخر لا يؤثر على الشخص، وهو ما يسمى بالتحفيز المحايد، وقد يكون هذا التحفيز عبارة عن شخص أو كائن أو مكان، ولا يؤدي التحفيز المحايد في البداية إلى استجابة، حتى يتم إقرانه مع التحفيز غير المشروط .
المرحلة الثانية : أثناء التكيف
خلال هذه المرحلة، يترتب الحافز الذي لا ينتج عنه أي استجابة (أي محايد) على المحفز غير المشروط، وفي هذه النقطة يصبح الآن معروفا باسم التحفيز المشروط، على سبيل المثال، قد يترافق فيروس المعدة مع تناول طعام معين مثل الشوكولاتة، كما يمكن أن يرتبط العطر بشخص معين، ومن أجل أن يكون الاشراط الكلاسيكي فعالا، يجب أن يحدث التحفيز المشروط قبل الحافز غير المشروط، لا بعده، أو على الأقل في نفس الوقت، وهكذا يعمل المثير المشروط كنوع من الإشارات للتحفيز غير المشروط .
في كثير من الأحيان، يجب أن يرتبط التحفيز الغير مشروط بالتحفيز المشروط في عدد من النقاط، ويمكن أن يحدث تعلم واحد في مواقف معينة، مثل الإصابة بالمرض بعد التسمم الغذائي أو شرب الكثير من الكحول .
المرحلة الثالثة : مرحلة ما بعد التكيف
يتم الآن ربط التحفيز المشروط بالتحفيز غير المشروط لإنشاء استجابة مشروطة جديدة، على سبيل المثال، يتم ربط “الشخص” برائحة لطيفة وتشاهد الآن على أنه جذاب، وكذلك شُرِب الشوكولاتة قبل رؤية شخص مريض بفيروس ينتج الآن استجابة للغثيان .
انطباق نظرية الاشراط الكلاسيكي على البشر
أظهر إيفان بافلوف أن التكييف الكلاسيكي ينطبق على الحيوانات، وتساءل إذا كان ينطبق أيضا على البشر. وفي تجربة مشهورة (رغم أخلاقيتها المشكوك فيها)، قام واتسون وراينر (1920) باختبار الطفل الرضيع “ألبرت الصغير” البالغ من العمر 9 أشهر لمعرفة ردود أفعاله تجاه محفزات مختلفة، حيث قدم له فأر أبيض وأرنب وقرد وأقنعة مختلفة، ووصفت ردود فعله بأنها “غير عاطفية”، ولم يظهر خوف من أي من هذه المحفزات، ومع ذلك، فإن الضجيج الصاخب المفاجئ الذي نتج عن ضرب مطرقة على قضيب فولاذ خلف رأسه، كان سببا في بكاء ألبرت .
عندما كان عمر ألبير الصغير أكثر من 11 شهرا بقليل، تم تقديم الجرذ الأبيض له، وبعد ثوان، تم ضرب شريط فولاذي بواسطة مطرقة، وتم تكرار ذلك سبع مرات خلال الأسابيع السبعة المقبلة. في كل مرة، انفجر “ألبير الصغير” في البكاء. في ذلك الوقت، كان ألبير الصغير يرى فقط الجرذ ويظهر على الفور علامات الخوف. كان يبكي بغض النظر عما إذا تم ضرب الشريط الفولاذي بالمطرقة أم لا، وكان يحاول الزحف بعيدا. بالإضافة إلى ذلك، اكتشف واتسون وراينر أن ألبير طور رهابا تجاه الكائنات التي تشترك في بعض السمات مع الجرذ، بما في ذلك معطف الفرو وبعض القطن وقناع عيد الميلاد. تعرف هذه العملية باسم التعميم .