الآثار النفسية للعقم عند الزوجين وكيفية علاجها
الإنسان كائن هش من الداخل سريع التأثر والانهيار، برغم كل ما يبدو عليه من القوة خارجيا، وهذا ينطبق على النساء والرجال، إلا أن النساء تظهر هذا الأمر بأريحية، أما الرجال فيكون الضغط عليهم أكبر، فهم وخصوصا في الشرق يروا أن الرجل لا ينبغي أن يتأثر نفسيا بأي شيء، ولا يستطيع أن يضعف، ولا ينبغي عليه أن يضعف، أو أن يظهر ويعترف بضعفه للآخرين حتى أقرب الناس إليه .
الآثار النفسية التي يسببها العقم
العقم هو مرض قاسي، سواء على الرجال أو النساء، فهو يحرم الزوجين من أكبر وأعظم نعمة، ويترتب على اكتشاف المرض آثار نفسية كبيرة عند الجنسين، ونجد أن وضع المرأة في تقبل الحقائق مختلف عن الرجل إلى حد ما، فالمرأة تتقبل الوضع سريعا، وتتأثر نفسيا وتظهر تأثرها، بينما الرجل يختلف عنها تماما، خصوصا الرجل الشرقي الذي يرفض من البداية غالبا أن يذهب للفحص، ويرى هذا مخجلا ومشينا ومهينا لرجولته .
يتم توجيه الانتباه دائما إلى النساء بنظرة اللوم، كما لو أنهن غير قادرات على الإنجاب، ويتم رؤية الرجل دائما بدون عيوب. يعود ذلك إلى النظرة المجتمعية النقصة في الشرق، حتى أفراد عائلة الرجل يرون زوجة ابنهم بنفس النظرة. يزيد ذلك من المشاكل والضغوط النفسية على الزوجة والزوج، ويؤثر سلبا على عملية الإنجاب .
نجد أن شعور الذنب الداخلي للرجل يتضاعف، خصوصا إذا كانت نتائج فحوصات زوجته سليمة، ويشعر بتأنيب الضمير لأنه لا يستطيع أن يمنحهم طفلا صغيرا يسعدهم، ولكنه غالبا لا يعترف بهذا، حتى لا يجرح كبريائه. فيزداد الضغط والكبت الداخلي لديه. وعندما يتقبل الزوجان حقيقة وجود مشكلة عند أحدهما، تمنعهما من الإنجاب، نجد أن الضغط يزداد، ويكون السبب في ذلك عدة أمور
تشكل المصاريف المادية لعلاج العقم عائقًا أمام العديد من الأزواج، وهذا يشمل العلاجات التي تتطلب تكاليف مادية عالية .
يحدث الانكسار العاطفي بين الزوجين، خصوصًا من الزوج العقيم تجاه الزوجة وشعوره بالذنب .
يشمل ذلك العديد من الاختبارات الطبية التي تضعف الزوجين وتجعلهم يشعرون بالإرهاق وطول المشوار .
يشعر الزوجان بأن حياتهما الزوجية قد انقلبت رأسًا على عقب، وأنهما على حافة الانهيار .
جميع هذه الأمور يمكن أن تؤدي إلى توترٍ نفسيٍ وعصبيٍ وعصبيةٍ لكلا الزوجين .
كيفية علاج الضغط النفسي والتعامل معه
أولا عادات جسدية
1- مارس تمارين التنفس، فهي من أكثر الرياضات التي تنظم الأدرينالين بداخلك، لذلك اجلس بطريقة مريحة، أو تمدد على سريرك، قم بسحب نفس من أنفك، وقم بحبسه أربع ثواني، وأخرجه من فمك في أربع ثواني، وكرر هذه الطريقة كلما احتجت لذلك وستلاحظ النتائج التي ستترتب على ذلك من هدوء وسكينة .
2- قم بممارسة بعض الأنشطة الرياضية، كالجري أو زيارة صالة الألعاب الرياضية، فالرياضة هي وسيلة فعالة للتخلص من الغضب والتوتر وتساعد على التخلص منهما. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر رياضة التأمل واليوجا أيضا من الأنشطة المفيدة جدا في هذا الوضع. كما يمكن أن يكون الرقص وركوب الدراجات، خاصة ضمن المجموعات، ذات فائدة كبيرة .
قم بتعديل مواعيد النوم، واذهب إلى النوم باكرًا واستيقظ باكرًا، حتى تحصل على نوم صحي وهادئ وعدد ساعات كافية، وتجنب شرب المنبهات مثل الشاي والقهوة قبل النومفي المساء، وبدلاً من ذلك، تناول كوبًا من الحليب الدافئ الذي سيساعدك على النوم والاسترخاء بسرعة .
ثانيا عادات نفسية
1- استمع إلى الموسيقى، أو اقرأ كتابًا وأنت مستلقٍ ومسترخٍ، خاصةً تلك الكتب المتعلقة بالتنمية البشرية والسيطرة على الحياة والتمسك بالأمل .
يجب تجهيز جو لطيف وإحضار بعض الشموع والزيوت والروائح المهدئة للأعصاب، مثل اللافندر، ويجب أن تستحم وتسترخي قليلا .
يجب التأقلم مع الظروف بسرعة، والتفكير في الخطوات المستقبلية، وعدم النظر إلى الماضي بتشاؤم، والاطمئنان بأن كل المشاكل لها حلول .
يمكن الحصول على الدعم والمساعدة من الأصدقاء المقربين أو الخبراء في هذا المجال الذين سيساعدونك على تخطي الأزمة والتفكير بإيجابية .
ينبغي التفكير في ما يمتلكه الشخص بدلاً من التفكير فقط في ما يفتقده، فالتفكير في العائلة والعمل الجيد والحفاظ على الصحة يساعد في تحسين الحالة النفسية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن زيارة دار لرعاية المسنين أو مستشفى للأمراض العقلية لمشاهدة حالات أصعب من حالة الشخص وتذكر أن مشاكله صغيرة بالمقارنة مع مشاكل الآخرين .
تأكد من أن حالتك النفسية ستؤثر عليك في علاج مشكلتك وعدم قدرتك على الإنجاب، وأيضا ستؤثر عليك في حال استخدام طرق الإنجاب بالأنابيب، حيث أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة ويتقبلون الأمور بصورة جيدة يحققون نسبة نجاح أكبر في هذه العمليات مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من الضغط النفسي .