الاماراتالخليج العربي

إسهامات دولة الإمارات في نشر قيمة التسامح

الإمارات دولة التسامح والانفتاح والتعايش المشترك

دولة الإمارات العربية المتحدة تجسد نموذج مثالي للتسامح والحب والعيش في سلام، وهذه عقيدة رسخت فيها شعباً ووطن وحكومة، إذ أن على أرض الإمارات يعيش الكثير من الجنسيات ويعملوا في سلام وحب، ويجد السائحون والعمالة كل الاحترام والتقدير والمحبة من أصحاب الوطن، حيث يعرب الجميع دوماً بأنه يشعر بأن الإمارات هي وطنه الثاني الذي يقبله على أي حال وبأي شكل أو لون أو جنس أو عرق.

تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادتها وحكومتها وشعبها إلى ترسيخ معنى المواطنة والحب والتسامح والتعايش. وتعارض بقوة التمييز والعنصرية والكراهية، وهذا واضح منذ تأسيس الاتحاد. فالدولة ترفع دائما شعار التسامح والمحبة كأعظم القيم الإنسانية وأساس القيم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

تضم دولة الإمارات العربية المتحدة مجموعة كبيرة من الأجناس والأعراق حيث تكثر الجنسيات المتواجدة فيها عن مئتي جنسية، جميعهم ينعموا بحياة كريمة وحب كبير واحترام وتقدير، فبرغم تعدد الثقافات والجنسيات والأعراق، استطاعك الدولة أن تنسج من هذا المزيج نسيج واحد متناغم ومتكامل، فالجميع يعمل بحب ويشعر بقيمته كإنسان في وطن يقدر قيمة الإنسانية.

قيم التسامح في الإمارات

التسامح هو أعظم قيمة ترسخها دولة الإمارات منذ نشأت اتحادها العظيم، وكل تصرفات مسؤولي الدولة وشيوخها تدل على ذلك، ففي عام 2017 قام سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتسمية أجمل جسر مشاه في دبي بجسر التسامح وذلك من أجل تعزيز قيمة التسامح وإعلان رسمي على أن التسامح أعظم قيمة بشرية وسبيل للعدل والمساواة.

وزارة التسامح والتعايش، كانت من الأمور الرئيسية التي أثبتت قيمة التسامح ووضحت معناها، حيث أعلن سمو الشيخ عن تشكيل وزارة للتسامح، وأشار سموه إلى ذلك بقوله الراسخ

لا يمكن أن نسمح بالكراهية في بلدنا، ولا يمكن قبول أي شكل من أشكال التمييز بين أي شخص يعيش فيها أو يكون مواطنا لها.

مبادرات وإسهامات التسامح في الإمارات العربية المتحدة

تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة دائما على تعزيز مفهوم التسامح في نفوس شعبها والمقيمين فيها، وذلك لتعميق مفهوم الحب والاحترام والإخاء وثقافة التقبل للآخر ونبذ العنف والكراهية والتعصب والتمييز، ومنذ تأسيس الاتحاد، اعتمدت دولة الإمارات هذه الفلسفة العظيمة التي تثق في حرية معتقدات وأفكار الجميع وحقهم في الحياة الكريمة والاحترام، وهذا ما ساعد الدولة على التغلب على الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي واجهتها.

تاريخ دولة الإمارات يتميز بالغنى والكرم ويشهد على دورها الدائم كشريك في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تعزز مفهوم التسامح وتعزز قيمة السلام وتعمل على رفض التطرف والعنف والتمييز بين البشر، ولذلك أصبحت عاصمة للسلام وملتقى الحضارات ومنبرا للتقارب والمحبة بين جميع شعوب العالم، حيث يتم بناء الكنائس والمعابد بجوار بعضها البعض ويتيح لكل فرد ممارسة شعائر دينه دون تحيز أو خوف أو كراهية، فالوطن يستقبل الجميع بالحب والسلام.

قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بعدد من المبادرات التي تسهم بشكل كبير في ترسيخ معنى التسامح والسلام، وتمثل أهم هذه المبادرات في:

  •  المساعدات الإنسانية 

منذ تأسيس الاتحاد الإماراتي ولاحظ العالم والمجتمع الدولي أن دولة الإمارات لم تبخل أبدا في تقديم المساعدة للدول المحتاجة أو المتضررة، كما أنها دائما ما تساعد المنكوبين والمتضررين من الحوادث والكوارث. ولاسيما أن دولة الإمارات لا تقتصر تقديم المساعدات على دول محددة أو دول قريبة منها فقط، بل تمتد مساعداتها لجميع الدول في جميع أنحاء العالم، حيث يكون هدفها النبيل هو مساعدة الإنسان في أي مكان دون النظر إلى دينه أو عرقه أو لونه أو جنسه.

  • مسجد مريم أم عيسى

أعطت دولة الإمارات العربية المتحدة مثالا عظيما للوحدة الوطنية واحترام جميع الأديان وحب الآخرين واحترام ومحبة الأنبياء والرسل، كما يوصي الدين الإسلامي الحنيف، وذلك من خلال إطلاق اسم السيدة العذراء مريم أم نبي الله عيسى عليهما السلام على مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقة المشرف، لترسيخ الصلة بين جميع الأديان وتوضيح أن الدين الإسلامي يأمرنا بحرمة الجميع وحب جميع المرسلين، كما جاء ذلك في إطار تعزيز مفهوم التعايش والتسامح ورفض الكراهية والعنف.

  • وثيقة الأخوة الإنسانية

أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة وثيقة الأخوة الإنسانية في فبراير 2019، وهذا يعتبر حدثا تاريخيا هاما، حيث أظهرت قيمة الحب والتسامح والسلام التي طالما سعت إليها الدولة. استضافت الإمارات لقاء الأخوة الإنسانية الذي حضره فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، كرمزين لامعين لأكبر وأبرز الديانات في العالم، بهدف تعزيز قيم التسامح والمحبة والتنوع الثقافي وتعزيز مبدأ التعايش وحب الجميع والتسامح مع جميع البشر لرفعة البشرية وبناء المجتمع.

  • صندوق زايد العالمي للتعايش

أصدر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمرا بتأسيس صندوق زايد العالمي للتعايش في فبراير 2019، بهدف دعم الجهود التي تسعى إلى تعزيز ثقافة التعايش والتآخي والسلام بين جميع البشر بغض النظر عن الحدود الوطنية أو الانتماءات العرقية أو الجنسية. ويعمل الصندوق على دعم جميع المبادرات العالمية التي تهدف إلى توسيع القاعدة المشتركة بين البشر، وتعزيز الروح الإنسانية والتعاون بينهم.

يعمل صندوق زايد العالمي للتعايش على نشر ثقافة السلام والمحبة والتسامح في جميع أنحاء العالم. كما يبذل جهودا مكثفة لتطوير المناهج التعليمية وتعزيز قيم الأخوة وزرعها في نفوس الأطفال والطلاب. ليس هذا فقط، بل تهدف المبادرة الممتازة للصندوق أيضا إلى تخصيص أموال لمنح الدراسات العليا لدعم البحث العلمي والتطور وفقا للمبادئ المشتملة في الوثيقة. يوفر البرنامج أيضا التدريب والتطوير لجميع المتعلمين في مختلف مراحل التعليم ليصبحوا كوادر ممتازة تعزز القيم والثقافة والعلم فيما بعد.

أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتخصيص مساحة كبيرة في جزيرة السعديات وتشييد معلم حضاري جديد عظيم يطلب عليه بين العائلة الإبراهيمية، كرمز ديني عظيم ومعلم فريد يدعوا للتعايش والسلام والتأخي وقبول كل الأعراق والأديان والجنسيات، وجاء ذلك ضمن الوثيقة التاريخية التي وقعت في دولة الإمارات العربية المتحدة بين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، والتي بشرت العالم كله والإنسانية أجمع بعهد جديد يقترب فيه الجميع وتتحدد فيه الشعوب من كل الأطياف والأديان على تقدير قيمة الإنسانية وتعظيم الحب والسلام والتسامح والتعايش.

عام التسامح في دولة الإمارات

في عام 2018، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أن عام 2019 سيكون عام التسامح، وأعرب عن ذلك رئيس الدولة الشيخ زايد آل نهيان، وركز في هذا الإعلان على خمسة محاور أساسية لتعزيز قيم التسامح والمحبة، وهم الأسس التي تقدم نموذجا مثاليا للتسامح

  1. زيادة قيم التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب في المجتمع، من خلال التركيز على تلك القيم لدى الأجيال الجديدة
  2. تعزيز مكانة دولة الإمارات كعاصمة عالمية للتسامح من خلال مجموعة من المبادرات والمشاريع الكبرى، مثل المساهمات البحثية والدراسات الاجتماعية المتخصصة في حوار الحضارات
  3. يتم تحقيق التسامح الثقافي من خلالمجموعة مبادرات مجتمعية وثقافية مختلفة
  4. يتم طرح تشريعات وسياسات تهدف إلى تعزيز قيم التسامح الثقافي والديني والاجتماعي
  5.  تعزيز خطاب التسامح وتقبل الآخر من خلال مبادرات إعلامية هادفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى