اسلامياتالقران الكريم

آيات قرآنية عن تمييز الإنسان بالعقل

آيات قرآنية عن العقل والتفكير

في كتابه العزيز، يقول تعالى: `لقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا`. صدق الله العظيم.

يعتقد بعض المفسرين أن تكريم الإنسان يتمثل في إعطاء الله عز وجل له السيطرة على سائر المخلوقات وتفويض سائر الكائنات له. ويعتقد آخرون أن التكريم يأتي من خلال القدرة على الكلام والتمييز والفهم والإدراك باستخدام العقل. هذه الصفة لم تمنح لأي من خلقه البشرية سوى بني آدم .

فقد ميز المولى عز وجل الإنسان عن باقي مخلوقاته بنعمة العقل، وهذا العقل هو سبب تكليف الإنسان فهو قادر على معرفة الله عز وجل وفهم آياته تصديق رسله، والتمييز بين الصواب والخطأ والحلال والحرام وقادر على الاختيار بينهما، ولقد أمرنا المولى في كتابه العزيز باستخدام العقل في التفكر والتدبر والتمييز بين الخطأ والصواب والخير والشر.

ذكر العقل أو ما يدل عليه في القرآن الكريم مئات المرات، ولقد ذكرت مرادفات عديدة لمعنى العقل في القرآن الكريم مثل العقل والقلب واللب، وأيضا ذكرت الألفاظ التي تشير إلى وظيفة العقل مثل التذكر والتفكر والتفقه والتدبر، وهذا يدل على أهمية استخدام العقل في الإسلام.

يقول عز وجل في سورة الأنعام “قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكن وصاكم به لعلكم تعقلون” صدق الله العظيم.

في تلك الآيات، يأمر الله عز وجل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بأن يقول للمشركين الذين يشركون بالله أن يقبلوا ليقص عليهم ويخبرهم بما حرم الله على عباده. وفي نهاية الآيات، يخبرنا الله عز وجل أنه وصى بذلك ليعقل الناس ويتذكروا وصايا الله عز وجل.

أخبرنا الله تعالى أيضًا أن العقل هو أفضل النعم التي أنعم الله بها على بني الإنسان، وذلك بقوله تعالى “وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا.

العقل هو الذي يرفع درجة الإنسان في الحياة، فلولا العقل لم تتقدم البشرية ولم تبني حضاراتها ولم تصل إلى هذا التقدم الذي نراه اليوم، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أنه قوي ملكه وأعطاه الحكمة وفصل الخطاب.

ارشدنا الله في كتابه العزيز عن أفضل وسيلة للدعوة إلى دين الله وإرشاد الناس لطريق الحق وهي باستخدام العقل والحكمة، حيث قال تعالى: “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين

جعل الله عز وجل آياته واضحة ومفصلة للعقلاء والعلماء وأصحاب العقول، وذكر ذلك في عدة مواضع في القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: “إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين، وفي خلقكم وما يبث من دابة لآيات لقوم يوقنون، واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون.

وكل هذه الآيات وغيرها الكثير تشير إلى تميز الإنسان بالعقل.

أين يوجد العقل مع الدليل من القرآن

العقل هو معجزة بكل المقاييس. حتى اليوم ومع كل التقدم العلمي، لم يتم تحديد آلية تفكير الإنسان ومكان العقل فيه. بعض الناس يرون أن المكان الذي يفكر به الإنسان هو الدماغ، وبعضهم يرون أنه في القلب.

ويعتقد معظم علماء المسلمين أن الرأي الثاني هو الأكثر ترجيحا، وذلك لأن الله تعالى أخبرنا بذلك في القرآن الكريم في عدة آيات، ونحن نؤمن أنه من المستحيل أن يتعارض العقل البشري مع الوحي الإلهي الصريح، ومن الآيات التي تدعم هذا الرأي قول المولى عز وجل في سورة الأعراف “فعابهم الله بأنهم لا يفقهون بقلوبه.

أيضًا قوله تعالى :هل لم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها وآذان يسمعون بها، فاغنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.” في هذه الآية الكريمة، أكد الله تعالى أن القلوب الموجودة داخل الصدور هي التي تعقل، وليس الدماغ، وأنها تعمى إذا سلب منها نور العقل.

أكد كلام نبينا عليه الصلاة والسلام هذا المعنى في الحديث الشريف: `في الجسم مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب.

أيضا ذكر في الحديث الشريف لأنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يردد كثيرا قوله: `يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك.` فقالوا: يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به، هل تخشى علينا؟ فقال: نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله عز وجل يقلبها.

مظاهر تمييز الله تعالى للإنسان

إن العقل ليس الميزة الوحيدة التي كرم الله بها بني آدم عن سائر المخلوقات، فمن بين مظاهر التكريم الأخرى:

  • هيئة الإنسان الفريدة

الإنسان هو هيئة فريدة خلقها الله على أحسن صورة وأتم كمالها، حيث خلق الله لنا جسدا كاملا يتكامل فيه جميع الأعضاء والحواس التي تمكننا من اكتشاف الكون وتعبيرنا عن عبادتنا لله عز وجل بجانب العقل. فالعقل لا يعمل وحده، بل تتأثر الحواس بأوامره، ويقول الله في كتابه العزيز عن خلق الإنسان: `لقد خلقنا الإنسان من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين`.

أمر الله تعالى جميع المخلوقات بعبادته كما أمر الإنسان، ولكن تميز الإنسان بأنه أمر بإصلاح الأرض وإعمارها، وحفظ بقية مخلوقات الله. يقول الله عز وجل: `من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا. وقد جاءتهم رسلنا بالبينات، ثم كثير منهم في الأرض لمسرفون.

  • التآلف والاجتماع

جميع المخلوقات تجتمع وتتفاعل مع بعضها البعض للتكاثر وتوفير سبل العيش. ومع ذلك، يتضمن اجتماع الإنسان أكثر من مجرد توفير سبل العيش. فاجتماع الإنسان يؤسس للمجتمعات والحضارات ويعيش على وجه الأرض. وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: `يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير`. صدق الله العظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى