هل شجرة الزقوم موجودة في الدنيا
تم تداول بعض الصور مؤخرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي لشجرة صغيرة الحجم. تنمو هذه الشجرة في شمال منطقة الجزيرة العربية وتظهر أشياء تشبه الجماجم البشرية، مما يمنحها مظهرا مخيفا. وصفها البعض بأنها شجرة الزقوم. هل هذه الشجرة حقيقية؟ وهل فعلا تنمو شجرة الزقوم على الأرض؟
شجرة الزقوم في القرآن الكريم
ذكرت شجرة الزقوم في القرآن الكريم ، في أكثر من آية في كتاب الله عز وجل ، حيث وردت في سورة الدخان في قوله تعالى “إن شجرة الزقوم طعام الأثيم ” ، وتمت الإشارة إليها في سورة الإسراء في قوله “والشجرة الملعونة في القرآن” ، كما جاء وصفها بصورة أكثر تفصيلا في سورة الصافات ، حين قال سبحانه وتعالى ” أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم ، إنا جعلناها فتنة للظالمين ، إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ، طلعها كأنه رؤس الشياطين ” صدق الله العظيم .
هذه الآية الأخيرة تعتبر قولا بليغا حيث شبه الله عز وجل شجرة الزقوم التي لا نعرف ما هي أو ما شكلها ، برؤس الشياطين التي لا نعرفها أيضا ، وبذلك يشبه الله مجهولا بمجهول أيضا ، وهذا يجعلنا نطلق العنان لعقولنا للتخيل ما سيصبح عليه حال أهل النار يوم القيامة ، والعذاب الذي ينتظرهم .
ظهور شجرة الزقوم في الواقع على سطح الأرض
قام العلماء بالاجتهاد وإعادة البحث في تفسير هذه الآيات مرة أخرى، للتأكد من وجود شجرة الزقوم على الأرض، ولكن أوضح العلماء أن هذه الشجرة المذكورة في القرآن الكريم تنمو فقط في النار، ودليل ذلك هو قوله تعالى `إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم`، وبذلك يعني أنها تنمو في نار جهنم ومن نهارها المتقدة، مما يجعل الكثير يميلون إلى الرأي أنها غير موجودة على الأرض .
يوجد من السنة ما يدعم هذا الرأي ، ويؤكد أن هذه الشجرة لم تخلق حتى الآن ، فقد روي ابن عباس – رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ عليهم ” يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتهم مسلمون ” ، ثم قال أيضا ” لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الأرض لأفسدت على أهل الدنيا معيشتهم فكيف بمن هو طعامه ؟ ، وليس له طعام غيره ؟ “
أصل صور الشجرة التي انتشرت
هذه الصور تظهر نباتا زهريا ينتمي إلى الفصيلة السبعية، والمتواجد في حوض البحر المتوسط. يعرف النبات بأسماء شائعة مثل `فم السمكة` و`أنف الثور` و`حنك السبع`. في فصل الشتاء، تزهر هذه الزهور وتستخدم للزينة، وتعرف أيضا بأغراض طبية. تتميز بجمالها وروعتها، ولكن عندما تسقط أوراقها، تصبح جافة ومخيفة، وتشبه الجماجم في شكلها. تنتشر حول ساق النبات، وهذا التشابه في الوصف جعل البعض يسميها `شجرة الزقو` .