ادببوح القصيد

مناظرة شعرية بين العلم والعقل

المناظرة هي نقاش وحوار علمي، وتبادل للآراء بين فريقين متنازعين يدافع كل منهما عن قضية معينة أو يهاجمها، وتستخدم في الأغلب في صيغة الجمع كمناظرات. وتكون المناظرات الشعرية جدالا يحدث بين خصمين متنافرين يحاول كل منهما الفوز على الآخر في إطار شعري راق يتميز بالتعابير الجميلة والمحسنات البديعية. وفيما يلي سنستعرض واحدة من أشهر المناظرات الشعرية وهي مناظرة شعرية تجمع بين العلم والعقل

جدول المحتويات

مناظرة شعرية بين العلم والعقل

العلم والعقل عظيمان والعلم أعلى

علم العليم وعقل العاقل اختلفا

من منهما حقق الشرف؟

فالعلم قال أنا أحرزت غايته

والعقل قال أنا الرحمن بي عُرفا

فأفصح العلم افصاحا

في أي مكان يقع الله في كتابه المحكم؟ سأله

فبان للعقل أن العلم سيده

فقبّل العقل رأس العلم وانصرفا

مناظرة شعرية بين اللغة العربية الفصحى والعامية

أنا البحر في أحشائي الدر الكامن… هل يسأل الغواصون عن صدفاتي؟

من يفخر بنفسه ويشبه نفسه بالبحر في العامية؟ لا أعتقد أن هناك شخص مخول للفخر سوى أنا.

قبل أن أعرفك بنفسي، هل يمكنك أن تخبرني من أنت؟ – الفصحى

بكل فخر، هل تجهلين من أنا؟ الجهل هو ما يصف عنك

الفصحى / لم يحصل لي الشرف ، من أنت؟

أنا فخور بلهجة العامية، التي تتمتع بالشهرة والانتشار في كل أنحاء الدول العربية.

أنت هو المقصود بالفصحى الذي يعاني من ضيق شديد ويريد سرقة مكانتي؟

تقول العامة: `على رسلك… ولماذا هذا الضيق والغضب؟ من أنت حتى تتجرأي وتقولي ما قلت

أنا الفصحى، لغة الإعجاز، لغة الاختصار، هي اللغة التي تحدى بها الله جميع فصحاء العرب، وبل أنا لغة القرآن الكريم.

لا تعرِّفي نفسك بنفسك في العامية، لقد عرفتك بالفعل، أنت تُسمَّى بهذا الاسم

تعتبر اللغة الفصحى لغة عقيمة، سقيمة، معقدة بقواعدها، وغريبة بألفاظها.

ما هذا الأسلوب اللغوي الفصيح الذي تستخدمه؟! ماذا تعنين؟! ولماذا تتحدثين بهذه الطريقة؟ يبدو أنك لم تسمعي عني، ولم تستوحي إلهامك من تجربتي.

أي نور تتحدثين عنه… لقد تركك أبناؤك واختاروني كلغة لتعاملاتهم وكتاباتهم، حتى في مجال التدريس لا يمكنهم الاستغناء عني.

الفصحى/ (بحرقة وألم): ارمني بعقم في الشباب… وليتني عقمت فلم أسمع لقول أعداء.

لم يتم إهانتك بل قالوا الحقيقة! لغتك تحتوي على قواعد نحوية معقدة، ولذلك نريد إلغاء تدريسها وأن أصبح أنا لغة العلوم والفنون.

الفصحى/ بفخر) : وسعت كتاب الله لفظا وغاية … وما ضقت عن آي به وعظات. نعم، أنا لغة صالحة لكل زمان ومكان، شرفني الله ورفع قدري. وهذه النداءات التي تحدثت عنها والدعوات لم يكتب لها النجاح بل ماتت في مهده،

والدليل على ذلك هو أن جميع العلوم والمعارف تدرس بالفصحى وليس بالعامية، وهذا ينطبق أيضا على لغة الصحافة. أما أنت، فلم تتجاوزي ألسنة تلك الأشخاص الجاهلين الغضبة من هذا الدين وكل من ينتمي إليه. ومن لم يستكشف أعماقي ويستمتع بجمالي وروعتي.

ربما يكون في كلامك بعض الصحة، وهذا ما لاحظته أنا كلغة، وعلى الرغم من انتشاري بين الناس، فإن حدودي ضيقة. فكل بلد له لهجته الخاصة ولغته العامية، وكلمنطقة داخل البلد تختلف لهجتها عن الأخرى. فهل هذه ميزة أو عيب؟ لا أدري، هل يمكنك إرشادي؟.

يعد الفصحى ميزة، ولا ينبغي أن ننسى أن القرآن نزل بسبعة أحرف بلهجات العرب، والتي تعتبر في أصلها فصحى. ولكن، العيب الوحيد هو إدخال الكلمات الأجنبية وجعلها جزءًا من لغتنا. فبعض الأشخاص قد استبدلوا لغتهم الأم بلغة أجنبية، وهذا هو العيب الحقيقي.

يا لغتي العظيمة،كم أنتِ خلوقة وصبورة! فبالرغم من عقوق أبنائك، إلا أنكِ صامدة وصابرة، بل خالدة.

الفصحى/ نعم خالدة وسأظل كذلك إلى يوم القيامة قال تعالى: إنا نحن منزلوا الذكر وإنا له حافظون.

مناظرة بين العلم والجهل

العلم: أنا العلم ألا تعرفني

أنا الذي نشرت النور في الأمم

أنا الذي غيرت مسار الأمم

أتحفت العالم بالكلام والأثر

أصبحت شلال يدر على الأمم كَلم

ألا تزال لا تعرفني

أنا الذي أعطيت العالم مثالًا في الضرب

الجهل: ههههه ما بالك يا هذا

أنا وحدي، وأنا من دفعت الناس حولي للكذب

أنا كنت سطر للهرب والهرب

أريحهم من هم يحملوه من الأدب

أنا جهل بكل حروفي القلم

أنا اصطاد ضعاف النفس بالكلم

دون النظر إلى من أصابه العلم

العلم: أنت ضائع يا هذا

ألا ترى أنك حتى لا تستطيع التحدث

أنت غير قادر على صياغة عبارات جميلة

أنت جهل وظلال وظلام

الجهل: اسكت ولا تقل عني سوء الكلام

ألا تعرف من أنا

أنا ضيعت الكثيرين في الأوهام

أسكنتهم قصورا من لؤلؤ ومرجان

افسح لي المكان

بسرعة ولا تقل مزيدا يا فنان

العلم: لم أقل لك بأنك تعيش في عالمٍ من الهذيان

استمع يا إنسان، كن مثل القلم، لا تكتب إلا ما تعرف في هذا الزمان

اسكت ولا تقل مزيدا من الكلام

أنت جاهل مهما فهلت ومهما عنك يقال

-أنت من عصر الجهلاء وأنا أعيش في عصر العقلاء

سوف أفتح الباب للعلم وأحمي بيتي لهم وأعلمهم الكلام

الم تسمع عن العلم ماذا قال:

بالدين والعلم تعلو راية الأمم ::: ويرتقي شأنها في عالم القيم

فالدين نص إذا طبقته خضعت ::: لك البرية من عرب ومن عجم

كل الضلالات أقدام ومنهجنا ::: رأس، فكيف نسوّي الرأس بالقدم

الجهل: لا تغضب يا علم، فأنا أجعل الكلام الذي يخرج مني حلو المذاق

الألف : أضيع الكثيرين في الأوهام

اللام : أصبحت أعيشهم في عالم الأوهام

الجيم: يجب علي جميل ألا يضيع وقت الإنسان بالهذيان

الهاء: فروا منك يا علم واختبئوا تحت ظلي بكل فخر

اللام: لماذا تعتقد أنني عاجز عن الكلام؟ أنا فنان في التعبير

العلم: ههههههههههههه خذ إذن يا هذا

الألف: وصل الوسيط العالم إلى ما بعد بحور العجم بالعلم والأدب

اللام: أريد أن أعطي الناس الذين يتلقون نوري علماً وأزيد أدبهم، وأنشر الصدق في طريقهم

العين: عيون الله ترعاهم وبالعلم يزيدهم ونحييهم

اللام: لظلم نحو نمحوه وعن البشرية نجلوه

الميم: نستمد من العلم الحقائق والتقدم والأدب والحكمة والارتقاء والمعرفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى