مقومات النجاح في إدارة الأعمال
تتطلب المنظمات والشركات والمؤسسات، وحتى الدول وجميع الكيانات سواءً كانت حكومية أو خاصة، بعض المقومات التي تساعدها على تحقيق أهدافها ونجاحها في الوصول إلى بر الأمان.
مقومات النجاح الإداري
1- وجود خطة عامة وشاملة عبارة عن بناء استراتيجي متكامل يعبر عن التوجهات الرئيسية للمنظمة ونظرتها ورسالتها الحالية والمستقبلية.
يتطلب وجود منظومة جادة ومتكاملة من اللوائح والقوانين والسياسات التي تنظم وتحكم في عمل المنظمة، وتوجه وتحدد وترشد القائمين بمسئوليات الأداء إلى الالتزام بقواعد وأسس اتخاذ القرارات.
يجب عدم الإصرار على رأيٍ أو قرارٍ أو لائحةٍ واحدةٍ، وعدم الجمود، بل يجب وجود عددٍ من الهياكل التنظيمية المرنة التي تتناسب مع متطلبات الأداء وتكون قابلةً للتعديل والتكيف مع المتغيرات الداخلية والخارجية.
يجب إيجاد نظام رقابة شامل يهدف إلى تطبيق معايير وضوابط وأسس الجودة الشاملة، ويهتم بتحديد آليات تحليل العمليات وتحديد مواصفات وشروط الجودة ونسب الخلل المسموح بها وآليات الرقابة والتحكم في الجودة ومداخل تصحيح انحرافات الجودة وغيرها من عوامل قياس تقدم المؤسسة أو تأخرها.
5- يجب توفير نظم تقنية حديثة تعمل على رصد المعلومات والمعارف ومختلف البيانات والاحصاءات، وتحديد مصادره المعلومة ووسائل تجميعها وقواعد معالجتها وتداولها وتحديثها وحفظها وتخزينها واسترجاعها، مع العمل جنبا إلى جنب على توفير قواعد وآليات توظيف تلك المعلومات لدعم اتخاذ القرار الصحيح داخل المؤسسة.
من أهم متطلبات نجاح إدارة الأعمال هو وجود نظام حديث ومتطور لإدارة الموارد البشرية، وذلك من خلال وضع قواعد وآليات لتخطيط واستقطاب وتدريب وتنمية الموارد البشرية، وتوجيه وتقييم أدائها، إضافة إلى وضع أسس لتعويض العاملين بناء على نتائج أدائهم. وينبغي تكليف القائمين على إدارات وأقسام الموارد البشرية بتنفيذ هذه القواعد والآليات.
في علوم إدارة الأعمال الحديثة، هناك نظام متكامل لقياس كفاءة أداء المؤسسة وأداء كل فرد فيها، وهذا النظام يتضمن قواعد وآليات ومعايير تستخدم لتحديد المهام والوظائف المطلوبة لتنفيذ أعمال المنظمة. يتم تحديد الأداء المستهدف وتحديد معدلاته ومستوياته، وتقديم توجيهات ومتابعة الأداء وتقييم النتائج والإنجازات. هذا النظام ضروري جدا لحساب وفهم سير العمل واستقامته وسرعته أو بطئه.
8- لضمان نجاح أية مؤسسة يجب الاهتمام بالقيادة العليا بالدرجة الأولى وقياس مدى التزامها بإطار سياسة المنظمة ولائحتها ورسالتها؛ فإذا كانت القيادة فعالة وتتولى وضع الأسس والمعايير وتساهم في توفير مقومات التنفيذ السليم للخطط والبرامج، فلا شك أن المؤسسة تسير بكل قوتها تجاه تحقيق أهداف وغايات وفرص نهوض المنظمة وتحقيق “إدارة التميز”، أما إن كانت سلبية بطيئة عشوائية لا تعمل بعدل ومساواة فإنها ستضعف حالا لمؤسسة وتقلل من قيمتها وسط المنافسين.
وهنا يجب إلقاء الضوء على فكرة المدير والقائد، وكلاهما يدير المؤسسة ويطبق سياساتها، ولكن المدير عمله في الغالب رسمي وروتيني بحت لا تربطه علاقات وثيقة بالعاملين في المؤسسة ولا يسترشدون بتوجيهاته ويسعون لتنفيذ طموحاته ولا يعيرونه اهتمامهم لبعده عنهم، بينما القائد هم من يضع الضوابط ويحاول تطبيقها في ظل جو من التفاهم والمودة بين فريق العمل الواحد، وكذا نجد العاملين يتقربون منه توددا وحبا فيه وليس نفاقا إليه.
9- من أهم مقومات نجاح إدارة الأعمال أن يتم تطبيق الثواب والعقاب بشيء من الحرص والجدية؛ فهذا الأسلوب من أفضل أساليب إدارة أي كيان سواء على مستوى الأسرة أو العمل أو الدولة ككل؛ بل إن الله سبحانه وتعالى استخدمه في إدارة حيوات المليارات من خلقه ووضع الجنة والنار والثواب والعقاب والحسنات والسيئات، مع ضرورة ألا يتم تمييعه وفق أهواء شخصية أو مصالح جانبية تجمع بين مسؤول الإدارة وبين أقرانه ورفاقه في العمل، بل يتم تطبيقه على المدير قبل الغفير حتى يؤتي ثماره.