امراض نفسيةصحة

معايير تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب مابعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة هو حالة تصيب الإنسان بعد تعرضه لحادث صادم أو مشاهدة حادث صادم، ويتسبب ذلك في شعور الشخص بالقلق والخوف والصدمة، وقد تستمر الأعراض لفترة طويلة، مما يجعل المريض يعاني من العودة المستمرة إلى الأحداث المؤلمة وصعوبة التخلص منها

يمكن أن تتسبب الحوادث التي قد تشكل تهديدا على الحياة أو تتعلق بحياة الفرد المصاب في الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، ولكن ليس من الضروري أن تؤثر بنفس الطريقة على شخص آخر. ومن الأحداث التي يمكن أن تتسبب في اضطراب ما بعد الصدمة هي

  • حدوث كارثة طبيعية.
  • حدوث حرب.
  • التعرض لاعتداء جنسي.
  • التعرض لموت شخص مقرب.
  • مشاهدة الشخص لحادث وقوع جريمةٍ ما.
  • تعرض الشخص لأي اعتداء جسدي.
  • التعرض لأي شكل من الأشكال الإساءة.

بعد انتهاء المرضى من التعرض للخطر وتهدئة الأوضاع، يبدأون في الإصابة بأعراض اضطراب ما بعد الصدمة، حيث يعانون من إحساس دائم بالخطر والقلق والخوف والتوتر، ويسترجعون الذكريات الخاصة بهذا الحادث الصادم، ومن الواضح أن هذا الاضطراب لا ينشأ بسبب وجود اضطراب في الشخص المصاب أو خلل في شخصيته أو دماغه، ولكنه يحدث بسبب رد فعل عكسي في الدماغ بسبب التغيرات الكيميائية التي تحدث فيه بسبب التعرض لحادثة مؤلمة

يجب أن تعلم أن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لا تقل حدتها مع مرور الوقت، بل قد يزداد سوءا ويصبح الشخص أكثر خوفا وقلقا، ولكن بالطبع مع الخضوع للعلاج، سيتحسن الأمر تدريجيا، لأن هذه الأعراض يمكن أن تؤثر سلبا على حياة الشخص المصاب، وقد تؤدي إلى فقدان عمله ومن حوله إذا لم يكونوا مدركين لطبيعة الحالة

النساء هن الفئة الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية بعد التعرض لصدمة، ويتجاوز معدل حدوث هذه الاضطرابات في الرجال نسبتها في النساء، ومن المقدر أن حوالي 7-8% من الأفراد يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة

معايير تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة

إن مقياس ما بعد الصدمة التشخيصي بحسب ما ورد في النسخة الخامسة للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، فإن معايير تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة هي ما يأتي:

المعيار الأول

عند تعرض الشخص لمخاطر تهدد حياته مثل الموت أو التهديد بالقتل، أو تعرضه لحادث شديد أو إصابة خطيرة، أو الاعتداء الجنسي، يتم تجربة هذه الأحداث عن طريق:

  • يجب مواجهة الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة بشكل مباشر بخصوص الحادث.
  • مشاهدة شخص يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة بعد وقوع حادث للشخص 
  • عندما يعلم الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة عن وقوع حادث لأحد الأشخاص المقربين، تعرض الشخص نفسه لخطر محدق مثل التعرض لحادث مميت أو التهديد بالموت.
  • يعاني الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة من تفاصيل مؤلمة بشكل متكرر، مثل سماعه لتفاصيل اعتداء جنسي على الأطفال، ويسمع هذه التفاصيل بشكل متكرر دون إرادته.

المعيار الثاني

مراقبة الأعراض التداخلية التي ترتبط بتفاصيل الحادث الصادم، وهي كما يأتي:

  • يحدث تكرار بعض الذكريات بشكل غير إرادي حول تفاصيل الحادث الصادم، ويمكن أن يحدث هذا بشكل متوقع أو غير متوقع.
  • رؤية أحلام مزعجة تحتوي على أحداث وتفاصيل تتعلق بالحادث، ويحدث هذا بشكل متكرر.
  • تجربة الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة لأحد أشكال الانفصال تجعله يشعر وكأن الحدث الصادم يتكرر مرة أخرى.
  • يتعرض الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة لحدوث ضيق قوي ومتكرر عند التعرض لمؤثرات داخلية أو خارجية ترتبط تفاصيلها بالحادث الصادم.
  • عندما يتذكر الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة هذا الحادث المؤلم، يظهر لديه ردود فعل جسدية قوية، مثل زيادة ضربات القلب عن المعدل الطبيعي

المعيار الثالث

المعيار الثالث يتعلق بمحاولة الشخص المصاب بعد اضطراب لتجنب وقوع الحادث الصادم، من خلال الإجراءات التالية: 

  • يتعين تجنب أي أفكار أو مشاعر تتعلق بالحادث والتي قد تؤدي إلى إعادة ذكريات مؤلمة متعلقة به.
  • يحاول الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة تجنب الأماكن والأشخاص والمواقف والمحادثات التي تذكره بالحدث الصادم.

المعيار الرابع

يتضمن المعيار الرابع التغييرات السلبية التي تحدث لأفكار ومزاج الشخص المصاب بضعف ما بعد الصدمة، والتي قد تسوء بعد الحدث الصادم، مثل:

  • يفقد الشخص الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة القدرة على استعادة جانب مهم من تفاصيل الحدث الصادم.
  • الشعور السلبي المستمر للشخص المصاب بفوضى ما بعد الصدمة تجاه ذاته أو الآخرين أو العالم
  • المبالغة في لوم الذات والشعور بالذنب ، أو لوم الآخرين على سبب الحدث الصادم أو نتيجته.
  • يزداد الشعور بالمشاعر السلبية بشكل مستمر، وتشمل ذلك الغضب والعار والخوف.
  • فقدان القدرة على الشعور بالمشاعر الإيجابية مثل السعادة والحب والفرح
  • بعد تعرض الشخص لحادث صادم، يفقد اهتمامه بأي نشاط كان يستمتع به سابقًا.
  • الشعور بالانفصال عن الأشخاص المحيطين به.

المعيار الخامس

يشمل المعيار الخامس تغير في الشعور بالإثارة بعد الحدث صادم:

  • السلوك الاندفاعي أو المدمر للذات.
  • مواجهة الشخص لصعوبة في التركيز.
  • يشعر الشخص بالحذر المستمر، حتى وإن كان الوضع آمنًا ويبدو أن الخطر غير موجود.
  • الشعور بالاستجابة المفاجئة.
  • يشير وجود مظاهر العدوانية أو العنف للشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة.
  • مواجهة الشخص لمشكلات في النوم مثل رؤية الكوابيس بشكل مستمر أو تعاني من الأرق، أو تجربة النوم المتقطع

المعيار السادس

المعيار السادس يتضمن استمرار جميع الأعراض السابقة على الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة لفترة تزيد عن شهر.

المعيار السابع

عندما تؤدي هذه الأعراض السابقة إلى الإضرار بحياة الفرد ومن حوله، وتؤثر على أنشطته.

المعيار الثامن

يجب على الطبيب التحقق من عدم ارتباط هذه الأعراض بتعاطي المريض للمخدرات بعد الصدمة، أو بوجود خطأ طبي. وبعد التأكد من عدم وجود هذين العاملين، يتم تحديد ما إذا كان المريض يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، ويمكن أن يظهر بعض الأعراض مثل

  • تظهر على الشخص المصاب بعد اضطراب ما بعد الصدمة أعراض الانفصال، وهي عبارة عن تبديد الشخصية المستمر أو المتكرر، وشعور المريض بالانفصال عن عقله وجسده وكأنه في حالة حلم.
  • إن ظهور أعراض الانعزال عن الواقع عند الشخص الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، يشمل شعوره بأن العالم من حوله غير حقيقي.

باستخدام هذه المعايير السابقة، يمكن للطبيب تحديد ما إذا كان هذا الاضطراب يظهر في وقت متأخر أم لا، ويعتبر التعبير المتأخر لهذا الاضطراب بعد استيفاء المعايير الثمانية بالكامل لفترة تزيد عن ستة أشهر من وقت التعرض للحادث المؤلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفسعلم وعلماء

معايير تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب مابعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة هو حالة تصيب الإنسان بعد تعرضه لحادث صادم أو مشاهدة حادث صادم، ويتسبب ذلك في شعور الشخص بالقلق والخوف والصدمة، وقد تستمر الأعراض لفترة طويلة، مما يجعل المريض يعاني من العودة المستمرة إلى الأحداث المؤلمة وصعوبة التخلص منها

يمكن أن تتسبب الحوادث التي قد تشكل تهديدا على الحياة أو تتعلق بحياة الفرد المصاب في الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، ولكن ليس من الضروري أن تؤثر بنفس الطريقة على شخص آخر. ومن الأحداث التي يمكن أن تتسبب في اضطراب ما بعد الصدمة هي

  • حدوث كارثة طبيعية.
  • حدوث حرب.
  • التعرض لاعتداء جنسي.
  • التعرض لموت شخص مقرب.
  • مشاهدة الشخص لحادث وقوع جريمةٍ ما.
  • تعرض الشخص لأي اعتداء جسدي.
  • التعرض لأي شكل من الأشكال الإساءة.

بعد انتهاء المرضى من التعرض للخطر وتهدئة الأوضاع، يبدأون في الإصابة بأعراض اضطراب ما بعد الصدمة، حيث يعانون من إحساس دائم بالخطر والقلق والخوف والتوتر، ويسترجعون الذكريات الخاصة بهذا الحادث الصادم، ومن الواضح أن هذا الاضطراب لا ينشأ بسبب وجود اضطراب في الشخص المصاب أو خلل في شخصيته أو دماغه، ولكنه يحدث بسبب رد فعل عكسي في الدماغ بسبب التغيرات الكيميائية التي تحدث فيه بسبب التعرض لحادثة مؤلمة

يجب أن تعلم أن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لا تقل حدتها مع مرور الوقت، بل قد يزداد سوءا ويصبح الشخص أكثر خوفا وقلقا، ولكن بالطبع مع الخضوع للعلاج، سيتحسن الأمر تدريجيا، لأن هذه الأعراض يمكن أن تؤثر سلبا على حياة الشخص المصاب، وقد تؤدي إلى فقدان عمله ومن حوله إذا لم يكونوا مدركين لطبيعة الحالة

النساء هن الفئة الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية بعد التعرض لصدمة، ويتجاوز معدل حدوث هذه الاضطرابات في الرجال نسبتها في النساء، ومن المقدر أن حوالي 7-8% من الأفراد يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة

معايير تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة

إن مقياس ما بعد الصدمة التشخيصي بحسب ما ورد في النسخة الخامسة للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، فإن معايير تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة هي ما يأتي:

المعيار الأول

عند تعرض الشخص لمخاطر تهدد حياته مثل الموت أو التهديد بالقتل، أو تعرضه لحادث شديد أو إصابة خطيرة، أو الاعتداء الجنسي، يتم تجربة هذه الأحداث عن طريق:

  • يجب مواجهة الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة بشكل مباشر بخصوص الحادث.
  • مشاهدة شخص يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة بعد وقوع حادث للشخص 
  • عندما يعلم الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة عن وقوع حادث لأحد الأشخاص المقربين، تعرض الشخص نفسه لخطر محدق مثل التعرض لحادث مميت أو التهديد بالموت.
  • يعاني الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة من تفاصيل مؤلمة بشكل متكرر، مثل سماعه لتفاصيل اعتداء جنسي على الأطفال، ويسمع هذه التفاصيل بشكل متكرر دون إرادته.

المعيار الثاني

مراقبة الأعراض التداخلية التي ترتبط بتفاصيل الحادث الصادم، وهي كما يأتي:

  • يحدث تكرار بعض الذكريات بشكل غير إرادي حول تفاصيل الحادث الصادم، ويمكن أن يحدث هذا بشكل متوقع أو غير متوقع.
  • رؤية أحلام مزعجة تحتوي على أحداث وتفاصيل تتعلق بالحادث، ويحدث هذا بشكل متكرر.
  • تجربة الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة لأحد أشكال الانفصال تجعله يشعر وكأن الحدث الصادم يتكرر مرة أخرى.
  • يتعرض الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة لحدوث ضيق قوي ومتكرر عند التعرض لمؤثرات داخلية أو خارجية ترتبط تفاصيلها بالحادث الصادم.
  • عندما يتذكر الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة هذا الحادث المؤلم، يظهر لديه ردود فعل جسدية قوية، مثل زيادة ضربات القلب عن المعدل الطبيعي

المعيار الثالث

المعيار الثالث يتعلق بمحاولة الشخص المصاب بعد اضطراب لتجنب وقوع الحادث الصادم، من خلال الإجراءات التالية: 

  • يتعين تجنب أي أفكار أو مشاعر تتعلق بالحادث والتي قد تؤدي إلى إعادة ذكريات مؤلمة متعلقة به.
  • يحاول الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة تجنب الأماكن والأشخاص والمواقف والمحادثات التي تذكره بالحدث الصادم.

المعيار الرابع

يتضمن المعيار الرابع التغييرات السلبية التي تحدث لأفكار ومزاج الشخص المصاب بضعف ما بعد الصدمة، والتي قد تسوء بعد الحدث الصادم، مثل:

  • يفقد الشخص الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة القدرة على استعادة جانب مهم من تفاصيل الحدث الصادم.
  • الشعور السلبي المستمر للشخص المصاب بفوضى ما بعد الصدمة تجاه ذاته أو الآخرين أو العالم
  • المبالغة في لوم الذات والشعور بالذنب ، أو لوم الآخرين على سبب الحدث الصادم أو نتيجته.
  • يزداد الشعور بالمشاعر السلبية بشكل مستمر، وتشمل ذلك الغضب والعار والخوف.
  • فقدان القدرة على الشعور بالمشاعر الإيجابية مثل السعادة والحب والفرح
  • بعد تعرض الشخص لحادث صادم، يفقد اهتمامه بأي نشاط كان يستمتع به سابقًا.
  • الشعور بالانفصال عن الأشخاص المحيطين به.

المعيار الخامس

يشمل المعيار الخامس تغير في الشعور بالإثارة بعد الحدث صادم:

  • السلوك الاندفاعي أو المدمر للذات.
  • مواجهة الشخص لصعوبة في التركيز.
  • يشعر الشخص بالحذر المستمر، حتى وإن كان الوضع آمنًا ويبدو أن الخطر غير موجود.
  • الشعور بالاستجابة المفاجئة.
  • يشير وجود مظاهر العدوانية أو العنف للشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة.
  • مواجهة الشخص لمشكلات في النوم مثل رؤية الكوابيس بشكل مستمر أو تعاني من الأرق، أو تجربة النوم المتقطع

المعيار السادس

المعيار السادس يتضمن استمرار جميع الأعراض السابقة على الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة لفترة تزيد عن شهر.

المعيار السابع

عندما تؤدي هذه الأعراض السابقة إلى الإضرار بحياة الفرد ومن حوله، وتؤثر على أنشطته.

المعيار الثامن

يجب على الطبيب التحقق من عدم ارتباط هذه الأعراض بتعاطي المريض للمخدرات بعد الصدمة، أو بوجود خطأ طبي. وبعد التأكد من عدم وجود هذين العاملين، يتم تحديد ما إذا كان المريض يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، ويمكن أن يظهر بعض الأعراض مثل

  • تظهر على الشخص المصاب بعد اضطراب ما بعد الصدمة أعراض الانفصال، وهي عبارة عن تبديد الشخصية المستمر أو المتكرر، وشعور المريض بالانفصال عن عقله وجسده وكأنه في حالة حلم.
  • إن ظهور أعراض الانعزال عن الواقع عند الشخص الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، يشمل شعوره بأن العالم من حوله غير حقيقي.

باستخدام هذه المعايير السابقة، يمكن للطبيب تحديد ما إذا كان هذا الاضطراب يظهر في وقت متأخر أم لا، ويعتبر التعبير المتأخر لهذا الاضطراب بعد استيفاء المعايير الثمانية بالكامل لفترة تزيد عن ستة أشهر من وقت التعرض للحادث المؤلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفسعلم وعلماء

معايير تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب مابعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة هو حالة تصيب الإنسان بعد تعرضه لحادث صادم أو مشاهدة حادث صادم، ويتسبب ذلك في شعور الشخص بالقلق والخوف والصدمة، وقد تستمر الأعراض لفترة طويلة، مما يجعل المريض يعاني من العودة المستمرة إلى الأحداث المؤلمة وصعوبة التخلص منها

يمكن أن تتسبب الحوادث التي قد تشكل تهديدا على الحياة أو تتعلق بحياة الفرد المصاب في الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، ولكن ليس من الضروري أن تؤثر بنفس الطريقة على شخص آخر. ومن الأحداث التي يمكن أن تتسبب في اضطراب ما بعد الصدمة هي

  • حدوث كارثة طبيعية.
  • حدوث حرب.
  • التعرض لاعتداء جنسي.
  • التعرض لموت شخص مقرب.
  • مشاهدة الشخص لحادث وقوع جريمةٍ ما.
  • تعرض الشخص لأي اعتداء جسدي.
  • التعرض لأي شكل من الأشكال الإساءة.

بعد انتهاء المرضى من التعرض للخطر وتهدئة الأوضاع، يبدأون في الإصابة بأعراض اضطراب ما بعد الصدمة، حيث يعانون من إحساس دائم بالخطر والقلق والخوف والتوتر، ويسترجعون الذكريات الخاصة بهذا الحادث الصادم، ومن الواضح أن هذا الاضطراب لا ينشأ بسبب وجود اضطراب في الشخص المصاب أو خلل في شخصيته أو دماغه، ولكنه يحدث بسبب رد فعل عكسي في الدماغ بسبب التغيرات الكيميائية التي تحدث فيه بسبب التعرض لحادثة مؤلمة

يجب أن تعلم أن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لا تقل حدتها مع مرور الوقت، بل قد يزداد سوءا ويصبح الشخص أكثر خوفا وقلقا، ولكن بالطبع مع الخضوع للعلاج، سيتحسن الأمر تدريجيا، لأن هذه الأعراض يمكن أن تؤثر سلبا على حياة الشخص المصاب، وقد تؤدي إلى فقدان عمله ومن حوله إذا لم يكونوا مدركين لطبيعة الحالة

النساء هن الفئة الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية بعد التعرض لصدمة، ويتجاوز معدل حدوث هذه الاضطرابات في الرجال نسبتها في النساء، ومن المقدر أن حوالي 7-8% من الأفراد يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة

معايير تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة

إن مقياس ما بعد الصدمة التشخيصي بحسب ما ورد في النسخة الخامسة للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، فإن معايير تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة هي ما يأتي:

المعيار الأول

عند تعرض الشخص لمخاطر تهدد حياته مثل الموت أو التهديد بالقتل، أو تعرضه لحادث شديد أو إصابة خطيرة، أو الاعتداء الجنسي، يتم تجربة هذه الأحداث عن طريق:

  • يجب مواجهة الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة بشكل مباشر بخصوص الحادث.
  • مشاهدة شخص يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة بعد وقوع حادث للشخص 
  • عندما يعلم الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة عن وقوع حادث لأحد الأشخاص المقربين، تعرض الشخص نفسه لخطر محدق مثل التعرض لحادث مميت أو التهديد بالموت.
  • يعاني الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة من تفاصيل مؤلمة بشكل متكرر، مثل سماعه لتفاصيل اعتداء جنسي على الأطفال، ويسمع هذه التفاصيل بشكل متكرر دون إرادته.

المعيار الثاني

مراقبة الأعراض التداخلية التي ترتبط بتفاصيل الحادث الصادم، وهي كما يأتي:

  • يحدث تكرار بعض الذكريات بشكل غير إرادي حول تفاصيل الحادث الصادم، ويمكن أن يحدث هذا بشكل متوقع أو غير متوقع.
  • رؤية أحلام مزعجة تحتوي على أحداث وتفاصيل تتعلق بالحادث، ويحدث هذا بشكل متكرر.
  • تجربة الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة لأحد أشكال الانفصال تجعله يشعر وكأن الحدث الصادم يتكرر مرة أخرى.
  • يتعرض الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة لحدوث ضيق قوي ومتكرر عند التعرض لمؤثرات داخلية أو خارجية ترتبط تفاصيلها بالحادث الصادم.
  • عندما يتذكر الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة هذا الحادث المؤلم، يظهر لديه ردود فعل جسدية قوية، مثل زيادة ضربات القلب عن المعدل الطبيعي

المعيار الثالث

المعيار الثالث يتعلق بمحاولة الشخص المصاب بعد اضطراب لتجنب وقوع الحادث الصادم، من خلال الإجراءات التالية: 

  • يتعين تجنب أي أفكار أو مشاعر تتعلق بالحادث والتي قد تؤدي إلى إعادة ذكريات مؤلمة متعلقة به.
  • يحاول الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة تجنب الأماكن والأشخاص والمواقف والمحادثات التي تذكره بالحدث الصادم.

المعيار الرابع

يتضمن المعيار الرابع التغييرات السلبية التي تحدث لأفكار ومزاج الشخص المصاب بضعف ما بعد الصدمة، والتي قد تسوء بعد الحدث الصادم، مثل:

  • يفقد الشخص الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة القدرة على استعادة جانب مهم من تفاصيل الحدث الصادم.
  • الشعور السلبي المستمر للشخص المصاب بفوضى ما بعد الصدمة تجاه ذاته أو الآخرين أو العالم
  • المبالغة في لوم الذات والشعور بالذنب ، أو لوم الآخرين على سبب الحدث الصادم أو نتيجته.
  • يزداد الشعور بالمشاعر السلبية بشكل مستمر، وتشمل ذلك الغضب والعار والخوف.
  • فقدان القدرة على الشعور بالمشاعر الإيجابية مثل السعادة والحب والفرح
  • بعد تعرض الشخص لحادث صادم، يفقد اهتمامه بأي نشاط كان يستمتع به سابقًا.
  • الشعور بالانفصال عن الأشخاص المحيطين به.

المعيار الخامس

يشمل المعيار الخامس تغير في الشعور بالإثارة بعد الحدث صادم:

  • السلوك الاندفاعي أو المدمر للذات.
  • مواجهة الشخص لصعوبة في التركيز.
  • يشعر الشخص بالحذر المستمر، حتى وإن كان الوضع آمنًا ويبدو أن الخطر غير موجود.
  • الشعور بالاستجابة المفاجئة.
  • يشير وجود مظاهر العدوانية أو العنف للشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة.
  • مواجهة الشخص لمشكلات في النوم مثل رؤية الكوابيس بشكل مستمر أو تعاني من الأرق، أو تجربة النوم المتقطع

المعيار السادس

المعيار السادس يتضمن استمرار جميع الأعراض السابقة على الشخص المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة لفترة تزيد عن شهر.

المعيار السابع

عندما تؤدي هذه الأعراض السابقة إلى الإضرار بحياة الفرد ومن حوله، وتؤثر على أنشطته.

المعيار الثامن

يجب على الطبيب التحقق من عدم ارتباط هذه الأعراض بتعاطي المريض للمخدرات بعد الصدمة، أو بوجود خطأ طبي. وبعد التأكد من عدم وجود هذين العاملين، يتم تحديد ما إذا كان المريض يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، ويمكن أن يظهر بعض الأعراض مثل

  • تظهر على الشخص المصاب بعد اضطراب ما بعد الصدمة أعراض الانفصال، وهي عبارة عن تبديد الشخصية المستمر أو المتكرر، وشعور المريض بالانفصال عن عقله وجسده وكأنه في حالة حلم.
  • إن ظهور أعراض الانعزال عن الواقع عند الشخص الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، يشمل شعوره بأن العالم من حوله غير حقيقي.

باستخدام هذه المعايير السابقة، يمكن للطبيب تحديد ما إذا كان هذا الاضطراب يظهر في وقت متأخر أم لا، ويعتبر التعبير المتأخر لهذا الاضطراب بعد استيفاء المعايير الثمانية بالكامل لفترة تزيد عن ستة أشهر من وقت التعرض للحادث المؤلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى