مراحل تحلل الجثث بعد الموت
الجثة هي جسد الكائن الحي الذي خرجت منه الروح بلا عودة، وهي أول مراحل الموت، وقد أثبتت الأبحاث أنه من المستحيل أن تظل الجثة على حالها بعد الموت، لأنه بعد خروج الروح من الجسد بوقت قصير تبدأ عملية تحلل الجثة بفعل البكتيريا والميكروبات الموجودة داخل وخارج الجسد. وفي حالات الإجراءات القانونية أو تحضير مراسم الدفن، يتم وضع الجثة في الثلاجة المخصصة لها، وبذلك يتم وقف عملية التحلل بصورة مؤقتة .
فوائد عملية تحلل جثث الموتى :
أولًا : يفيد تحلل الجثث في التخلص منها و ذلك لأن عدد البشر منذ خلق آدم عليه السلام حتى يومنا هذا يعادل بلايين الناس ، و إن لم يكن هناك عملية تحلل الجثث لتراكمت في العالم و لكان العيش مستحيل وسط هذه الجثث .
ثانيًا : يؤدي تراكم الجثث وتركها بدون تحلل إلى انتشار العديد من الميكروبات والروائح الكريهة التي تصدر من الجسد الميت نتيجة التعفن، وهذا سيؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض وسيعرض جميع الكائنات الحية الموجودة على الكوكب للخطر والهلاك .
ثالثًا : – عند تحلل الجسم، تأخذ التربة المعادن والأملاح الموجودة فيها، مما يجعل عملية التحلل مصدرا للأسمدة الطبيعية التي تحتاجها التربة .
رابعًا : يساعد تحليل عملية التحلل في تحديد موعد الوفاة، حيث يتم استخدامها في حالات الجرائم والأحداث الأخرى التي تتطلب التحقيق في موعد وفاة الشخص، ويتم ذلك عن طريق مراقبة مراحل التحليل .
مراحل عملية تحلل الجثة :
أولًا مرحلة التحلل الذاتي : و هذه المرحلة تقوم على أساس التحلل الداخلي للجسد ، و يتم ذلك عن طريق رفع ثاني أكسيد الكربون لحموضة الدم و بذلك يتم تدمير الخلايا بفعل إنزايماتها الهاضمة ، و تتم هذه المرحلة في أول نصف ساعة من وفاة الشخص ، و تظهر أعراضها على هيئة حمراء أو أرجوانية اللون في عدة أماكن في الجسم ، و يصبح الجسد باردًا و يحدث إرتخاء في العضلات و يظهر شحوب في البشرة ، و بعدها تبدأ العضلات بالتيبس .
ثانيًا مرحلة الإنتفاخ : تحدث هذه المرحلة في الأسبوع الثاني بعد الوفاة، حيث يتجمع العديد من الغازات في الجسم، مثل ثاني أكسيد الكربون والسلفيد والميثان والهيدروجين والأمونيا والكبريتيد. وفي هذه المرحلة، تظهر بعض اليرقات في فتحات الجسم، ويظهر العفن ويتجمع الديدان حول الجثة. ومع تجمع هذه الديدان، تنبعث الرائحة الكريهة. وتصبح الأجزاء التي لم تتعفن في الجسم لونا داكنا. ومن ثم، تبدأ ملامح الجثة في الاختفاء، ويختفي كل ما فيها تدريجيا بحلول الأسبوع الثالث .
ثالثًا مرحلة تفكك الهيكل الهضمي : يتطلب هذا المرحلة العديد من السنين، وهي المرحلة الأطول في تحلل الجسد، حيث يتم تحلل عظام الجسم بفعل عوامل عديدة داخل وخارج الجسم، وعند انتهاء هذه المرحلة، لا يبقى من العظام سوى عظمة واحدة تسمى “عجب الذنب .
وبهذا ينتهي تحلل الجثة ويعود الجسد كما كان من التراب وإلى التراب، وأوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بضرورة سرعة دفن الميت وذلك قبل بدء عملية تحلله .