اسلاميات
ما هي فضائل التوحيد ؟.. وثمراتها
معنى التوحيد
تعني التوحيد إفراد الله سبحانه وتعالى بالسيادة والملك، وبالعبادة وبأسمائه وصفاته، والربوبية هي صفة من صفات الله عز وجل، وأخذت من اسم الرب، وتوحيد الربوبية يعني إيمان العبد بأن الله هو الرزاق والخالق وسيد الكون ومدبره، وتعريف توحيد الربوبية في الشرع هو إفراد الله بأفعاله، ووردت الكثير من الآيات الكريمة في القرآن الكريم تدل على توحيد الربوبية كـ:
- قول الله تعالى في سورة الفاتحة: “مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ”.
- قوله تعالى في سورة الأنعام : هذا الله ربكم، لا إله إلا هو، خالق كل شيء، فاعبدوه، وهو على كل شيء وكيل.
- قوله تعالى في سورة يونس : “قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ”.
ما هي فضائل التوحيد
للتوحيد فضائل كثيرة وآثار حميدة جدا، ومن فضائله والأمور التي تنتج عن تحقيقه هي:
- الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب ويكفر السيئات بفضل التوحيد، لذلك يعتبر التوحيد من أسباب مغفرة الذنوب.
- التوحيد هو السبب الذي يعمل على تخفيف كرب الدنيا والآخرة، وإن الله سبحانه وتعالى يمنح المسلمين النعم والخيرات.
- إذا كان الإنسان يُعذَّب في النار بسبب معصية، فإنه لا يخلد أبدًا فيها إذا مات على التوحيد، حيث يمنع التوحيد الشخص من البقاء في النار.
- التوحيد هو سبب في دخول الجنة .
- يعتبر التوحيد هو الطريق لتحقيق رضا الله وجلاله ونيل ثوابه.
- يعمل التوحيد على تسهيل فعل الخير وتجنب المنكرات، حيث يجعل المؤمن المخلص الطاعات أسهل عليه ويزيد من التوحيد، ويسعى لترك المعاصي وما يحبه النفس خوفًا من غضب الله.
- يعمل التوحيد على تخفيف الأحزان وتخفيف الآلام والمصائب عند العبد، ويتوقف ذلك على كمال توحيد العبد وإيمانه بالله جل وعلا، وبالتالي يصبح العبد مرتاح البال ومطمئن عند مواجهة المصائب.
- التوحيد يبعد الشيطان والوساوس، ويحمي العبد من كل شر، فقراءة أذكار الصباح والمساء تظهر فيها التوحيد لله عز وجل والإخلاص له.
- يساعد التوحيد على تحرير الإنسان من عبوديته للمخلوقات والتفكير فيها، ويجعله يعبد الله وحده ولا يخشى سواه. وبذلك يصبح الإنسان عبدا لله تعالى بحقيقة عبادته له وحده.
- يحمي التوحيد النفس من الانشقاق والصراع، إذ يشعر العبد الذي يوحد الله سبحانه وتعالى بالطمأنينة، فلا يوجد لديه سوى إله واحد يلجأ إليه في السراء والضراء.
- يعتبر التوحيد مصدرًا للأمن والإرشاد، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام 82: `الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون`.
- التوحيد هو مصدر هام يمد النفس بالقوة ويمنح العبد قوة نفسية كبيرة، بسبب ثقته الكاملة في الله واعتماده عليه وصبره على البلاء، بالإضافة إلى التخلي عن الاعتماد على الخلق. فقد قال الله تعالى في سورة الأنعام، الآية 17: `وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو، وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير`.
- التوحيد هو من الأمور التي تجلب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم .
- وعد الله سبحانه وتعالى أهل التوحيد بالنصر والفتح، بالإضافة إلى الهداية والسعادة في الدنيا والآخرة. فقد قال الله سبحانه وتعالى في آية 97 من سورة النحل: `من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن، فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون`.
ثمرات التوحيد وأهميته
عندما نتدبر نصوص القرآن والسنة النبوية الشريفة، ندرك أهمية التوحيد وثمراته، وأن هناك شروطا لتحقيق التوحيد، وتتجلى ثمرات التوحيد وأهميته في
- من ثمرة التوحيد خلق الله سبحانه وتعالى الخلق، وقد ذكر في القرآن الكريم في سورة الذاريات آية 56: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ”، فالغرض من خلق الإنسان والجن هو عبادة الله الواحد الأحد.
- التوحيد هو الفطرة التي خلقها الله سبحانه وتعالى للعباد، فقد قال الله تعالى في سورة الروم الآية 30: “فأقم وجهك للدين حنيفا ۚ فطرة اللـه التي فطر الناس عليها ۚ لا تبديل لخلق اللـه ۚ ذٰلك الدين القيم ولـٰكن أكثر الناس لا يعلمو.
- من أجل التوحيد، أخذ الله الميثاق على بني آدم، حيث استخرج ذريتهم من أصولهم وشهدوا على أنفسهم بأن يعبدوا الله الواحد الأحد.
- أرسل الله الرسل من أجل التوحيد، حيث تشهد كل أدلة العقل أنه لا يوجد شريك لله. ويكون هذا الدليل إما معقولا أو منقولا. وقال قتادة: `لم يرسل نبي إلا بالتوحيد، والشرائع مختلفة في التوراة والإنجيل والقرآن، وكل ذلك على أساس الإخلاص والتوحيد`.
- من أجل التوحيد تم نزول الكتب السماوية، إذ ذكر في القرآن الكريم: `الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير * ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير`، وهذه الآية تشير إلى الحكمة العظمى التي نزل بها القرآن الكريم، وهي عبادة الله وحده وعدم شركه في العبادة.
- التوحيد هو أول الأمور التي دُعي الناس إليها.
- من أجل التوحيد، تم تقسيم الناس إلى مؤمنين وكفار.
- من أجل التوحيد شرع الله الجهاد.
- التوحيد شرط أساسي للنصر وشرط للتمكين.
- إن التوحيد هو أول المأمورات.
- التوحيد شرط أساسي في قبول الأعمال.
- التوحيد هو حق الله على العباد.
أحاديث في فضل التوحيد
هناك بعض الأحاديث التي ذكرت في السنة النبوية الشريفة عن فضل التوحيد، ومنها:
- عن أنس رضي الله عنه يرفعه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “قال الله: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرتُ لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عَنانَ السماء ثم استغفرتني، غفرتُ لك ولا أبالي، يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقُرابِ الأرض خطايا ثم لقِيتني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتُك بقُرابها مغفرةً”.
- فعن عبادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `من شهد أن الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وأن كلمته القاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء`.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: من يلتقي بالله وحده ولا يشرك به أي شيء، سيدخل الجنة، ومن يلتقي به مشركا سيدخل النار.
- عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `يا ابن آدم، لو أتيتني بذنوب ملء الأرض ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بمثلها من المغفرة`.
- جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: “من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة”.
- سأل أبو هريرة رضي الله عنه، قال: يا رسول الله، من الأشخاص الأكثر سعادة بشفاعتك يوم القيامة؟” قال صلى الله عليه وسلم: “أشخاص الأكثر سعادة بشفاعتي يوم القيامة هم الذين يقولون لا إله إلا الله بإخلاص من قلوبهم أو أنفسهم.