ما هو الجوع النفسي
يُشعر الإنسان في بعض الأحيان بالجوع النفسي، والذي يحدث عندما يشعر بالجوع في أوقات لا يحتاج فيها إلى الطعام، أو عند الشعور بالملل أو الحزن .
مفهوم الجوع الطبيعي
يتمثل المعنى الطبيعي للجوع في الشعور بالرغبة في تناول الطعام عندما تبدأ المعدة في التقلصات التي تخبرك بحاجتها للطعام. هذا بالإضافة إلى أن هذا الشعور يحدث نتيجة لاحتياج الجسم للطاقة والسعرات الحرارية، ويعرف هذا النوع من الجوع بالجوع المتوازن .
عندما يكون الشخص في هذه الحالة، يزداد إفراز هرمون `جريلين` المعروف بالهرمون الجوع. وتنخفض هذه المعدلات عند بدء تناول الطعام. أثناء عبور الطعام في الجسم، من خلال الفم والمعدة والأمعاء، يظهر الجسم العديد من الاستجابات التي تشير إلى الشبع والامتلاء. يتم إرسال هذه الإشارات إلى الدم .
كل من هرموني الجليرين واللبتين ينظمان عملية الشهية؛ حيث يتم تحرير هرمون الليبتين من الخلايا الدهنية ويكبح عملية الجوع عن طريق العمل على بعض الخلايا في الدماغ، كما يعمل هرمون الجليرين أيضا على بعض الخلايا الأخرى في الدماغ، مما يؤدي إلى إنهاء الشعور بالجوع .
هذا بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الإشارات التي تستمر في العمل ، وهي إشارات متعارضة مثل الببتيدات المحفزة للجوع ، وأيضًا الببتيديات القابضة للجوع ، والببتيديات هي الهرمونات التي تعمل على إخبار الدماغ بحاجة الجسم إلى تناول الطعام ، أو شعور الجسم بالشبع وعدم حاجته لتناول الطعام .
وبناءً عليه، فإن النظام الغذائي الذي يحتوي على الألياف والبروتينات غير الدهنية هو الأفضل؛ حيث يمنح شعورًا بالشبع لفترة طويلة .
مفهوم الجوع النفسي
الجوع النفسي ليس نتيجة لحاجة الجسم إلى تناول الطعام الناجمة عن الشعور بالجوع في المعدة أو حاجة الإنسان للبقاء، ولكنه ينشأ من العلاقة العاطفية بين الشخص والطعام .
يتمثل الجوع النفسي في رغبة الشخص في تناول الطعام دون وجود حاجة جسدية للطعام، وغالبًا ما يكون مرتبطًا بالعواطف والأحداث اليومية، ويتم تناول الوجبات الرئيسية في كثير من الأحيان بعد الشعور بالجوع النفسي .
تتضمن علاقة الإنسان النفسية بالطعام علاقة معقدة للغاية، ومن الممكن تجاهل الرغبة في تناول الطعام دون الحاجة إليه لأنه يمكن أن يختفي الشعور بالجوع .
يمكن التغلب على ظاهرة الجوع العاطفي عن طريق تغيير بعض العادات الغذائية اليومية، وكذلك تحسين الحالات النفسية وتقوية الصحة النفسية من خلال اتباع عادات صحية والمشاركة في الحياة الاجتماعية بشكل صحي .
أنواع الجوع النفسي
الرغبة الشديدة
يشعر الشخص برغبة شديدة في تناول الطعام على الرغم من عدم شعوره بالجوع، ومن أشهر الأمثلة على ذلك هو مشاهدة برامج الطبخ على التلفزيون، مما يذكره بالطعام الذي يشتهيه ويحبه .
من الأمثلة الأخرى أيضًا هي تناول وجبة الإفطار ، مع وجود مساحة صغيرة من الفراغ ، ومن ثم البحث عن نوع محدد من الطعام ، وفي هذه الحالة يعرف الفرد ماذا يُريد أن يتناول بشكل تفصيلي ، ويُريد أن يستمتع بنكهة مُعينة من الطعام يجب تلبيتها ؛ لأن تناول أي نكهة أخرى غير مرضية تؤدي إلى تناول الطعام بكميات مفرطة .
الجوع الاجتماعي
الجوع الاجتماعي هو نوع آخر من الجوع النفسي، وهو يعتبر من أبرز أنواع الجوع، حيث يظهر هذا النوع من الجوع في المجتمعات والحفلات التي تجمع الأفراد مع العائلة والأصدقاء، ويشعر الأشخاص في هذه الجلسات برغبة كبيرة في مشاركة الطعام والشراب .
يرتبط الطعام دائمًا بالتجمعات، حتى في حالة عدم الشعور بالجوع؛ فهي عادة أصيلة للبشر، وهي التجمع حول الطعام .
في هذه الحالة، يجب على الشخص أن يكون واعيًا لاحتياجات جسمه الطبيعية للطعام ويتحكم في كمية الطعام المتناولة، لتفادي المشاكل الصحية المحتملة .
ويُمكن تجربة النكهات الجديدة في حالة الجوع الاجتماعي بدلاً من حساب السعرات الحرارية، ومن الأفضل عدم الإفراط في تناول الطعام في هذه الحالة .
الجوع العاطفي
الحالة المعقدة جدًا للجوع النفسي حيث يمر الفرد في بعض الأوقات بحالة من الحزن أو الفراغ أو التعب في العمل أو الخلاف مع أحد الأشخاص الأعزاء وغيرها من الأسباب التي تؤدي إلى هذا الشعور بالجوع النفسي .
يتمثل الأمر الذي يدفع الشخص لتناول أنواع الطعام اللذيذة المفضلة لديه في الرغبة في التخلص من الشعور الداخلي الذي يشعر به. والمشكلة الأكبر تكمن في أن الدماغ يطلب تعويضًا كبيرًا في مثل هذه الحالات من الأطعمة التي تحتوي على السكريات والدهون .
يفكرالفرد عادة في الأطعمة الغنية بالشوكولاتة والزبدة، والكعك، وما إلى ذلك من هذه الأطعمة.
يمكن للجوع العاطفي أن يؤدي إلى إنشاء علاقة خاطئة للفرد مع الطعام وعاداته، ويجب عليه السيطرة على هذه الحالات التي يمكن أن تسبب ضررًا كبيرًا، حيث لن تنتهي المشاعر السلبية والمشاكل بتناول الطعام .
كيف تعالج الجوع النفسي
يمكن اتباع بعض النصائح التالية للتغلب على مشكلة الجوع النفسي أو أي نوع آخر من مشاكل الجوع.
الابتعاد عن النظام الغذائي الشخصي
الابتعاد عن النظام الغذائي الشخصي يعني تجنب النظام الذي يعده الشخص لنفسه؛ حيث يؤدي هذا النظام إلى تنشيط بعض الهرمونات المعقدة التي تؤثر بشكل كبير على بعض الوظائف، ولذلك يجب اللجوء إلى خبراء التغذية لتجنب هذه المشكلة الناتجة عن النظم الغذائية الشخصية، والتي تسبب بدورها حالة من الجوع النفسي لدى الشخص هذا .
عدم التعرض للإجهاد
يجب دعم الصحة النفسية، خاصةً إذا تبع شخص نظامًا غذائيًا محددًا، وتجنب المثيرات السلبية بجميع أنواعها، سواء كانت من الخطط المرهقة والمتعبة أو الصراعات والمشاحنات أو بعض الأشخاص .
تقليل الوجبات الخفيفة في العمل
الشعور بالضغط من أهم مسببات الجوع النفسي ، ومن أكثر الأماكن التي تحتوي على ضغط نفسي عالٍ هي أماكن العمل ، وخلال عمل الفرد لساعات كبيرة على الحاسب الآلي ليُحقق الأهداف في الموعد النهائي ينشط التفكير في تناول الوجبات الخفيفة أثناء العمل ، ودائمًا ما يلجأ الدماغ إلى الوجبات المفضلة لتخفيف الضغط .
يمكن أن تحدث هذه الحالة أيضًا عند مشاهدة الشخص للتلفزيون، حيث يصبح المشاهد مشتتًا وغير مدرك لما يحدث بدرجة كاملة.
ممارسة الرياضة واليوجا
يعد ممارسة الرياضة وخاصة ممارسة اليوجا من أكثر الأشياء التي تخفف الضغط النفسي، ويمكن أن تساعد النزهات القصيرة والمشي في الهواء الطلق وممارسة اليوجا في الأماكن المفتوحة على تحقيق الهدوء والتوازن، ومن ثم التحكم في الرغبة المفرطة في الأكل بجميع أنواعه.