ما المقصود بدرجة الحرارة
الأرض هي الكوكب الوحيد الذي نعرفه والذي يمكن أن يدعم الحياة، و كوكب الأرض لا يقع قريبا جدا أو بعيدا جدا عن الشمس، ولكنه يقع في منطقة معتدلة، ويعتبر جوها ليس حارا جدا ولا باردا جدا، وتعتبر المسافة بين الأرض والشمس هي واحدة من العوامل المهمة التي تجعل الأرض صالحة للسكن، ومن بين الكواكب الأخرى الأقرب إلى الشمس، فإن الزهرة، على سبيل المثال، هي الأكثر حرارة في النظام الشمسي، حيث تصل درجات الحرارة هناك إلى أكثر من 750 درجة فهرنهايت، أي 400 درجة مئوية، بينما يبلغ متوسط درجة حرارة سطح المريخ 80 درجة فهرنهايت، أي 60 درجة مئوية .
الغلاف الجوي
يلعب الغلاف الجوي دورا حيويا في تنظيم درجة الحرارة، عن طريق توفير غطاء من الغازات. وهذا لا يحمينا فقط من الحرارة المفرطة والإشعاعات الضارة للشمس، بل يحبس الحرارة العالية من باطن الأرض، مما يبقينا دافئين. ومن الصعب جمع تقديرات متوسط درجات الحرارة العالمية بشكل مطلق، حيث تأتي بيانات درجات الحرارة العالمية من آلاف المحطات المراقبة حول العالم. ولكن في بعض المناطق، مثل الصحاري والتضاريس، تكون المحطات نادرة، ويستخدمون مجموعات مختلفة وأساليب مختلفة لحساب المتوسط العالمي، وتنتج هذه الاختلافات في المنهجية أحيانا نتائج مختلفة قليلا .
وتتم مقارنة البيانات من محطات المراقبة بالبيانات التاريخية من فترة طويلة الأجل، وتستخدم مجموعات مختلفة في فترات زمنية مختلفة، ويتم رسم الاختلافات في درجات الحرارة ، على الشبكة، وقد تكون بعض الشبكات فارغة بسبب عدم وجود ملاحظات مسجلة، ويتم التعامل مع الفجوات في البيانات بشكل مختلف من قبل مجموعات مختلفة، على سبيل المثال ، يفترض معهد Goddard للدراسات الفضائية ، التابع لوكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، أن الانحرافات في درجات الحرارة تقارب حوالي 1200 كيلومتر من المحطة .
وباستخدام هذه الطريقة، يستطيعون تقدير درجات الحرارة بواسطة عدد أقل من المحطات، خاصة في المناطق القطبية. بالمقابل، تقوم الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بسد الفجوات بشكل أقل وتنتج تقديرات أكثر تحفظا، وتتبع المسارات غير الاعتيادية للحرارة بين عامي 1901 و 2000. ووفقا لبيانات نوا، كانت الانحرافات المحسوبة لعام 2017 أعلى بمقدار 1.5 درجة فهرنهايت، 0.83 درجة مئوية، وهي أعلى من متوسط درجات الحرارة لجميع السنوات في القرن العشرين .
ما هو مقياس درجة الحرارة
يقيس جهاز GISS التغير في درجات الحرارة السطحية العالمية، مقارنة بمتوسط درجات الحرارة من عام 1951 إلى 1980، وتظهر بيانات GISS أن متوسط درجات الحرارة العالمية في عام 2017، ارتفع بمقدار 1.62 درجة فهرنهايت، أي 0.9 درجة مئوية، فوق المتوسط العام من عام 1951 إلى 1980، وفقا ل GISS، قدرت متوسط درجة حرارة الهواء السطحي العالمي لتلك الفترة بـ57 فهرنهايت، أي 14 درجة مئوية، وهذا من شأنه أن يضع متوسط درجة حرارة سطح كوكب الأرض في عام 2017 عند 58.62 فهرنهايت، أي 14.9 درجة مئوية .
درجات الحرارة القصوى
وفقا لتقرير منظمة الأرصاد الجوية العالمية، فإن أبرد مكان على الأرض هو محطة فوستوك في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، حيث وصلت درجة الحرارة إلى 128.6 فهرنهايت، أي ما يعادل 89.2 درجة مئوية. وفي 21 يوليو 1983، كان أبرد مكان مأهول هو أوميياكون في روسيا، وهي قرية صغيرة في سيبيريا، حيث تنخفض درجة الحرارة إلى 49 فهرنهايت، أي ناقص 45 درجة مئوية، وقد وصلت مرة واحدة إلى قاع 96.16 فهرنهايت، أي ما يعادل 71 درجة مئوية. ومسألة تحديد المكان الأكثر سخونة على الأرض موضوع خلاف، إذ احتلت مدينة العزيزية في ليبيا المرتبة الأولى على مدى 90 عاما بسبب ارتفاع درجة الحرارة إلى 136.4 فهرنهايت، أي ما يعادل 58 درجة مئوية، في 13 سبتمبر 1922 .
ومع ذلك، قامت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بإلغاء تمييز المدينة في جنوب غرب طرابلس في عام 2012، وأكدت لجنة من خبراء المناخ من تسع دول أن درجة الحرارة المسجلة كانت صحيحة وأن الخطأ كان بسبب مراقب غير متخصص، لذلك فإن المكان الأكثر سخونة على سطح الأرض هو جرينلاند رانش (فرنس كريك) في وادي الموت، كاليفورنيا، حيث بلغت درجة الحرارة 134 فهرنهايت أي 56.7 درجة مئوية في 10 يوليو 1913، ولكن هذا التمييز يعتمد على طريقة القياس، ولقد سجلت درجة حرارة سطح أعلى من 159.3 فهرنهايت أي 70.7 درجة مئوية بواسطة القمر الصناعي لاندسات في صحراء لوت في إيران في عامي 2004 و 2005 .