لماذا سميت بيعة الرضوان
تعد بيعة الرضوان واحدة من الأحداث العظيمة في تاريخ الأمة الإسلامية، إذ ساهمت في صلح فتح مكة وصلح الحديبية، وهي من الأحداث المهمة في تاريخ الدعوة الإسلامية. وقد مرت هذه البيعة بمراحل وأحداث متعددة خلال حياة نبينا الأكرم، وروى الرسول أن كل من بايعه في الجنة، وبيعة الرضوان هي التي بايعها الصحابة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ليقاتلوا قريش. وقد تمت هذه البيعة في السنة السادسة للهجرة، وعاهد الصحابة الرسول على عدم التخلي عنه أبدا.
لماذا سميت بيعة الرضوان
تسمى بيعة الرضوان أو بيعة الشجرة لأنها تمت تحت شجرة، وتسمى بيعة الرضوان أيضا لأن القرآن الكريم أشار إلى رضا الله عن المؤمنين الذين شاركوا في هذه البيعة، ولذا سميت بيعة الرضوان، وقال الله تعالى: “لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا.
سبب بيعة الرضوان
تمكن المسلمون في المدينة المنورة من تعزيز دولتهم، وأصبحوا يتطلعون إلى أداء عباداتهم في المسجد الحرام. رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام أنه داخل الحرم الشريف ومعه مفتاح الكعبة وطاف حولها، وهذا كان تمهيدا لإخباره أصحابه بأنه معتمر. وفعلا، استعد أصحابه للسفر وأداء العمرة في أول ذي القعدة للسنة السادسة الهجرية، وترك الرسول في المدينة ابن أم مكتوم، وخرج معه زوجته أم سلمة.
عندما علمت قريش بقدوم النبي، قاموا بإعداد عدتهم لمنع الرسول من أداء العمرة، وهنا أرسل رسولنا الأكرم سيدنا عثمان بن عفان ليتفاوض معهم ويطمئنهم بأن الرسول وأصحابه جاءوا معتمرين غير قاصدين للقتال، وعرضوا عليه أن يعتمر هو ويطوف بالبيت الحرام، إلا أنه أبى وأكد أنه لن يطوف إلا مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك احتجزوا عثمان بن عفان واعتقلوه، ثم بدأ البعض في نشر أخبار وشائعات تفيد بأنه قتل، وهنا دعا الرسول أصحابه إلى القتال.
بيعة الرضوان
دعا الرسول أصحابه إلى القتال، فكان أول من بايعه هو أبو سنان الأسدي، وكذلك سلمة بن الأكوع، وقد بايعه جميع الصحابة عدا أحد المنافقين وهو جد بن قيس، وقد تم عقد البيعة تحت الشجرة، وقيل أن معقل ابن يسار هو من كان يرفع أحد الأغصان عن رسولنا الكريم، وقد جاء الصحابة يبايعون الرسول قائلين له نبايعك على بيعة أبي سنان، ويقال أن عدد من بايعوا الرسول يزيد عن الألف وربعمائة صحابي، والبعض يؤكد أنهم ألف وخمسمائة، وبعد إتمام بيعة الصحابة عاد عثمان بن عفان إليهم.
نتائج بيعة الرضوان
عكست بيعة الرضوان مدى صلابة المسلمين وتماسكهم وقوتهم في مواجهة أي عدو، وهو ما علم به الكفار، لذا تعتبر بيعة الرضوان أحد أسباب صلح الحديبية. فيعدها أرسلت قريش إلى المسلمين تفاوضهم، وبعدها تم عقد صلح الحديبية، فعاد من كان بعيدا عنهم ليحكي لهم أنه رأى ملكا يشبه ملك كسرى والنجاشي، إذ كان الصحابة يحبون الرسول حبا جما، وهو ما جعل قريش تغير من خططها في مواجهة حب الصحابة للرسول وتماسك المسلمين إلى تلك الدرجة.
ظلت الشجرة تشهد بيعة الرضوان، حتى قام عمر بن الخطاب بقطعها خوفا على المسلمين من الفتنة، وكان بعض المسلمين يزورونها بانتظام.