نبذة عن الصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم
الصحابة هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين عاشوا معه في فترة وجوده، وكل شخص من الصحابة له قصته الخاصة وعلاماته الجلية والبصمات التي وضعها في تاريخ الإسلام، ومن بين هؤلاء الصحابة، يأتي الصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم الذي سنتحدث عنه بالتفصيل .
من هو عبد الله بن أم مكتوم :
الصحابي عبد الله بن أم مكتوم هو الصحابي الذي عوتب فيه النبي صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سماوات من الله عز وجل، و عبد الله بن أم مكتوم هو قرشي من مكة المكرمة وهو مهاجر تربط بينه وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام صلة رحم وهو من أقارب الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان ابن خال أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد زوجة الرسول، وكان أبوه يسمى فقيس بن زائد وأمه كانت فعاتكة بنت عبد الله وقد أخذ لقب ام مكتوم لأنها ولدته أعمى ومكتوم .
عبد الله بن أم مكتوم شهد النور في مكة، حيث فتح الله صدره للإسلام. كان أحد الأوائل الذين اعتنقوا الدين الإسلامي، وأجر الشاب الذي يأتي إلى الإسلام في صغره أكبر من الشيخ الكبير أو متأخرا عن الأوان. هذا الصحابي الجليل عاش الصعاب التي مروا بها المسلمون في مكة، وواجه العديد من الصعوبات والتحديات عندما اعتنق الإسلام في بداية طريقه. ومع ذلك، كلما تعرض لمحنة، زاد إيمانه وصبره وصموده .
إقبال عبد الله بن أم مكتوم على رسول الله :
كان إقبال عبد الله بن أم مكتوم إقبال شديد الإيمان فقد كان يحفظ القرآن الكريم وكان لا يترك فرصة إلا اغتنمها وكان حريص على أن يلتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم بكل ما يستطيع، والإنسان إذا حرص على أن يلتقي بأهل الحق فإنه يتواجد في بيوت الله ويكون مع المسلمين في السراء والضراء ويعاون المسلمون فيما يستطيع هذا هو الإنسان الصادق الأمين .
كان عبدالله بن أم مكتوم متحمسًا جدًا للقاء النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وكانت رغبته في ذلك قوية جدًا بسبب إيمانه القوي. هذا الرجل لم يشعر بالراحة إلا بصحبةالمؤمنين ولم يجد الراحة إلا في جلساته مع أهل الحق .
الشبهة التي لصقت بالنبي في حق أبن مكتوم :
كان الرسول عليه الصلاة والسلام في هذه الفترة في محنة قوية وكان كثير التصدي لسادات قريش وكان يعرف أن عبد الله بن أم مكتوم مؤمن شديد الإيمان بالله وبالنبي فقد سأله عبد الله بن أم مكتوم عن شيء في المسجد فعبس وجهه عنه لأنه كان منشغل برجال قريش الذين في المسجد مثل عتبة بن ربيعة وبعض الرجال من وجه قريش .
كانت نية رسولنا الكريم هي الاهتمام بسادة قريش حتى يسلموا، وكان يعتبر عبد الله بن أم مكتوم شخصًا موثوقًا به، ولذلك أجل الرد عليه فيما يتعلق بالاهتمام بسادة قريش، ونزلت سورة (عبس) في هذا الحدث .
أذان عبد الله بن أم مكتوم :
كان عبد الله بن أم مكتوم يؤذن للنبي مع بلال بن رباح عندما يكونوا في المدينة المنورة فقد كان ابن بلال يؤذن وابن مكتوم يقيم الصلاة وربما يحدث العكس في بعض الأحيان، فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم ( إنَّ بلالاً يُنادي بليل ، فكلوا واشربوا حتى يُنادي ابن أم مكتوم )
شهد عبد الله بن أم مكتوم الكثير من الأحداث مع الرسول، وكان حاضرًا في فتح القادسية مع اللواء والراية السوداء، وكان ذلك آخر أعماله قبل أن يعود إلى المدينة ويتوفى هناك .