كانت الأفلام الخيالية دائما تستخدم العين كوسيلة للتحقق من هوية أحد الأشخاص أو فتح الأبواب وغيرها، وكل ذلك عن طريق وضع العين أمام جهاز للتحقق من الهوية، وكانت هذه الأفلام تتنبأ بالمستقبل، ولكن اليوم، أصبحت بصمة قزحية العين هي واحدة من أكثر الطرق تطورا للكشف عن هوية الأشخاص
نحن الآن في المستقبل، حيث تمكنت البشرية بالفعل من تحقيق هذه التقنية العالية المعقدة للتحقق من شخصية الأفراد باستخدام قزحية العين، وهذا هو موضوع مقالنا
تحديد الهوية
هناك ثلاث طرق في المجال الأمني تستخدم لتحديد الهوية وأغراض التوثيق، وهذه الطرق هي:
–شيء تعرفه مثل كلمات المرور والمعلومات الشخصية أو بعض الأسئلة الخاصة.
–شيء تملكه مثل البطاقات الشخصية أو البطاقات الذكية.
–شيء تتسم به وهي سمات تتمتع بها مثل بصمة الإصبع والصوت وقزحية العين.
عند النظر إلى الطرق الثلاث لتحديد هوية الأفراد، نجد أن الطريقة الرابعة، وهي الأشياء الفريدة لكل شخص، هي الأكثر دقة. ولذلك يتم استخدامها في الأمور الأمنية في الأماكن الحساسة مثل البنوك والمطارات وغيرها من الأماكن التي تتطلب مزيدا من الإجراءات الأمنية المشددة
عند النظر إلى الطرق الأخرى لتحديد الهوية والتحقق الأمني، يصعب الأمر بسبب سبل النصب والاحتيال. يمكن سرقة بطاقات التعريف أو نسيان كلمات المرور الخاصة بالأفراد أو تعرضهم للاختراق، وخاصة عندما يستخدم الأفراد كلمات مرور بسيطة لسهولة تذكرها وهذا يزيد من احتمالية اختراقها
يتطلب هذا التطور المستمر في البحث واكتشاف المزيد من طرق التأمين لتقليل المخاطر التي تهدد سلامة الأفراد وممتلكاتهم.
من بين الأساليب الرئيسية التي يتم العمل عليها لتطويرها واكتشاف المزيد منها هي السمات الحيوية للتحقيق الأمني، ولذلك نرغب في مشاركة بعض المعلومات عن هذه السمات الحيوية واستخدام قزحية العين بشكل خاص للمساعدة في تحديد الهوية، إذ تعد قزحية العين أكثر الوسائل أمانا لتحديد الهوية نظرا لتميزها، حيث تختلف قزحية العين من شخص لآخر، بغض النظر عن نسبة القرابة بينهم، وحتى في نفس الشخص، فإن الأنسجة الموجودة في عين الإنسان اليمني تختلف عن الأنسجة الموجودة في العين اليسرى
قزحية العين
القزحية هي الجزء الملون داخل العين المسؤول عن فتح وإغلاق البؤبؤ، مما يسمح بالتحكم في كمية الضوء المدخلة إلى العين. تعتبر القزحية جزءا من الأجزاء الداخلية للعين، وتحميها القرنية وسائل العين والجفون. تتكون القزحية من طبقات من الألياف الكولاجينية وتحتوي على مجموعة من الثقوب والشقوق، وتحتوي على صبغات ملونة تمنحنا تنوع الألوان المميزة من شخص لآخر
تحديد الهوية بقزحية العين
كما ذكر سابقا، تحتوي قزحية العين على العديد من السمات التي تجعلها واحدة من أفضل الوسائل المستخدمة لتحديد الهوية. فهي تعتبر أحد أدق المقاييس الحيوية للإنسان، حيث تتفوق على بصمة الإصبع بنسبة خطأ تبلغ 1:1.2 مليون، بينما نسبة الخطأ في بصمة الإصبع تبلغ 1:100000، ومن الصعب التلاعب بها سواء عن طريق العمليات أو العدسات أو النظارات
تُعتبر العملية البسيطة والسهلة حتى للأشخاص الذين يعانون من فقدان البصر، ولذلك فهي تستخدم لتحديد الهوية في الأماكن الحيوية مثل البنوك والمطارات وآلات الصراف الآلي التي تعتمد على قزحية العين لدقتها في تحديد الهوية
مراحل عملية تحديد الهوية باستخدام قزحية العين
مرحلة التقاط الصورة
وهي أول مرحلة يتم بها استخدام أجهزة أطباء العيون التقليدية ولكن تختلف في العدسات فهي تحتوي على عدسات صغيرة في الحجم حيث أن الكاميرات التي تستخدم ذات دقة عالية جداً لتتمكن من تصوير بصمة قزحية العين التي تتكون من أكثر من 200 خاصية تختلف من شخص لأخر حتى أنها تختلف في الشخص نفسه كما ذكرنا سابقاً، فتقوم الكاميرات بإرسال أشعة تحت الحمراء للعين ومن ثم يتم التقاط صورة شديدة الوضوح وبدقة عالية.
مرحلة تحليل عناصر القزحية
تستخدم الماسحات لمسح وقراءة حدود القزحية والمردَّة والبؤبؤ، ومن ثم إزالة المناطق غير المهمة وتحديد الأشكال المميزة التي تم التقاطها وتحديدها في القزحية
مرحلة المقارنة
تقوم عملية جمع كل هذه المعلومات والبيانات في قاعدة بيانات خاصة، ثم يتم مقارنة الصورة التي تم مسحها للعين مع المعلومات المخزنة في القاعدة
مزايا استخدام قزحية العين في تحديد الهوية
لا تتغير بصمة قزحية العين بمرور الوقت، ولا تحتاج أجهزة الفحص إلى تجديد البيانات المخزنة عنها.
-لدي عملية مسح القزحية دقة عالية تتفوق دقة عملية مسح بصمات الأصابع وراحة اليد أو حتى شبكية العين وهي أيضاً سهلة في الاستخدام.
يكفي أن يكون الشخص على بعد 30 سم من العدسة لتحديد هويته ولا يحتاج إلى الاقتراب من الجهاز.
لا يوجد تأثير على بصمة قزحية العين مقارنة بالسمات الحيوية الأخرى
عيوب استخدام قزحية العين في تحديد الهوية
-التكلفة العالية لها.
-عدم القدرة على دمجها في الأدوات الشخصية مثل السيارة أو الهاتف المحمول.
لا تترك قزحية العين أثرًا مثل بصمات الأصابع، وبالتالي فهي غير مجدية حتى الآن في الأدلة الجنائية