قصص عن الفساد الأخلاقي
من أهم المبادئ التي جاء بها الإسلام للبشرية جمعاء هي مكارم الأخلاق، وقد أكدت السنة النبوية الشريفة على أهمية هذه المبادئ، لأنها لها تأثير كبير في بناء شخصية محبوبة ومحترمة من قبل الجميع، وفي إنشاء مجتمع سليم متحضر، يبتعد عن الشهوات والملذات والأخلاق الفاسدة.
أسباب انتشار الفساد الأخلاقي وأثره على المجتمع
تعتبر الأسرة أحد الأسباب الرئيسية لانتشار ظاهرة الفساد الأخلاقي في المجتمعات، وتؤثر بشكل كبير وسلبي على الأفراد، حيث تعد نواة المجتمع وقلبه، فإذا تم إصلاح الأسرة يتحسن المجتمع بأكمله، وإذا فسدت الأسرة فإن الفساد ينتشر في المجتمع بأكمله.
وكما أنها ينبوع التربية الحسنة والتعاليم الصحيحة التي تمكن الإنسان من تمييز ما هو صحيح وما ليس كذلك في الأمور، إلا أن الأسرة تعاني من انتشار الفساد الأخلاقي بشكل مؤسف، وغياب الوازع الديني الذي ينظمها وانعدام الأمن والسلام فيها. وبالتالي، يدفع أفرادها إلى البحث عن مخرج لمشاكلهم الأسرية واليومية، وغالبا ما يتجهون إلى عالم المخدرات أو الخمر وأصحاب السوء وغيرها من الآفات التي انتشرت في المجتمعات. وهنا يجد الإنسان نفسه ضائعا ومغمورا في دوامة من الفساد الأخلاقي والجريمة.
كما أن التفتح غير المحدود على الثقافات الغربية و التطبع بعاداتهم وتقاليدهم وطريقة لباسهم و وجهة نظرهم للأشياء هي من الكوارث التي أصابت المجتمع العربي في عمقه، وأدت به إلى الابتعاد عن ثقافتهم الأصيلة وتعاليم دينه، إنما نتج عنها تفشي ظواهر أخلاقية خطيرة وغريبة عن المجتمع وأصبحت الرذيلة فيه مبررة عند من يقوم بها.
قصص الفساد الأخلاقي
قصة سما مع المخدرات
سما بنت لا يتجاوز عمرها الحالي 21 عاما، فقدت أمها وهي صغيرة ولم يكن لديها أي إخوة أو أخوات، وبعد وفاة والدتها أصبحت وحيدة ولم تجد أحدا يرعاها أو يحن عليها سوى جدتها التي ربتها حتى أصبحت شابة ودخلت الجامعة، ولكن لسوء الحظ، فقدت جدتها أيضا وأصبحت وحيدة مرة أخرى، واضطرت للذهاب للعيش مع والدها الذي تزوج مرتين بعد وفاة والدتها.
عاشت سما مع أبيها وزوجته التي كانت متضايقة من وجودها في البيت، وبدأت مشاعر الغيرة تشتعل فيها من ناحية سما. وبسبب ذلك، كانت تعاملها بشكل سيء، حتى أنها كانت تطردها من المنزل عندما يغيب أبيها. وهذا دفع سما إلى التعرف على أصدقاء جذبوها تدريجيا إلى حفرة لا يمكنها الخروج منها إلى الأبد.
بدأت نهاية قصة سما عندما زارت صديقتها سلمى في منزلها لتهرب من معاناتها مع زوجة أبيها، وكانت سلمى تبقى في البيت بمفردها لفترات طويلة، بينما كان والديها مشغولين، ومن خلال إشعال سيجارة نيكوتين تطور الأمر ليصبح إدمانًا على المخدرات وغرق في عالم من الفساد.
بسبب إدمانها على المخدرات، أصبحت سما تعتمد على الاختفاء وتعيش حياة مأساوية تبحث فيها عن ما يشبع شهوتها للمخدرات عن طريق الانتقال من صديق سيئ لآخر، وانتهى بها المطاف في الموت وتركوها فيأحد مرائب المستشفيات.
قصة مروان مع إدمان الكحول
مروان شاب مدلل يبلغ من العمر 24 عاما وهو وحيد الأم في حياته. تفرط الأم في دلاله ويملك والده ما يكفي من المال لتلبية جميع طلباته الغير محدودة. يتمتع مروان بالحصول على كل ما يريده ويستبدل السيارات الفخمة بما يشاء ويحظى بمصروف مفتوح وبكميات لا نهائية من المال. يتم تبرير كل أخطائه ومسموح له بارتكابها دون عقاب، وذلك لتغطية انشغال والديه بأعمالهما الشاقة التي لا تنتهي. الأم مشغولة بأصدقائها ومكالماتها الهاتفية ووالده مشغول بأعماله الكثيرة.
بسبب توفره على الكثير من المال، لم يجد مروان من حوله من يحاول استغلاله، وكان حمزة، جاره، واحدا من هؤلاء الأشخاص. كان حمزة ينتمي إلى عائلة بسيطة ويعمل في وظيفة توفر له الكفاية لشراء الطعام فقط، ولكنه كان مدمنا على الكحول وينفق كل ما يكسبه في رفاهياته، وكان يحتاج إلى فريسة مثل مروان ليستغله ويأخذ ماله.
دخل حمزة إلى حياة مروان وجره معه في تناول الخمر وزيارة النوادي الليلية وأغرقه في قصة طويلة من الفساد الأخلاقي التي لا تنتهي، ولم يخرج مروان منها سالما. بالطبع، لم يكن أهله يعرفون عنه شيئا، متى يغادر المنزل ومتى يعود، وكم ينفق من المال. في اليوم الذي وقعت فيه الكارثة، صدم أحدا على طريق العودة إلى المنزل بسيارته وقتله .
تم الحديث عن دخول مروان السجن لفترة طويلة وخروجه بعد ذلك بحالة نفسية تدمرت وعاد لإدمان الكحول مرة أخر.