امراض نفسيةصحة

علاج وسواس الشعور بالذنب

يمر الإنسان بعدة مراحل نفسية مختلفة خلال حياته، وذلك يعود إلى وجود المشاعر التي خلقها الله فيه، حتى يتمكن من الشعور بكل المشاعر مثل السعادة والحزن والكراهية والمحبة والحنان والحب والقسوة والرحمة وغيرها من المشاعر الإنسانية الأخرى. ويشعر الإنسان بهذه المشاعر المختلفة أثناء تفاعله مع الأشخاص سواء في المنزل أو مع الأصدقاء أو مع زملاء العمل.

ما المقصود بالشعور بالذنب 

ينشأ شعور الذنب في الإنسان من ضميره، حيث يختلف ما يعتقده وما ينويه الإنسان عن الأفعال التي يقوم بها أو يعتقد أنه قام بها، وليس من الضروري أن يكون الشعور بالذنب ناتجا عن رد فعل معين، بل يمكن أن يكون ناتجا عن عدم قيام الإنسان بفعل ما كان يجب عليه فعله.

وقد جعل الله سبحانه وتعالي هذا الشعور بالذنب في نفوس البشر، حتى ينبههم إلى ضرورة التراجع عن الإقبال على فعل محدد، وعندما يشعر الإنسان بتأنيب الضمير، فهذا يعني أنه ارتكب خطأ في حق نفسه أو حقوق الآخرين، وهذه هي الحكمة الإلهية وراء هذا الشعور بالذنب، ولكن هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من هذا الشعور بشكل مرضي، حيث يعانون من عقدة أو شعور مستمر عند القيام بأي عمل أو رد فعل، وهذا يتطلب العلاج لكي يتمكن الإنسان من العيش بشكل طبيعي.

أنواع الشعور بالذنب لدى الإنسان 

هناك خمسة أنواع للشعور بالذنب،  وتتمثل تلك الأنواع في الآتي :

الشعور بالذنب نتيجة القيام بفعل

يشعر الإنسان بالتأنيب الضميري نتيجة قيامه بفعل يخالف أخلاقه أو معتقداته، ومن أمثلة تلك الأفعال: القتل، السرقة، الكذب، نقض العهد والوعد، وغيرها الكثير من الأفعال الأخرى، وهذا الشعور يعتبر النوع الأول.

الشعور بالذنب نتيجة الإقدام على فعل بدون فعله

يشعر الإنسان في النوع الثاني من رهاب الذنب بأقصى حالات التأنيب الضميري، حيث يشعر بالحيرة حول القيام بفعل معين ولا يستطيع تحديد ما إذا كان ينبغي القيام به أم لا، ولذلك يتعين عليه أن يراجع أفكاره للتأكد من صحة تلك الأفعال المقبلة عليه.

الشعور بالذنب نتيجة الاعتقاد بفعل خطأ ما

يشير النوع الثالث من الشعور بالذنب إلى شعور الإنسان بالذنب نتيجة الإيمان بأنه ارتكب خطأ ما. ويعاني من هذا الشعور عادة المرضى النفسيون، حيث يعيش الإنسان بوهم فكرة أنه كان المسؤول عن وقوع حدث معين، مما يجعله يشعر بالذنب والتوبيخ على مدى فترة طويلة. في هذه الحالة، يجب على الشخص أن يتلقى العلاج النفسي.

الشعور بالذنب نتيجة عدم القيام بكل ما يكفي لشخص ما

النوع الرابع هو “الشعور بالذنب نتيجة عدم القيام بكل ما يكفي لشخص ما”، وعادة يشعر الإنسان بذلك الشعور عند وقوعه في أمر ما كان من مقدوره أن ينقذ فيه شخص أو يقوم بمساعدته،  ولكن تخلى عنه أو لم يكن بمقدوره بالفعل المساعدة،  وهنا يلزم أن يقوم الإنسان بالتصالح مع نفسه،  حتى ينتهي ذلك الشعور السيء.

الشعور بالذنب نتيجة نجاة الإنسان من موقف ما لم ينجوا منه الباقيين

النوع الخامس هو شعور الذنب الذي ينتاب الإنسان بعد نجاته من موقف لم ينجو منه الآخرون، ويشعر بهذا النوع من الذنب عادة بعد النجاة من حادث، ويحتاج الإنسان إلى فترة حتى يشعر بأن هذا مقدور له وللآخرين أيضًا.

كيفية التخلص من وسواس الشعور بالذنب 

هناك أربعة طرق لعلاج وسواس الشعور بالذنب وهي:

إشغال النفس

يشعر أفنسان بالمشاعر السيئة مرارًا وتكرارًا بسبب التفكير المستمر في الماضي والمواقف، ومن الممكن التغلب على الشعور المستمر بالذنب من خلال التركيز على أشياء أخرى مثل المقابلات أو العمل أو إقامة علاقات جديدة.

عمل حوار مع شخص مقرب

يعد التحدث وتبادل الأفكار وسيلة جيدة للحصول على المساعدة، خاصة إذا كان الشخص الذي نتحدث معه قريبًا منا، ويمكننا أن نجد الكثير من الحلول من خلال الاستعانة بأفراد الأسرة أو الأصدقاء.

الإبتعاد عن أسباب الشعور بالذنب

يجب على الإنسان تجنب كل ما يذكره بأخطائه، سواء كان ذلك مكانًا أو شخصًا، لأن ذلك سيساعد بشكل كبير في بدء حياة جديدة خالية من كل تلك المشاعر السلبية.

اللجوء للعلاج النفسي

إذا لم يتمكن الشخص من التغلب على أزمته النفسية وشعوره المتكرر بالذنب، فيمكنه اللجوء إلى العلاج النفسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى