الطبيعة

ظاهرة التصحر

ظاهرة التصحر هي تحول المناطق المزروعة والأراضي الخضراء إلى أرض بور تشبه في شكلها الصحاري، مما يؤدي إلى حدوث العديد من الخسائر للدولة التي تعاني من تلك الظاهرة، وهناك علاقة عكسية بين الإنتاج النباتي للفواكه والخضروات وظاهرة التصحر، حيث كلما زادت نسبة التصحر قلت المعدلات الإنتاجية للنباتات، وتترتب على ذلك العديد من المشاكل المتعلقة بحدوث تلك الظاهرة

جدول المحتويات

أسباب ظاهرة التصحر

تمتلك كل دولة مساحة محددة ومعروفة من الأراضي الزراعية، ومع زيادة مشكلة التصحر في الفترة الأخيرة نتيجة تدخل الإنسان وسعيه للعمران على الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى العوامل الطبيعية مثل:

تعتبر عوامل التعرية وندرة المياه وجفاف الأنهار، التي تؤدي إلى جفاف التربة وموت العديد من النباتات، سببا في فقدان التربة والأرض لخصوبتها اللازمة للزراعة، وهذا يؤدي إلى تفاقم مشكلة التصحر واستمرار توسعها.

يمكن أن تؤدي زراعة بعض النباتات والأشجار بشكلٍ كبير ومتكرر إلى ضعف خصوبة التربة الزراعية، ومع مرور الوقت، تتوقف تلك التربة عن الإنتاج، وتتحول في النهاية إلى أرضٍ يصيبها التصحر.

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي بناء السدود التي يقوم بها الإنسان إلى حجب المياه عن بعض المدن والقرى، مما يسبب تصحر تلك المناطق وتنخفض نسبة الزراعة فيها، حيث تحتاج المحاصيل الزراعية إلى كميات كبيرة من الماء.

حالات التصحر

تنقسم حالات مشكلة التصحر إلى أربعة مستويات معروفة، ويمكن توضيحها على النحو التالي:

1- التصحر الطفيف : يتمثل في تلف الغشاء الخارجي للنباتات، مما ينتج عنه تدمير طفيف في حالة النباتات، وهذا لا يظهر بشكل كبير على الأراضي، إلا أنه يؤثر على نسبة المحصول الذي نحصل عليه الدول بشكل سنوي.

2- التصحر المعتدل : التصحر المعتدل هو المستوى الثاني من ظاهرة التصحر، حيث يزداد تدهور الأراضي الزراعية، ويتحول بعضها إلى كثبان رملية، وتصل نسبة التصحر إلى حوالي 15% من المساحة الزراعية المزروعة.

3- التصحر الشديد : التصحر الشديد هو المستوى الثالث من التصحر الذي يؤثر على التربة والأراضي المزروعة، حيث تتحول الأراضي والقطع الزراعية إلى مجموعة من الحشائش الغير مفيدة وبعض الشجيرات، مما يؤدي إلى تقليل نسبة المحاصيل الزراعية في الدولة، ويمكن أن تصل نسبة هذا المستوى من التصحر إلى بور وتدمير ما يقرب من 50% من نسبة الأراضي المزروعة.

4- التصحر الشديد جدًا : في هذه المرحلة ، يصل التصحر إلى أقصى حد ممكن، حيث يمكن لنسبة تحول الأراضي المزروعة إلى أراض صحراوية أو كثبان رملية الوصول إلى حوالي 70٪، مما يسبب دمارا تاما للمحاصيل الزراعية التي تعتمد عليها الدول، ويعود ذلك إلى التغيرات المناخية والتحولات البيولوجية في التربة والبيئة.

أثر التصحر على الدول

تسعى الدول بكل جهودها لزيادة مساحات الأراضي الزراعية عن طريق التوسع فيها واستصلاح المزيد من الأراضي الصحراوية وتوفير جميع الإمكانيات اللازمة لذلك، وتعتبر مشكلة التصحر عائقًا أمام التقدم الزراعي المطلوب، حيث يؤدي التصحر إلى تقليل نسبة المحاصيل الزراعية في الدولة.

وبالتالي، إذا لم يتوفر الغذاء اللازم للسكان، سيؤدي ذلك إلى زيادة استيراد هذه المحاصيل وتحميل الحكومات بأعباء مالية أكبر من إنتاجها أو عدم توفرها على الإطلاق، مما قد يؤدي إلى وقوع مجاعات، وهذا ما حدث فعليا في العديد من دول غرب أفريقيا مثل تمبكتو .

في القرن التاسع عشر، حدثت مجاعات كبيرة أسفرت عن مقتل حوالي 928,000 شخص، وفي عام 2011، توفي حوالي 150,000 شخص في الصومال وحدها، وحوالي 20 مليون شخص في نيجيريا، وجميع هؤلاء الضحايا كانوا نتيجة لمجاعات كبرى. لذلك، ظاهرة التصحر تعتبر ظاهرة خطيرة يجب على جميع دول العالم مواجهتها ومكافحتها لحماية سكان العالم من المجاعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى