سبل تقويم التعليم المدمج
أصبح من الصعب الآن على الأفراد التخلي عن التكنولوجيا، بسبب فوائدها وتسهيلاتها على جميع الأصعدة، بما في ذلك التعليم، إذ أن التكنولوجيا تساعد المؤسسات التعليمية على المنافسة باستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات ومواكبة التطور الحالي. ومنذ ظهور الإنترنت، أصبح تخزين المعلومات واسترجاعها أمرا سهلا في أي وقت، كما أنه أصبح سهلا للمعلمين والمتعلمين الوصول إلى المعلومات الموجودة على الشبكة.
تعريف التعليم المدمج
نظرا لتطور التكنولوجيا، ظهر التعليم الإلكتروني كشكل من أشكال التعليم عن بعد، حيث ألغى هذا النوع الفصول التقليدية واستبدلها بالفصول الافتراضية. ثم ظهر التعليم المدمج كأحد صيغ التعلم التي يندمج فيها التعلم الالكتروني مع التعلم الصفي التقليدي في إطار واحد، حيث يتم توظيف أدوات التعلم الإلكتروني سواء المعتمدة على الكمبيوتر أو على الشبكة في الدروس مع معامل الكمبيوتر والصفوف الذكية، ويقابل المعلم الطالب وجها لوجه في معظم الأحيان.
نموذج متكامل للتعلم يجمع بين خصائص التعليم الصفي التقليدي والتعلم عبر الإنترنت، ويستخدم أحدث التقنيات المتاحة لكل منهما، ويجمع بين التعلم الصفي والإلكتروني بشكل مناسب وفقا لمتطلبات الموقف التعليمي، ويهدف إلى تحسين تحقيق الأهداف التعليمية بأقل تكلفة ممكنة.
فالتعلم المدمج هو مقاربات مختارة بعناية وبصفة تكاملية بين التعلم وجها لوجه والتعلم من خلال الإنترنت، وهو نظام تعليمي رسمي يتلقى من خلاله الطالب تعليمه جزئيًا من خلال الإنترنت، مع بعض العناصر التي تتيح للطالب التحكم بالوقت والمكان ومسار ووتيرة التعلم، وهناك بعض العناصر المميزة في التعلم المدمج ومنها :
التعليم لم يعد محصورًا في اليوم الدراسي أو السنة الدراسية فقط، بل يمكن القيام به في أي وقت.
أصبح التعلّم لا يعتمد فقط على جدران الفصول الدراسية أو مبنى المؤسسة التعليمية، بل يمكن أن يحدث في أي مكان.
فيما يتعلق بالتعلم، فإنه لم يعد مقتصرًا على الطريقة التي يستخدمها المعلم فقط، حيث تتيح البرامج التفاعلية والتكيفية لللطلاب التعلم بطريقة تتناسب مع احتياجاتهم.
أصبح التعلم غير مقتصر على وتيرة واحدة في فصل يضم العديد من الطلاب.
متطلبات التعليم المدمج
تحتاج المدارس إلى الاستثمار في التكنولوجيا والتنمية المهنية لجعل التعليم المدمج فعالا، وهذا يتطلب إجراء تغييرات كثيرة في الفصول التقليدية.
المتطلّبات التقنيّة
توافر البنية التحتية واحتياجات المتعلم من مصادر التعلم المختلفة.
ـ توافرُ الفصولِ الافتراضيةِ بجانبِ الفصولِ التقليديةِ، حيث يكملُ كلُّ منهما الآخرَ.
تتوفر البرامج المخصصة لإدارة التعلم الإلكتروني.
توافر الأدوات والمعديات اللازمة للتدريب العملي.
المتطلّبات البشريّة
لابد أن يكون المعلم لديه القدرة على :
ـ المشاركة بفاعلية في العملية التعليمية.
التواصل يمكن أن يكون إلكترونيًا أو وجهًا لوجه.
ـ التعامل مع تكنولوجيا المعلومات.
ـ يشمل التعاون والتفاعل مع المعلم وأقرانه في ورش التدريب.
ـ تحقيق الأهداف التعليمية.
ـ الحوار والنقاش أثناء المحاضرات.
يتعين التعامل مع مصادر التعلم المختلفة، سواء المطبوعة أو الإلكترونية.
تشمل تصميم الاختبارات وأدوات التقييم المطبوعة والإلكترونية.
يتضمن البحث عن المعلومات اللجوء إلى المصادر المطبوعة وغير المطبوعة.
يتضمن التحول من التعليم التقليدي إلى التعليمالإلكتروني.
تقديم التغذية الراجعة المباشرة للمتعلم.
مزايا التعلم المدمج
يتم تخفيض تكاليف التعلم بشكل كبير عند مقارنتها مع التعلم الإلكتروني بمفرده.
يتم تحقيق التفاعل الأفضل بين الطلاب والمدربين والمحتوى من خلال الاتصال وجهاً لوجه.
تعزيز الجوانب الإنسانية والعلاقات الاجتماعية بين المتعلمين والمعلمين وبين المتعلمين أنفسهم.
المرونة الكافية تتيح تلبية جميع الاحتياجات الفردية وأنماط التعلم المختلفة للمتعلمين، بغض النظر عن مستوياتهم وأعمارهم وأوقاتهم.
يمكن الاستفادة من التطور التكنولوجي في مراحل التصميم والتنفيذ والاستخدام.
تساهم الرياضيات في إثراء المعرفة الإنسانية وتحسين جودة العملية التعليمية، وتحسين جودة المنتج التعليمي وكفاءة المعلمين.
التواصل الحضاري بين مختلف الثقافات يساعد على استفادة وإفادة من كل ما هو جديد في العلوم.
انتقال من التعليم الجماعي إلى التعليم المركز على الطلاب، حيث يكون أكثر نشاطا وتفاعلا.
يعمل هذا النظام على تكامل نظم التقويم التكويني والنهائي للطلاب والمعلمين معًا.
– “يزيد الاستفادة من التعلم ويحسّن النتائج ويزيد من فرص التعلم الرسمية وغير الرسمية.
الميزة الرئيسية للبرنامج هي المرونة في التنفيذ، حيث يستهدف تعزيز التخصصات وتدويل المناهج الدراسية، وذلك عن طريق دعم التوجهات الاستراتيجية المؤسسية الحالية في مجال التعلم والتعليم.
معوقات التّعلّم المدمج
لا يخلو أي نمط تعليمي من بعض المشكلات والعوائق في تطبيقه، ويعتبر وجود بعض عوائق التعلم المدمج منها
يعتبر نقص الخبرة الكافية لدى بعض الطلاب أو المتدربين في التعامل مع أجهزة الكمبيوتر والشبكات من أهم العوائق التي تواجههم في عملية التعلم الإلكتروني.
توجد اختلافات في الأجهزة المتاحة للمتعلمين أو المتدربين في منازلهم أو في أي مكان للتدريب، وتتضمن هذه الاختلافات القدرة والسرعة والتجهيزات.
يعاني التعلم الإلكتروني في بعض الأحيان من نقص في الكوادر المؤهلة لهذا النوع من التعلم، ويفتقر إلى النماذج العلمية المدروسة التي تدمج التعلم التقليدي بالتعلم الإلكتروني.