أهمية الاستثمار في الموارد البشرية
القوة الاقتصادية، دائماً ما نسمع هذا المصطلح الذي هو أساس قوة الدولة الآن واستقلاليتها، لقد كانت الدولة القوية عسكرياً هي الدولة صاحبة القرار وهي التي تتربع على عرش أقوى الدول وتتحكم في باقي الدول أما الأن أصبحت القوة الاقتصادية هي شيء ضروري لتكون الدولة قوية وذات سيادة .
قوة الدولة تتجلى في قدرتها على تلبية احتياجات مواطنيها، لكي لا تعتمد على المنح أو المعونات من دول أخرى التي تفرض سيطرتها عليها. ولا يمكن أن يكون الاقتصاد في الدولة قويا إلا إذا أولت هذه الدولة اهتماما لمواردها البشرية في هذا النمو الاقتصادي، وهذا ما سنتناوله في الجمل التالية
تعريف الموارد البشرية
يمكن تعريف الموارد البشرية على أنها مجموعة من الأفراد أو الأشخاص الذين يشكلون القوى العاملة في قطاع عمل معين أو في منظومة معينة أو حتى في الدولة بأكملها. ظهر مصطلح الموارد البشرية في القرن العشرين ويشير الآن إلى الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها المنظمات الصغيرة والكبيرة لتحفيز وتشجيع العمال وتنمية قدراتهم على العمل وتطوير أنفسهم، وهذا يعود بالنفع على المؤسسة. ويمكن للموارد البشرية أن تكون مفيدة لجميع المنظمات، بدءا من الشركات الصغيرة وحتى الدول الكبيرة
تاريخ إدارة الموارد البشرية
تمر تنمية وإدارة الموارد البشرية بمراحل زمنية مختلفة، وهي الثلاث مراحل التالية:
مرحلة التكوين
بدأت التنمية البشرية ببعض الأنشطة المرتبطة بالموارد البشرية التي قام بها بعض المتخصصين القليلون، حيث قاموا بتقديم المساعدات للمؤسسات في اختيار العمال وزيادة كفاءتهم ونشاطهم وقدراتهم المختلفة في العمل، بالإضافة إلى التدريب والرعاية الصحية لهم، وفي نهاية القرن التاسع عشر ظهرت مجموعة من القوانين المتعلقة بهذا الموضوع مع ظهور مؤسسات تعمل على تأسيس وتطوير برامج في تنمية وإدارة الموارد البشرية، ولكن كان هذا العمل يحدث بشكل عشوائي
مرحلة النمو
كانت فترة الزمن بين عام 1900 و1946 هي فترة النمو المهمة بالنسبة لمجال تنمية وإدارة الموارد البشرية، حيث شهد هذا المجال تطورًا كبيرًا من الناحية العملية والنظرية خلال هذه الفترة.
ظهرت مهنة جديدة تسمى مهنة السكرتير الاجتماعي، وبدأت في النمو بمعية الاعتراف والاهتمام بأهمية تطوير وإدارة جوانب التنمية البشرية وتطبيقها في المؤسسات والمنشآت. ومن هذا النقطة، بدأت الإدارة المتخصصة في الموارد البشرية بالعمل وتقديم الاقتراحات المتعلقة بالسياسات البشرية والاجتماعية في المؤسسات والمنشآت، وذلك ضمن جهود تطوير المؤسسات والمنشآت، مثل تلك السياسات التي يجب اتباعها في عمليات التوظيف والتدريب والترقية للعمال والموظفين
تختلف مرحلة النمو هذه عن المرحلة السابقة التي هي مرحلة التكوين، وتعتبر مرحلة النمو شبيهة بالأنشطة الموجودة حاليا في إدارة الموارد البشرية وتنميتها، ولا تختلف في تنظيمها بشكل جوهري
مرحلة النضوج
تأتي هذه الرحلة في ظل التحديات التي تواجه المؤسسات والعمل فيها في عصرنا الحالي، ولذلك تسعى المؤسسات إلى تطوير قدرات الأفراد ومواردها البشرية لمواكبة التطورات الخارجية والتحديات التي تواجهها والمتطلبات الاقتصادية. لذلك، يكمن دور إدارة الموارد البشرية وتطويرها في دعم وتطوير مستويات الأداء وتنمية الأفراد في المؤسسة، وهذا ما يساعد المؤسسة على تعزيز قدراتها التنافسية والتأقلم مع التغيرات والمؤثرات الخارجية.
إدارة الموارد البشرية
يمكن تعريف إدارة الموارد البشرية على أنها عملية تخطيط ورقابة وتنظيم وتوجيه لجميع الأنشطة المتعلقة بالاختيار والتدريب والتطوير والتعيين والمكافأة والحفاظ على الموظفين، بهدف تحقيق الأهداف التنظيمية في المؤسسة.
الأسباب وراء ظهور إدارة وتنمية الموارد البشرية
-التطور الصناعي والصراعات الإدارية والتنظيمات العالمية.
-تدخل الحكومات في العلاقات بين أصحاب العمل والعمال و الموظفين لديهم.
-ما شهده مجال الموارد البشرية من تطور وتوسع في الثقافة الخاصة به وزيادة التعلم فيه.
-تشريعات العمل.
يظهر نشوء النقابات العمالية والتنظيمات التي تسعى وتدافع عن حقوق الموارد البشرية.
الأهداف وراء إدارة الموارد البشرية
تتنوع الأهداف وراء إدارة الموارد البشرية في المؤسسات والمنشآت، ومن بينها:
تسعى إدارة الموارد البشرية إلى زيادة درجات الولاء والانتماء للأفراد العاملين داخل المؤسسة أو المنشأة، وذلك من خلال تطبيق نظام هيكلي تنظيمي لعمليات الأجور والمكافآت والحوافز للعمال.
يتم النظر في احتياجات ومتطلبات الموارد البشرية في المؤسسة أو المنشأة من خلال الهيكل التخطيطي الخاص بها، وهذا يؤدي إلى تحقيق كفاءة عالية في الإنتاج.
يؤدي الاهتمام بالأفراد العاملين داخل المنشأة أو المؤسسة والعمل على زيادة قدرتهم على العمل ورغبتهم فيه إلى زيادة مستويات أدائهم.
يتم قياس أداء العمال والموظفين في المنشئات وتقييمهم عن طريق وضع نظام موضوعي.
كيفية يتم الاستفادة من الموارد البشريّة
في النهاية، فإن مفهوم الموارد البشرية هو مفهوم واسع، ولكن يتعلق بعامل أساسي وهم الأفراد الذين يقومون بأي من الأعمال المختلفة أو مجال ما، سواء كانت هذه الأعمال داخل المنشأة أو المؤسسة. وهناك من يربط بين الموارد البشرية ورأس المال، حيث يعتبر الفرد هو الذي يساعد في تحقيق رأس المال.
تسعى إدارة الموارد البشرية إلى استغلال والاستفادة من الموارد البشرية المتاحة في أي مكان، سواء كانت في مؤسسات خاصة أو حكومية، حيث يمثل الأفراد الأساس في عملية التطور والتقدم، ولذلك فإن الاهتمام بتطويرهم وتحسين أدائهم يعود بالنفع على المنشأة أو المؤسسة التي يعملون بها.