العالمدول

دول العالم الأول والثاني والثالث

غالبا ما نسمع مصطلحات `دول العالم الأول` و`دول العالم الثالث` ونادرا ما نسمع عن `دول العالم الثاني`. وهناك بعض الناس الذين لا يعرفون أساس تقسيم العالم، والبعض يعتقد أن التقسيم يتم حسب الثراء والفقر، ولكن ما هي الحقيقة وما هو سبب هذا الاختلاف، وهذا ما سنتحدث عنه

دول العالم الأول والثاني والثالث

في الأربعينات من القرن العشرين، ظهر مصطلح “العوالم الثلاثة” لأول مرة، وكان هذا التقسيم بناء على الدول المشاركة في الحرب الباردة آنذاك، ولكن لا يؤكد المؤرخون هذا الاعتقاد بشكل كبير، حيث يرجحون أن هذا المصطلح يعود إلى الديموغرافي الفرنسي ألفريد سوفي، الذي كتب مقالا عام 1952 بعنوان “ثلاثة عوالم وكوكب واحد”، وذكر في نص المقال مصطلح “العالم الثالث”، وعلى المنوال نفسه، ضم العالم الأول كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الموجودين في أوروبا الغربية واليابان واستراليا، فيما شمل العالم الثاني كلا من الاتحاد السوفياتي الشيوعي – باستثناء يوغوسلافيا التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي وكانت عضوا مؤسسا لحركة عدم الانحياز – ودول أوروبا الشرقية، أما العالم الثالث فضم كافة الدول الأخرى التي لم تكن حليفة لأي من طرفي الحرب الباردة، كذلك كانت تلك الدول الفقيرة عبارة عن مستعمرات لدول أوروبا، وتشمل جميع الدول في أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وآسيا

بعد التقسيم الذي حدث في منتصف القرن العشرين، دول العالم الأول بقيت تستخدم المصطلح نفسه، خاصة وأنها تمتلك اليوم أقوى اقتصاديات العالم، بينما اختفى مصطلح العالم الثاني تماما مع انهيار الاتحاد السوفييتي، ولكن مصطلح العالم الثالث ظل الأكثر انتشارا واستخداما من بين المصطلحين الآخرين، وتحول من معنى “عدم الانحياز” إلى “العالم النامي”، وفقا لرؤية الأكاديميين المعاصرين الذين يرون أن مصطلح العالم الثالث قديم وكان يشير إلى الدول التي لا تتحالف مع أطراف الحرب الباردة، ولكن اليوم يناسب هذه الدول مصطلح “الدول النامية” الذي يشير إلى الدول الفقيرة ذات الدخل المنخفض أو المتوسط

العالم الأول والثاني والثالث بناء على مؤشر التنمية البشرية

يتمثل مؤشر التنمية البشرية، المعروف باسم HDI، في قياس متوسط التقدم الذي حققته الدول في الاحتياجات الأساسية للتنمية البشرية، وهي الحياة الطويلة والرعاية الصحية ومستوى الوعي والتعليم ومستوى المعيشة اللائقة، ويتم قياس هذه الأساسيات الثلاثة على النحو التالي:

أولا: تحدد الحياة الطويلة والرعاية الصحية بناء على المتوقع من العمر في لحظة الولادة .

ثانيًا: يتم تحديد مستوى الوعي بناءً على متوسط سنوات الدراسة الفعلية مقارنة بالسنوات التي يجب تحقيقها في الدراسة .

ثالثًا: مستوى معيشة لائق: هو نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي، أي قياس القوة الشرائية بالدولار الأمريكي

تعريف مصطلح العالم الأول والثاني والثالث

بعد انتهاء الحرب الباردة، توقف الإشارة إلى تقسيم الدول بناءً عليها، حيث أعلن جون دانيالز، الرئيس السابق للأكاديمية العالمية للتجارة، أن العالم الأول يعني `تلك الدول الصناعية التي لديها دخل مرتفع` .

 يُعرف البروفيسور جورج بريجاك في دول العالم الأول، وهي الدول المتطورة والصناعية والرأسمالية من أوروبا وأمريكا الشمالية .

كانت الدول الثانية هي تلك التي تؤيد التكتل السياسي الشيوعي الممثل بالاتحاد السوفيتي وكوبا والصين، وهي الدول التي تعتمد الاشتراكية في التخطيط الاقتصادي، وهذا يتعارض مع النظرية الاقتصادية للدول الأولى التي تعتمد على الرأسمالية. منذ ثورة عام 1989، لم يعد مصطلح الدول الثانية مشهورا بنفس القدر، ولكنه يشير إلى الدول ذات الدخل المتوسط التي ليست غنية أو فقيرة، وتختلف عن الدول الأولى في رفضها لليبرالية والرأسمالية، وتختلف عن الدول الثالثة بقوتها الاقتصادية وتميزها في التعليم

في المفهوم الذي اتفق عليه المفكرون راؤول بريبيش، ووالتر رودني، وتوتونيو دوس سانتوس، وأندريه جوندر فرانك، فإن العالم الثالث يشير إلى الدول التي تم تقسيمها بناء على التقسيم الاقتصادي العالمي المنهجي، حيث تسيطر عليها دول ذات اقتصاد قوي وتعتبر ضعيفة اقتصاديا

بينما اعتمد ” ماو تسي تونغ ” على نظرية للعالم الثالث تختلف بشكل كبير عن النظرية الغربية والتي نعتبر الصين والهند من دول العالم الثاني أو الثالث ، ولكن من وجهة نظر ماو فهو يرى الصين والهند دولتي عالم ثالث تم استغلالهما ، حيث أنه يعتبر دول العالم الثالث هي دول مستغلة اقتصاديًا .

الحركة العالمية الثالثة

هي حركة سياسية أسست لحماية وحدة العالم الثالث من التدخلات في شؤونه الداخلية من قبل العالمين الأول والثاني، ومن بين هذه التكتلات الشهيرة حركة عدم الانحياز ومجموعة الـ77 التي تهدف إلى الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية بين العالم الثالث والأول والثاني .

خصائص العالم الثالث

تتم تقسيم خصائص الدول النامية اجتماعياً واقتصادياً إلى الآتي:

أولًا اجتماعيًا :

  •   زيادة النمو السكاني “الديموغرافي” نتيجة لارتفاع معدل الخصوبة، وهو يؤثر على التعداد السكاني
  •   يعود سبب قصر العمر إلى سوء الرعاية الصحية وضعف الإمكانيات الطبية .
  •   زيادة عدد الأشخاص الذين ينتقلون من القرى إلى المدن
  •   نسبة جهل مرتفعة .

ثانيًا اقتصاديًا :

  •   تصدير المواد الخام .
  •   الفشل في تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الاستهلاكية
  •   عدم الاعتماد على الصناعة .
  •   لا توجد تكامل اقتصادي بين الاستثمارات المختلفة .
  •   ارتفاع الديون الخارجية .
  •   التبعية الاقتصادية لدول الاقتصاد القوي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى