اقتصاد العالممال واعمال

مفهوم الاكتفاء الذاتي وتأثيره على الأوطان

الاكتفاء الذاتي هو الاعتماد الكامل للكائن الحي على نفسه في مواجهة المشاكل، حيث تعتمد الدولة على قدرتها على الحصول على السلع الاستثمارية والاستهلاكية، بهدف تقليل التبعية الاقتصادية والسياسية لدولة أخرى. والهدف من ذلك هو تحقيق الاستقلالية الكاملة في القرارات الداخلية والدولية. يوجد اكتفاء ذاتي في المجالات الاقتصادية حيث تتبع الدولة سياسة معينة لتحقيق الاكتفاء الذاتي عن طريق الاعتماد على مواردها الخاصة فقط. وبالتالي، تعتمد الدولة على المنتجات المحلية التي تنتجها بنفسها ولا تعتمد على أي دولة أخرى.

علاقة الاكتفاء الذاتي والثقة بالنفس
يرتبط الاكتفاء الذاتي بعلاقة قوية بالثقة بالنفس، وهدف الأساسي من الاكتفاء الذاتي هو الاستغناء عن البشر وان تعطي لعقلك التخطيط ثم القيام بالتنفيذ، على حسب ما تتمناه ويريده قلبك وعقلك دون الاعتماد على الآخرين، و الثقة بالنفس هي التقدم والعمل بدون أي توتر وتردد، فكلاهما يكملان بعضها البعض، وليس معنى الاكتفاء الذاتي هو عدم تقبلك للآخرين بل هو يعني عدم طلب العون، والسبب في ذلك انك تملك ما يغنيك.

يعتمد الأشخاص الذين يكتفون بأنفسهم على ثقتهم بأنفسهم، بالإضافة إلى احترام الآخرين لهم، ولكنهم لا يسمحون للآخرين بالسيطرة عليهم. لذلك، الاكتفاء الذاتي والثقة بالنفس هما ما يجعل الفرد يشعر بالرضا عن نفسه.

هل يعني الاكتفاء الذاتي قطع التبادل التجاري مع الدول؟
الاكتفاء الذاتي لا يعني منع أو قطع التبادل التجاري مع الدول الأخرى بأي حال من الأحوال، بل السعي لإنشاء ظروف وشروط تكون وطنية وداخلية لتحقيق أعلى مستويات الربح من التبادل الاقتصادي، من خلال توزيع العمل على مستوى العالم لزيادة الإنتاج المحلي، وتحقيق مستويات استثمارية واستهلاكية ترضي المواطنين، وهذا يساعد على رفع مستوى الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية. ولتحقيق هذه التغييرات، يجب بذل جهود كبيرة من قبل جميع الوحدات الاقتصادية على جميع المستويات (أفرادا ومؤسسات).

تحاول بعض الدول الاستغناء عن أي واردات من أي دولة أخرى عن طريق الابتعاد عن المنتجات الأجنبية والاكتفاء بالمنتجات المحلية، لتغطى احتياجاتها من خدمات وسلع، وهذه السياسة هامة خلال وقت الحرب، وذلك لصعوبة القيام باستيراد الاحتياجات الأساسية من الخارج بسبب المخاطر التي يمكن ان تحدث بسبب عمليات الشحن البحرية.

هل يمكن لأي دولة أن تحقق الاكتفاء الذاتي في الصناعة أو الزراعة أو الخدمات أو التنظيم؟
من الصعب جدا أن تقوم به أي دولة، ولكن من المقبول إذا كان الهدف هو إنتاج محصول زراعي محدد أو إنتاج سلعة معينة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المكونات الزراعية أو الصناعية الكاملة، مثل إنتاج الأدوية. لكن إذا كانت هناك دولة تنتج منتجا معينا ذا جودة عالية وأسعار منخفضة، فمن الأفضل استيرادها من الدول الأخرى والعمل على إنتاج منتجات أخرى تتمتع بالميزة النسبية. بالطريقة هذه، يحدث تنشيط في التجارة العالمية وله فوائد كبيرة للجميع.

كيف يمكن للدولة أن تنتج جميع أنواع الأدوية وهي تستورد الألبان والزبادي والسكر؟
كان هناك اكتفاء ذاتي لبعض الدول الاشتراكية وكان هو شعارا، وكانت هذه الدول تعاني من العزلة بسبب النظام الرأسمالي، فأخذت هذه الدول تبحث عن حلول اقتصادية داخل البلاد، لذلك قامت بالتكامل في القطاعات الاقتصادية، ولكن حدث انفراج في العلاقات بين الدول فأدى ذلك على اتساع التبادل التجاري بين الدول( الاشتراكية- الرأسمالية).

حدث انهيار في النظام السوفيتي، وأصبح هناك تيار جديد، الدول التي تريد السير في تيار الاكتفاء الذاتي يجب عليها تحقيق بعض الأمور وهي:
أن يصبح القطاع الزراعي سوقا للقطاع الصناعي من خلال توفير المواد الخام أو أدوات الإنتاج.
الهدف هو تحقيق العمالة الكاملة من خلال توفير الأيدي العاملة بأسعار تناسب كافة القطاعات الاقتصادية، وخاصة القطاع الصناعي.
أن يحدث تحكُّم حكومي بشكل شبه كامل.
يجب القيام بالتكامل الاقتصادي بين جميع القطاعات الاقتصادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى