حركة عدم الانحياز ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة التي أعقبتها. كانت تهدف حركة عدم الانحياز إلى الابتعاد عن سياسات الحرب التي تهددت بتدمير العالم، والتي كانت تتمثل في الجبهتين الأساسيتين في تلك الحروب، وهما حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية من جهة وحلف أرسو والاتحاد السوفيتي من جهة أخرى. تأسست الحركة في عام 1955 وعقدت أول اجتماع لها في بلجراد عام 1961 بمشاركة 25 دولة، وتطورت الحركة حتى وصل عدد الدول الأعضاء فيها إلى 118 دولة من جميع أنحاء العالم في عام 2011.
تأسست حركة عدم الانحياز للحد من الحروب التي تسببت في خسائر كبيرة للدول في جوانب متعددة، وأهمها الخسائر البشرية الضخمة من القتلى والجرحى التي لا تحترم قيمة الإنسان والإنسانية. فكثير من الأسر عانت من فقدان الأب، الذي يعتبر أحد الأركان الأساسية في بناء أي مجتمع من خلال رعايته لأسرته وتربية أولاده وعمله الذي يسهم في زيادة إنتاج البلد ونموها اقتصاديا. فالحروب لا تجلب سوى الدمار الشامل. وكانت أهم أهداف حركة عدم الانحياز هي
أولا: إحترام حقوق الإنسان هو أحد أهم أهداف الحركة، وهذا يعود إلى المعاناة التي عاناها الإنسان خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية.
ثانيا: يتطلب الامتثال لميثاق منظمة الأمم المتحدة الالتزام بأهدافها ومبادئها.
ثالثا: الهدف هو تحقيق العدالة بين جميع الدول بغض النظر عن حجمها أو قوتها، وإقامة العدالة بين جميع الأعراق.
رابعأ : احترام سيادة أي دولة وعدم الاعتداء عليها والحفاظ على سلامة أراضيها.
خامسا : يجب عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة أخرى بغض النظر عن وضعها.
سادسا : عدم استخدام الدول الكبرى التحالفات الجماعية مرة أخرى لتحقيق مصالحها الخاصة وأغراض شخصية.
سابعا : تقديم الحلول السلمية يأتي في المقام الأول عندما ينشأ أي خلاف بين الدول بعضها البعض.
ثامنا : احترام الدول الأعضاء يتضمن الالتزام بالمعايير الدولية وتعزيز العلاقات والمصالح المشتركة بينها للحد من حدوث النزاعات المستقبلية والوقاية منها.
دول الأعضاء في حركة عدم الانحياز هي: أفغانستان، وجمهورية الدومينيكان، ومدغشقر، والمملكة العربية السعودية، والسنغال، ومالاوي، والإكوادور، والجزائر، وأنغولا، ومصر، وماليزيا، وسيشيل، وأنتيغوا وباربودا، وغينيا الاستوائية، وجزر المالديف، وسيراليون، والبهاما، وإريتريا، ومالي، وسنغافورة، والصومال، وموريتانيا، وأثيوبيا، والبحرين، وجنوب أفريقيا، وموريشيوس، وفيجي، وبنغلاديش، وباربادوس، والغابون، ومنغوليا، وسريلانكا، والسودان، والمغرب، وغامبيا، وبيلاروسيا، وبليز، وغانا، وموزمبيق، وسورينام، وسوازيلاند، وبورما، وغرينادا، وبنين، وبوتان، وغواتيمالا، وناميبيا، وسوريا، وبوليفيا، وكينيا، ونيبال، وتنزانيا، وبوتسوانا، وغينيا بيساو، ونيكاراغوا، وتايلاند، وتيمور الشرقية، والنيجر، وغويانا وبروناي، وبوركينا فاسو، وهايتي، ونيجيريا، وتوغو، وبوروندي، وهندوراس، وكوريا الشمالية، وترينداد وتوباغو، وكمبوديا، والهند، وسلطنة عمان، وتونس، وتركمانستان، وباكستان، وأندونيسيا، والكاميرون، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وإيران،وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والعراق، وأذربيجان، وكوبا، والأردن، وليبيا، وسوريا.
وأخيرا: ما أجمل أن يعيش العالم بأكمله في سلام دون حدوث حروب بين الدول التي تخلف وراءها الدمار الشامل وانهيار الشعوب في جميع الجوانب، سواء كانت إنسانية أو اقتصادية أو اجتماعية. فإذا نظرنا إلى الأسباب التي أدت إلى الحروب السابقة، سنجد أنه لا يوجد سبب واحد يقنع العقل بنشوبها إلا الدفاع عن الوطن. أما الأسباب الأخرى، فكانت ناتجة عن طمع الدول الكبرى في ثروات البلاد الأخرى، أو الرغبة في فرض السيطرة على الدول الضعيفة وضمها إليها لتصبح الدولة إمبراطورية كبيرة، كما كان في الزمن القديم. فأي من هذه الأسباب يساوي قتل شخص واحد بدون حق.