صحة

دور هرمون الأوكسيتوسين في علاج التوحد

تشير العديد من الدراسات إلى أن هرمون الأوكسيتوسين “هرمون الحب” له تأثير كبير على وظائف الجسم، وفي دراسة حديثة أكد الباحثون على دور هذا الهرمون المهم في علاج مرض التوحد لدى الأطفال .

هرمون الأوكسيتوسين :
الأوكسيتوسين هو هرمون يتم إنتاجه في الدماغ، وله تأثير كبير على العديد من التفاعلات الاجتماعية للإنسان، مثل الارتباط العاطفي والثقة والحب. ونظرا لارتباطه بالعواطف والنفسية للإنسان، قام العلماء بربطه بالأمراض النفسية، وأشار البعض إلى دوره الكبير في علاج تلك الأمراض مثل الرهاب الاجتماعي ومرض التوحد واكتئاب ما بعد الولادة .

العلاقة بين هرمون الأوكسيتوسين و مرض التوحد :
أظهرت مجموعة دراسات سابقة وجود انخفاض بمستوى هرمون الأوكسيتوسين عند الأطفال المصابين بالتوحد و ذلك مقارنة مع الأطفال الأصحاء ، و من هنا اقترح بعض الباحثون أن المعالجة بالأوكسيتوسين ربما تساعد الأطفال المصابين بالتوحد للتغلب على الصعوبات التي يواجهونها بالتفاعل الاجتماعي ، و طبقًا لما جاء في إحدى الدراسات فإن إعطاء جرعة من هرمون الأوكسيتوسين لأطفال مصابين بالتوحد يمكنه أن يضبط النشاط في مناطق الدماغ المرتبطة بالتفاعلات الاجتماعية ، و ذلك على الرغم من أن ذلك الهرمون لم يغير من المهارات الاجتماعية للأطفال ضمن الدراسة .

في دراسة شملت حوالي 17 طفلا ومراهقا يعانون من عدة اضطرابات توحدية، تم إجراء العديد من جلسات تصوير الدماغ لهؤلاء الأطفال أثناء قيامهم بمهام متعلقة بالسلوك الاجتماعي، وتلقوا في كل جلسة إما علاجا بخاخا أنفيا من الأوكسيتوسين أو دواء وهميا (مكانبو)، وطلب منهم الباحثون الحكم على الحالات الذهنية لأشخاص آخرين استنادا إلى صور عيونهم، وكان الهدف الأساسي من هذه التجربة هو معرفة مدى تأثير هذا الهرمون على القدرة الإدراكية للأفراد .

نتائج الدراسة :
أكد الباحثون على أن هرمون الأوكسيتوسين يدعم التأثيرات في مناطق الدماغ المسؤولة عن التواصل الاجتماعي ، و بالتالي فقد استخدمه الباحثون كبخاخ أنفي قبل المعالجات السلوكية مباشرة ، و في هذا الصدد تقول “Ilanit Gordon” عالمة الأعصاب من جامعة Yale ” إن الأوكسيتوسين يجعل مناطق الدماغ المسؤولة عن العجز الاجتماعي عند الأطفال المصابين بالتوحد ، يجعلها سوية بشكل مؤقت” .

ووفقا للنتائج التي تم الحصول عليها، بعد مقارنة الجلسات التي تلقاها المشاركون بدواء وهمي والمشاركون الذين تلقوا علاجا باستخدام هرمون الأوكسيتوسين، تبين أن الأطفال الذين تلقوا الأوكسيتوسين أظهروا نشاطا أكبر في مناطق الدماغ المسؤولة عن معالجة المعلومات الاجتماعية والمتعلقة بالمكافآت والإدراك الحسي والاجتماعي والعاطفي، وأن هرمون الأوكسيتوسين قد أدى إلى تقليل نشاط مناطق الدماغ المسؤولة عن السلوك الاجتماعي، وببساطة، يتضح أن هذا الهرمون يساهم بشكل كبير في التمييز بين المحفز الاجتماعي وغير الاجتماعي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى