دواء الكوليسترول الجديد Pralunet برالونت ثورة في عالم الادوية
هناك العديد من الأفراد الذين يعانون من مشاكل في القلب، وغالبية هذه المشاكل تنجم عن زيادة نسبة الكوليسترول الضار في الدم، سواء كان ذلك وراثيا أو نتيجة تناول الأطعمة ذات الكوليسترول العالي أو الالتزام بنظام غذائي غير صحي ومشبع بالدهون. ولذلك، يزداد ارتفاع نسبة الكوليسترول مع التقدم في العمر، بما في ذلك الشباب والأطفال، لأن العامل المسبب هو نفسه في كل الحالات، ولكن المشكلة واحدة. وبالرغم من أن أدوية الكوليسترول لا تستطيع تخفيضه بشكل نهائي، إلا أن هناك عوامل خطرة أخرى على مرضى الكوليسترول، ولكن مع هذا الاكتشاف الجديد لتخفيض الكوليسترول عن طريق الحقن، يمكن رؤية الأمل لهؤلاء المرضى .
تم اكتشاف دواء طبي في الولايات المتحدة حيث وافقت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية على هذا الدواء الجديد لمنع النوبات القلبية والمشاكل الصحية المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية، ويتم إعطاؤه عن طريق الحقن ومهمته الرئيسية هي خفض مستوى الكوليسترول بشكل كبير جدا. يعتبر هذا الدواء الحل البديل والأمثل لنظام العلاج الكيميائي لمرضى الكوليسترول الضار، ويطلق عليه اسم `برالونت Pralunet`. أثبتت التجارب والدراسات أن هذا الدواء أفضل بكثير من دواء الستاتين المستخدم أيضا لعلاج ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، حيث نجح في تخفيض مستويات الكوليسترول لمرضى الكوليسترول الوراثي أو الأشخاص الذين يعانون من ارتفاعه. يعتبر هذا الدواء طفرة كبيرة جدا في العالم، حيث أقروا بأن هذا الدواء يعمل على علاج مشكلة الكوليسترول في الجينات بشكل خاص، مما يسهل عملية العلاج لارتفاع مستوى الكوليسترول الوراثي .
قصة اكتشاف عقار برالونت : يعود اكتشاف هذا الدواء إلى عائلة فرنسية كانت تعاني من مشكلة ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم والتي تعتبر وراثية، وقد تبين من خلال التحاليل والفحوصات أن هذه العائلة تعاني من مشكلة في جين PCSK9، حيث يكون هذا الجين متفاوت الارتفاع بين الأفراد، وهو بروتين موجود في الكبد والكلى والأمعاء. ومن لديه مستوى طبيعي من هذا الجين لن يعاني من ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في الدم. ولذلك، بحث البروفيسور جوناثان كوهين وهيلين هوبس، الحائزان على جائزة نوبل، حول هذا الجين وطرق تخفيض مستواه للحد من مشكلة ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، ومن ثم تم اكتشاف دواء برالونت .
ومع ذلك، لن يتم تأكيد نتائج هذا الدواء إلا بعد عام 2017. فعمل هذا الدواء يتمثل في منع إفراز بروتين PCSK9. وبما أن هذا البروتين يزيد من مستويات الكوليسترول في الدم عند ارتفاعه، ويقلل منها عند انخفاضه، فإن هذا الدواء يعد علاجا فعالا للمرضى الذين يعانون من مرض الكوليسترول الوراثي والذين لم يجدوا علاجا مناسبا لحد الآن، إذ يمكنه خفض نسبة الكوليسترول في الدم للمتناولين منه بنسبة تتراوح بين 40- 65%، مقارنة بالأدوية الأخرى مثل ليبيتور. وحتى الآن، لم يتم رصد أي آثار جانبية لهذا الدواء، وإن حدثت فإنها أقل بكثير من آثار الأدوية الأخرى، وغالبا ما تكون هذه الآثار هي نسيان مؤقت .