حقيقة مدينتي سبتة ومليلية
تبدأ قصة مدينتي سبتة ومليلية في القرن الخامس عشر الميلادي عندما سقطت المدينتين بسبب ضعف إمارة بني الأحمر في غرناطة، واحتل البرتغاليون مدينة سبتة عام 1415، ثم سقطت مليلية في يد الأسبان عام 1497، وظلت سبتة تحت الاحتلال البرتغالي حتى عام 1580 عندما ضمت أسبانيا مملكة البرتغال.
موقع مدينة سبتة
تقع مدينة سبتة على الساحل المغربي عند مدخل البحر المتوسط، وتمتد شبه الجزيرة ألمينة عند مضيق جبل طارق في أقصى طرف المدينة، وتضم هذه الأراضي جزيرة سانتاكا
تبلغ مساحة هذه المنطقة 20 كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها 77 ألف نسمة
يتكون سكانها من عدة ديانات، بما في ذلك المسيحيين والمسلمين، مع وجود أقليات يهودية وهندوسية.
تاريخ مدينة سبته
تمنح المنطقة الحكم الذاتي داخل إسبانيا منذ عام 1995 بموجب قرار من البرلمان الإسباني
سيطر الرومان على المدينة في عام 42 ميلاديًا بسبب موقعها الاستراتيجي المتميز
بعد 400 عام، قامت قبائل الفاندال بطرد الرومان من المدينة، ثم سيطر عليها البيزنطيون، ثم القوط القادمون من أسبانيا.
كانت إسبانيا قاعدة للغزو الإسلامي بقيادة طارق بن زياد، عندما غير حاكمها القوطي جوليان موقفه وحث المسلمين على غزو إسبانيا.
بعد سقوط الخلافة الأموية، حلت الفوضى واستولى عليها المريدون، واعتبروها نقطة انطلاق لهجماتهم على الأندلس في عام 1084.
احتلال مدينة سبته
سيطر البرتغاليون على هذه المنطقة عام 1415 بقيادة الأمير هنري البحار، وذلك بهدف القضاء على نفوذ المسلمين في المنطقة
– عندما تولى الملك الإسباني فيليب الثاني عرش البرتغال في عام 1580، أصبحت المدينة تابعة لإسبانيا.
بعد أن اعترفت إسبانيا باستقلال البرتغال، تنازلت البرتغال عن سبتة لصالح إسبانيا في معاهدة لشبونة عام 1668.
بعد استقلال المغرب عن فرنسا وإسبانيا في عام 1956، استمرت إسبانيا في السيط بسبتة، وأصبحت هذه المدينة إقليمًا يتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1995.
موقع مدينة مليلية
مليلية تقع في شرق المغرب بالقرب من الحدود الجزائرية والساحل الجنوب لأسبانيا.
تزيد مساحتها عن 12 كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها حاليا 70 ألف نسمة.
كانت في الأصل قلعة تم بناؤها على تلة مرتفعة تبعد 500 كيلومتر عن السواحل الأسبانية
تعد هذه المدينة الأكثر تأثراً بالثقافة المغربية، حيث يعيش عدد أكبر من المغاربة فيها مقارنة بـ سبتة.
تاريخ مدينة مليلية
كانت القوات الأسبانية في مليلية أول من تمرد على الحكومة اليسارية في مدريد خلال الحرب الأهلية الأسبانية التي اندلعت عام 1936، واستمرت الحرب حتى عام 1939.
بقيت مليلية جزءًا من إقليم ملقة الإسباني حتى 14 مارس 1995، ثم أصبحت إقليمًا يتمتع بالحكم الذاتي.
ثار المسلمون في المدينتين عام 1985 احتجاجاً على قانون الأجانب الذي أُصدِر والذي ألزم جميع الأجانب في إسبانيا بتسجيل أسمائهم لدى السلطات أو طردهم.
تجاوز معدل البطالة بين المغاربة في المدينتين 30%، وهو من أعلى معدلات البطالة في إسبانيا.
تجذب المدينتان الآلاف من التجار والعمالة اليدوية من المغرب الذين يعبرون الحدود يوميا للعمل وكسب رزقهم.
محاولات استعادة مدينتي سبتة ومليلية
حاول المغاربة بشكل متكرر استعادة المدينتين، وذلك من خلال إسماعيل في القرن السادس عشر الميلادي، عندما تعرضت مدينة سبتة لحصار طويل، ولكن لم تنجح تلك المحاولات
حاول مولاي محمد بن عبد الله في عام 1774 محاصرة مدينة مليلية، ولكنه لم يتمكن من تحريرها.
تواصلت المحاولات لاستعادة المدينتين في القرن العشرين، وعلى الرغم من أن الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، قائد ثورة الريف، كان في وضع عسكري يسمح له بدخول مدينة مليلية، إلا أنه امتنع عن القيام بذلك.
طالبت الرباط بمدينتي سبتة ومليلية، وبعض الجزر الصغيرة الموجودة قبالة الساحل الأفريقي، مثل الجزر الجعفرية، والمعروفة باسم إشفارن بالأمازيغية أو شفاريناس بالأسبانية، منذ استقلال المغرب عن فرنسا وأسبانيا.
في عام 2002، طرد الجيش الإسباني قوة من الشرطة المغربية من جزيرة برجيل المقابلة لسبتة والتي يطلق عليها المغاربة اسم جزيرة ليلى.
أثارت زيارة الملك السابق لإسبانيا، خوان كارلوس، لمدينة سبتة في نوفمبر عام 2007 غضب المغرب، ودفعته إلى تجديد مطالبته بالسيادة على المدينتين.
في يوليو 2015، أعلن رئيس الحكومة المغربية آنذاك، عبد الإله بنكيران، أن الوقت لم يحن بعد للمطالبة بإعادة مدينتي سبتة ومليلية.
دعا الفرقاء السياسيون إلى تجنب المزايدات السياسية في هذه القضية، وأكدوا أن إسبانيا هي شريك اقتصادي مهم للمملكة.
يعتقد بعض المحللين أن السبب في تغيير موقف المغرب في هذه القضية هو عدم قدرتها على فتح جبهتين في وقت واحد، الأولى في الجنوب ضد جبهة البوليساريو والجزائر، والثانية في الشمال ضد إسبانيا.
تجدر الإشارة إلى أن الأمم المتحدة لا تصنف سبتة ومليلية كمناطق محتلة.