ما الدول التي تتحكم في مضيق جبل طارق
المضيق هو ممر بحري يربط بين مسطحين مائيين، ويفصل جزءين أو أكثر من اليابسة عن بعضهما، ويمكن أن يصل عرض المضيق إلى مئات الأمتار، أو يتسع ليصل إلى بضع عشرات من الكيلومترات.
يقع مضيق جبل طارق البحري بين شبه الجزيرة الإيبيرية في الشمال وشمال أفريقيا في الجنوب، ويصل بين مياه البحر الأبيض المتوسط ومياه المحيط الأطلسي. تصل عمق المياه في مضيق جبل طارق إلى حوالي 300 متر، ويبلغ طول أقصر مسافة بين ضفتيه 14 كيلومترا، ويبلغ طول المضيق حوالي 51 كيلومترا، ويتراوح عرضه بين 13 و37 كيلومترا.
حدود مضيق جبل طارق
يعد هذا المضيق واحدًا من أهم المعابر البحرية في العالم، حيث يحده المدخل الغربي للمضيق كل من رأس سبارتيل في طنجة بالمملكة المغربية ورأس الطرف الأغر في إسبانيا، بينما يحده من الجهة الشرقية منطقة الحكم الذاتي جبل طارق التابعة للمملكة المتحدة البريطانية ورأس ألمينا في شمال أفريقيا.
تنساب المياه من المحيط الأطلسي باتجاه الشرق إلى البحر الأبيض المتوسط عبر مضيق جبل طارق، وتحمل التيارات التحتية المياه الفائضة غربا عبر المضيق إلى المحيط الأطلسي.
سمي بحر الزقاق في العصور القديمة عند العرب، ويعود اسمه إلى مضيق جبل طارق، وذلك نسبة للقائد طارق بن زياد الذي عبره في بداية الفتوحات الإسلامية لإسبانيا في عام 711 م.
الدول المتحكمة في مضيق جبل طارق
تنطبق القواعد الخاصة بالمياه الإقليمية والدولية على المضايق، فإذا كان عرض المضيق أكثر من ستة أميال حوالي 10 كيلومترات، تصبح نصف هذه المسافة والموزعة على جانبيه مياهاً إقليمية، والشـقة المائية في وسطه تصبح مياهاً دولية، أمّا لو كان عرض المضيق ثلاثة أميال، حوالي خمسة كيلومترات، فإنه يصبح مياهاً إقليمية صرفه، ويصبح للدول المحيطة به حق السيطرة عليه ويحدد نصيب كل منها من المضيق بخط يمر في وسطه.
يشرف على مضيق جبل طارق كل من المغرب وإسبانيا وجبل طارق المنطقة ذات الحكم الذاتي البريطاني. وقد ساعد الموقع الاستراتيجي لمضيق جبل طارق على إكسابه أهمية كبيرة، حيث يفصل بين القارتين الأوروبية والإفريقية عند نقطة تقاطع البحر الأبيض المتوسط مع المحيط الأطلسي.
أهمية مضيق جبل طارق
يحتل المضيق أهمية كبيرة من الناحية التجارية والاقتصادية، حيث كان يمثل نقطة عبور مهمة للبحارة القدماء إلى المحيط الأطلسي، ولا يزال نقطة حيوية كطريق شحن للمناطق الجنوبية من أوروبا والمناطق الشمالية من إفريقيا والغربية من آسيا، وساعد وجود المضيق على تدفق المياه بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهادئ، مما حال دون تحول البحر الأبيض إلى بحيرة مالحة.
أهمية مضيق جبل طارق عسكريا
عسكريا، شكل وجود مضيق جبل طارق دوراً عسكرياً مهما في العديد من الصراعات العسكرية الدولية والأحداث التاريخية الكبرى، ومن أهم هذه الأحداث الحصار الكبير، وحرب شبه جزيرة إيبيريا، والمعارك الأطلسية التي دارت رخاها خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، واتخاذه مقر لدول حلف شمال الأطلسي خلال فترة الحرب الباردة، كما أدى زيادة عدد الأساطيل البحرية التابعة لفرنسا وألمانيا وإيطالية الموجودة في منطقة جبل طارق إلى رفع أهمية المضيق كقاعدة بحرية، وهو ما يجدد الصراع كل فترة زمنية بين إسبانيا، وبريطانيا.
أهمية مضيق جبل طارق اقتصاديا
اقتصاديا فإن شبه جزيرة جبل طارق تحتل والتي تتمتع بالحكم الذاتي، وتتبع المملكة المتحدة البريطانية، أهمية سياحية كبيرة ، حيث تعتمد على السياحة، حيث يزورها أعداد كبيرة من االسائحين الذين يأتونها للتمتع بمناخها المعتدل وطبيعتها الساحرة، وإطلالتها الساحرة على البحر الأبيض المتوسط.
يُعَدُّ المضيق الذي تشرف عليهالسلطات البريطانية من أهم المضائق البحرية في العالم، حيث يمُر عبره ما يقرب من 250 ناقلة شحن كبيرة الحجم، ما يُمثِّلُ سدس حجم التجارة العالمية.