منوعات

أصل تسمية مضيق جبل طارق بهذا الاسم

يعتبر مضيق جبل طارق هو الحلقة التي تربط المسطحين المائيين العظيمين، المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. يقع مضيق جبل طارق بين الساحل الشمالي الأفريقي من الجنوب وشبه الجزيرة الأيبيرية من الشمال. في الماضي، كان يطلق على هذا المضيق اسم (بحر الزقاق) من قبل العرب والمسلمين، وجاءت هذه التسمية استنادا إلى شكله وموقعه. حاليا، يحده من الشمال مملكة إسبانيا، ومن الجنوب يقع المغرب .

أصل تسمية مضيق جبل طارق بهذا الاسم :- – سمي هذا المضيق بهذا الاسم تيمنا بالفاتح المسلم (طارق بن زياد) الذي تمكن من عبوره وفتح شبه الجزيرة الأيبيرية، وسميت تلك المنطقة المهمة جغرافيا بجبل طارق باللغة العربية. تعد تلك المنطقة منطقة ذات حكم ذاتي وتابعة لبريطانيا العظمى. يحمل المضيق أهمية استراتيجية كبيرة، حيث يعتبر واحدة من أهم النقاط الاستراتيجية على الإطلاق لمن يسيطر عليه .

التاريخ الخاص بجبل طارق :- النياندرتال كان أول من سكن جبل طارق قبل أكثر من 50 ألف عام. جبل طارق هو واحد من أكثر المناطق التي استوطنها النياندرتال. تاريخ جبل طارق المعروف بدأ في عام 950 قبل الميلاد عندما وصل الفينيقيون واستوطنوا بالقرب منه. بعدهم جاءوا الرومان والفرطاجيون وقاموا بتعبيد معابد الإله هرقل على صخرة جبل طارق، وكانوا يطلقون عليها اسم `مونس كالبي`، والتي تعني الجبل الأجوف. ثم جاء استيلاء العرب المسلمين على جبل طارق، ولكنهم لم يقموا بأي أعمال عمران تحت حكمهم. كان ازدهار العمران وبناء القلاع والحصون العسكرية فيه في عهد السلطان عبد المؤمن، حتى سيطرت الدولة الأسبانية على جبل طارق بعد العديد من المعارك مع المسلمين. لكن الدولة البريطانية استولت على الجبل بعد تنازل الأسبان عنه. كان جبل طارق أحد أهم وأفضل الممتلكات البريطانية، ولكن في عام 1985، انسحبت بريطانيا من التزاماتها الدفاعية بجبل طارق وانسحبت معظم قواتها العسكرية منه، حتى أصبح جبل طارق يتمتع بالحكم الذاتي .

الأهمية الخاصة بجبل طارق :- – يعد هذا المضيق واحدا من أهم وأبرز المضائق البحرية، وذلك بشكل مطلق؛ إذ ترجع أهميته لموقعه الجغرافي المتميز، الذي يربط بين مسطحين مائيين عاليي الأهمية، حيث يعد مضيق جبل طارق نقطة الوصل البحرية بين كل من منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط والأمريكيتين؛ وذلك نظرا للتحكم العالي في النقل التجاري بين مناطق العالم ودولة التجارة، حيث يعبر ما يصل عدده إلى حوالي 250 ناقلة شحن بحري كبيرة الحجم منه، أي ما يعادل حوالي سدس حجم التجارة العالمية، وهذا بالإضافة إلى نسبة حوالي 50% من حجم تجارة النفط في العالم. كما أن البضائع تباع في المضيق دون أن تضاف إلى قيمتها المالية القيمة المضافة، مما كان دافعا كبيرا للعديد من الشركات لإنشاء فروع خاصة بها في تلك المنطقة، حيث يمكن للمسافرين إلى منطقة جبل طارق القيام بشراء العديد من المنتجات والسلع بأسعار مخفضة أكثر من أي مكان آخر. وتعود أهمية المضيق الاستراتيجية إلى وضعه الدولي، الذي يسمح منذ عام 1982 م لكل بلد يحلق في أجوائه أو يعبر مياهه الإقليمية بما في ذلك الغواصات البحرية بالمرور من دولة إلى دولة، بما في ذلك إسبانيا والمغرب. ويعد المضيق البوابة الوحيدة الخاصة بالدخول والخروج والمطلة على البحر الأبيض المتوسط، وهذا ما جعلها أكثر من أي وقت مضى استراتيجية للغربيين، وذلك راجعا إلى تنامي التيار الإسلامي في دول الساحل وانعدام عامل الاستقرار العالي في الشرق الأوسط، وهذا ما يجعل المملكة المتحدة متمسكة إلى حد عال بالمنطقة، وذلك يرجع إلى الاتصالات والاستخبارات، علاوة على حركة الملاحة البحرية الهامة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى