تقرير عن مشروع محطة “براكة ” للطاقة النووية السلمية في أبو ظبي
تتجه العديد من الدول في العالم إلى استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية للاستفادة من إمكانيات تلك الطاقة الهائلة في العديد من المجالات. الطاقة النووية هي الطاقة التي تنبعث من تفتت ذرات اليورانيوم، وتسمى هذه العملية بالانشطار. هناك حوالي 400 محطة نووية تعمل في 25 بلدا حول العالم.
دخلت دولة الإمارات العربية المتحدة هذا المجال بخطى حثيثة واثقة. أشاد بها العديد من المنظمات الدولية التي تراقب وتتابع استخدام الطاقة النووية. بدأت منذ سنوات في بناء محطة براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، التي تطل على الخليج العربي وتبعد نحو 53 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من مدينة الرويس.
محطة براكة للطاقة النووية
تم التخطيط لإنشاء محطة براكة للطاقة النووية، وتتألف من أربعة مفاعلات طاقة نووية متقدمة من طراز APR1400، وستوفر حوالي ربع احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء عند تشغيل المحطة بالكامل.
بعد الحصول على الموافقات اللازمة من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، وشهادة عدم الممانعة من هيئة البيئة في أبوظبي، بدأت أعمال البناء في محطة براكة في يوليو 2012.
يتوقع أن يلعب هذا المشروع دورا رئيسيا في تنويع مصادر الطاقة في الإمارات، بالإضافة إلى توفير كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية للمنازل والشركات والمنشآت الحكومية، وبعد تشغيل المحطة بالكامل، يتوقع الخبراء أن تقلل هذه المحطة من انبعاثات الكربون في دولة الإمارات بمقدار 21 مليون طن سنويا.
تم تكليف مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بتطوير وإدارة وتشغيل محطات الطاقة النووية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالتالي هي الجهة المسؤولة عن محطة براكة.
مؤسسة الإمارات للطاقة النووية
تأسست المؤسسة في ديسمبر 2009، بتصريح من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية وتنويع مصادر الطاقة وتحقيق أمن الطاقة في الدولة.
تعمل المؤسسة على تطوير محطة براكة، وهي إحدى أولى محطات الطاقة النووية في الإمارات، حيث سيتم إنشاء أربعة مفاعلات للطاقة النووية في الموقع بحلول عام 2020.
يعمل المؤسسة على تنفيذ برنامج الطاقة النووية السلمية الإماراتي وفقًا لأعلى معايير السلامة والأمن.
اتبعت المؤسسة خطة تم تصميمها برؤية استراتيجية دقيقة ، مما مكنها من التطور من شركة صغيرة إلى أن أصبحت مشغلاً تامًا لمحطات الطاقة النووية.
تتبع المؤسسة خريطة طريق تنقسم إلى أربع مراحل، وتحدد الأهداف والاستراتيجيات بوضوح، وتشمل هذه الخريطة طريق المؤسسة منذ إنشائها وحتى عام 2028.
تمكنت المؤسسة من إكمال المرحلة الأولى في عام 2013، بالتركيز على مجموعة من الأولويات التي تجعلها مؤسسة رائدة.
5- استكملت المؤسسةُ في عامِ 2017 المرحلةَ الثانيةَ للمشروعِ والخاصةَ بأعمالِ الإنشاءاتِ، حيثُ انتهتْ الأعمالُ الإنشائيةُ.
تعمل المؤسسة على إنهاء المرحلة الثانية والمتوقع الانتهاء منها بشكل كامل عام.
المبادئ التي تحكم مؤسسة الإمارات للطاقة النووية
تعتمد الحوكمة الفعالة على تحقيق مزيج مثالي من المسؤولية واتخاذ القرارات والتفويض والرقابة المناسبة.
يتعين التركيز على العملاء من أجل فهم موظفي الدعم والموظفين الأساسيين لدورهم، وتحديد عملائهم ومورديهم الداخليين والخارجيين في الأعمال المؤسسية.
الهدف هو نشر ثقافة إدارة الأداء التي تركز على المخرجات والإنجازات.
نعمل على نشر ثقافة التحسين المستمر والتي تعكس سلوكيات الموظفين وقيم ومبادئ المؤسسة وتوقعاتها، وتعزيز الكفاءة وتحدي الصعوبات والمشكلات الإدارية.
يجب التركيز على تحقيق رسالة المؤسسة الأساسية، وهي توفير طاقة نووية آمنة وموثوقة ومستدامة للدولة.
أسس اختيار موقع براكة
تم اختيار موقع براكة ليكون الموقع الأول لمحطات الطاقة النووية السلمية في الإمارات، وتقع براكةفي منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، جنوب غرب مدينة الرويس وتبعد عنها بمسافة تقارب 53 كيلومترًا.
تم اختيار براكة بعد توفر الشروط والمتطلبات البيئية والتقنية، وتم تحديدها بعد عملية تقييم شاملة قام بها خبراء.
تمت عملية التقييم والاختيار وفقًا لأفضل الممارسات والمعايير العالية، بناءً على توجيهات الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، ومعهد أبحاث الطاقة الكهربائية، والمفوضية الأمريكية للرقابة النووية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
تم اختيار الموقع بناء على عدة عوامل، بما في ذلك
1 – التاريخ الزلزالي للمنطقة.
يجب الابتعاد عن المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
3- القرب من موارد المياه.
4- القرب من شبكة الكهرباء.
يتضمن الاقتراب من البنية التحتية ذات الصلة بالصناعة والنقل.
يساعد الموقع في الحد من الآثار البيئية المتوقعة.
7- أصدرت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وهيئة البيئة بأبوظبي، في يوليو 2010، رخصتان للبدء بالأعمال الأولية في محطة براكة، وتم بموجب الرخصة الأولي البدء بتحضير الموقع وتجهيز بنيته التحتية غير المتعلقة مباشرة بالمفاعلات النووية، مثل الشوارع وشبكات الاتصال ومباني الإدارة.
حصلت الرخصة الثانية على الموافقة لبدء الإنشاءات المحدودة، وتم تصنيع بعض العناصر والمكونات وتجميعها، مثل أوعية الضغط في المفاعل ومولدات البخار ومضخات التبريد.
تم منح الموافقة النهائية لموقع براكة في عام 2012 من قبل الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وهيئة البيئة في أبوظبي، وتم تحديده كموقع رسمي معتمد لمحطة براكة للطاقة النووية التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية.
بدأت المؤسسة الإنشائية لتكون بداية لمسيرة تطوير المحطات النووية السلمية الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة.