تفسير قول الله تعالى ” بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ “
سورة البروج: هي إحدى السور المكية التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وهي السورة الخامسة والثمانين من القرآن الكريم، وتقع في جزء عم، وتحتوي على اثنتان وعشرون آية، ومائة وتسعة كلمات، وأربعمائة وتسعة وخمسين حرفا.
– تم تسميه سورة البروج بهذا الاسم لأن الله تعالى ذكر اسم البروج في أول آيتها، وتدعوا سورة البروج إلى تعلم العقيدة وفهمها والإيمان بالله، كما عرضت أحد قصص الأمم السابقة حتى يتعلم منهم المسلمون، وسيتم عرض تفسير قول الله تعالى ” بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ” في هذا المقال.
تفسير قول الله تعالى ” بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ “:
– تفسير الطبري : يفسر الطبري الآية الكريمة بأن الله يؤكد للذي يكذبون بالله وبرسله وبآياته، مثل قوم فرعون وقوم ثمود بأن لهم عذاب أليم، والذين يكذبون بالقرآن الكريم ويقولون أنه شعر وأن الرسول عليه الصلاة والسلام من كتبه، ويقول الحبيب أنه قرأن كريم من عند الله لا يستطيع بشرا أن يكتب مثله، وقد قال قتادة أن ( بل هو قرآن مجيد ) يعني قرآن كريم الذي قال الله تعالي بكتابته، وقوله تعالى ( في لوح محفوظ ) تعني أن القرآن الكرين محفوظ إلى يوم الدين، سيحفظه الله من أن يعبث فيه أحد أو يبدل فيه، وقد فسر مجاهد قوله تعالى ( في لوح ) أنه في أم الكتاب، وفسر قتادة قوله تعالى ( في لوح محفوظ ) أنه محفوظ في كتاب عند الله، وقد قال أنس بن مالك أن اللوح المحفوظ الذي ذكره الله في الآية محفوظ في جبهة إسرافيل .
– تفسير القرطبي: : القرطبي قد فسر قول الله تعالى ” والله من ورائهم محيط ۚ بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ” بأن الله تعالى قادر بقدرته على معاقبة المكذبين، الذين يكذبون على القرآن الكريم والرسل ولا يؤمنون بالله، وسوف ينزل العذاب عليهم كما عذب فرعون وثمود. والكتاب الذي يكذبون به هو القرآن الكريم من عند الله، وهو مكتوب في لوح محفوظ سيحفظه الله من التحريف، وقد قال الضحاك عن ابن عباس أن “اللوح من ياقوتة حمراء، أعلاه معقود بالعرش، وأسفله في حجر ملك، ويقال له كتابه نور، وقلمه نور، ينظر الله – عز وجل – فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة، ليس منها نظرة إلا وهو يفعل ما يشاء، يرفع وضيعا، ويضع رفيعا، ويغني فقيرا، ويفقر غنيا، يحيي ويميت، ويفعل ما يشاء، لا إله إلا هو.
وأفاد كلا من أنس بن مالك ومجاهد الحديث عن اللوح المحفوظ (الذي ذكره الله تعالى في جبهة إسرافيل)، وقال ابن عباس (أن أول ما كتبه الله تعالى في اللوح المحفوظ هو “إني أنا الله لا إله إلا أنا، ومحمد رسولي، ومن استسلم لقضائي، وصبر على بلائي، وشكر نعمائي، فقد كتبه الله كصاحب صداقة وبعثه مع الصديقين، ومن لم يستسلم لقضائي ولم يصبر على بلائي ولم يشكر نعمائي، فليتخذ إلها سواي.
وقد فسر بعض المفسرين أن اللوح المحفوظ هو عبارة عن لوح تقوم الملائكة بقراءته، وقد روي عن يحيى بن يعمر فإنه كن يقرأ كلمة لوح بضم اللام، وتعني يلوح، وقد فسر الزمخشري أن اللوح هو الهواء وأن اللوح موجود فوق السماء السابعة الذي فيه اللوح، وقال الصحاح أن لاح يلوح لوحا أي لمح، وأن كلمة اللوح التي تنطق بالضم تعني الهواء بين السماء والأرض.