بحث عن ظاهرة الإلحاد
يعتبر الإلحاد مذهبا فلسفيا يستند إلى فكرة العدمية، والتي تنكر وجود الله الخالق، واستخدمت كلمة “ملحد” في القرن الثامن عشر خلال عصر التنوير، حيث فضل الملحدون الأوائل تعريف أنفسهم بهذه الكلمة، ويعتقد الملحدون أن الكون بلا خالق وأن المادة أزلية وأبدية حتى اللانهاية، وهي الخالق والمخلوق في نفس الوقت.
على الرغم من تبني العديد من الملحدين لفلسفات معينة خاصة بالعلمانية مثل الإنسانية والتشكك، إلا أنه لا يوجد إيديولوجية أو سلوك واحد يتبعه جميع الملحدين، ومن المؤكد أن العديد من دول العالم الشرقي والغربي يعانون من انتشار ظاهرة الإلحاد. وقد تجسدت هذه الظاهرة في الشيوعية المنهارة والعلمانية المخادعة. وفي هذا البحث، سنقدم بعض الأدلة التي توضح أن الإلحاد هو أسوأ مذهب على الإطلاق.
أولاً: يختلف الإلحاد عن قانون نيوتن للجاذبية الأرضية
يعتقد الملحدون أن الكون بدأ بانفجار كوني كبير، وينكرون وجود خالق لهذا الكون، مما يتعارض مع قانون نيوتن للجاذبية الأرضية. فبحسب قانون نيوتن، لا يمكن لجسم ساكن الحركة بدون وجود قوة خارجية، وكذلك الجسم المتحرك يحتاج إلى قوة خارجية للحركة، وهذه القوة الخارجية هي قوة الخالق.
ثانياً: الإلحاد يختلف عن قانون الحفاظ على الطاقة أو القانون الأول للحركة الحرارية (أو الثرموديناميك)
كما ذكرنا أعلاه أنّ الملحدين يعتقدون بأزلية المادة، وأنّ المادة وُجِدت من العدم، فهم بذلك لا يتفقون مع القانون الأول للتحريك الحراري، والذي ينص على أنّ المادة لا تخلق ولا تأتي من العدم، ولا تستحدث ولا تفنى من تلقاء نفسها، إنّما يوجد خالق لهذا الكون هو من يأمر بوجود المادة.
ثالثاً: يختلف الإلحاد عن القانون الثاني للتحريك الحراري (أو الثرموديناميك)
القانون الثاني للتحريك الحراري ينص على أنّه، عندما تتساوى درجة حرارة جميع الجسيمات والأجرام الموجودة في الكون، فإننا نصل إلى مايسمى بالموت الحرارى، ويصبح هناك تفكك وتبسيط كامل لكل مايحيط حولنا. بينما يعتقد الملحدون أنّ الكون يتجه نحو التطور والتعقيد، وهم يؤمنون بنظرية دارون، وهي تحول القرد إلى إنسان، وتطور الكائنات الحية بكافة أشكالها عبر الزمن. وهذه القوانين لا يعترف بها العلم ويعتبرها مغلوطة ولا يصح استخدامها.
رابعاً: يختلف الإلحاد عن قانون الأخلاق:
كما نعلم، الأخلاق تعبر عن التعامل الحسن مع الآخرين والالتزام بصفات حميدة تقرب الشخص منهم. يتأسس الدين الإسلامي على الأخلاق والتصرفات الحسنة. سابقا، أشار ميتشا إلى أن اتباع الأخلاق يقلل من القوة الشخصية ويؤدي إلى ربح أقل في المال. الأخلاق هي قيمة لا يمكن قياسها بمعايير محددة ولا تتوقف على قوانين الطبيعة. القيم العليا والتضحية والإيثار هي أمثلة للأخلاق الحقيقية التي تحمل معنى عميق بوجود الخالق العظيم. يرون الملحدون أن الأخلاق ليست ذات قيمة ولا تتوافق معهم، حيث يركزون فقط على الربح المادي ولا يهتمون ببناء علاقات طيبة مع الآخرين. ينظرون إلى الآخرين من وجهة نظر مادية فقط ويحاولون استغلالهم بقدر ما يستطيعون.
خامساً: الإلحاد لا يتفق مع قانون الزواج:
لو قمنا بالتركيز حول ماذُكِر في القرآن حول الزواج، واسترجعنا ماكتبه الشيخ نديم الجسر في كتابه المشهور قصة الإيمان، لأدركنا أنّ هناك حكمة كبيرة من تكرار ذكر الزوجين الذكر والأنثى في القرآن الكريم ، لم يأتي هذا التكرار مصادفة، وإنّما جاء لتأكيد أنّ ذكر الزوجين لا يراد به المنّة، وإنّما يراد التنبيه إلى أنّ كل مايحيط حولنا من نبات وحيوان هو ذكر وأنثى، وبالتالي هذا دليل قاطع على عدم صحة نظرية دارون، والتي يعتقد بها الملحدون ويؤمنون بالعشوائية والعبثية أيضاً.
بعض من صفات الملحدين
أولاً: يقوم الملحدون بتفسير آيات من القرآن وفقًا لآرائهم الشخصية وتفكيرهم، مع استهزائهم بالدين في مجالسهم، وخصوصًا عند عدم وجود أشخاص يخالفونهم بالرأي.
ثانياً: إنكارهم الدائم بعدم وجود معجزات كونية، وعدم اعترافهم با لأحاديث النبوية الشريفة، ونفاقهم الدائم بخصوص أنّهم يقومون بتطبيق تعاليم الدين، وتفسيرهم الخاطئ للآيات القرآنية.
ثالثاً: يتميز الأشخاص بالتناقض المستمر في أقوالهم، ودخولهم في المحرمات، واندفاعهم نحو الانغماس في الشهوات، وسعادتهم عند سماعهم لوصف عالم يعتبر ملحدا، بفرض أن هذا الوصف يدعم موقفهم.