صحة

الفوائد النفسية و الجسدية للحياكة والأشغال اليدوية

كانت الحياكة والأعمال اليدوية من بين الأمور التي لفتت الانتباه في العصور السابقة، وذلك بسبب جمال المنتجات التي تنتجها الأيدي الماهرة، بالإضافة إلى الرمز الذي تعبر عنه الأم وهي تعمل على ماكينة الحياكة أو أي أدوات يدوية أخرى. ولكن مع تسارع وتيرة الحياة الحديثة، تخلت المرأة عن هذه النشاطات التي ثبت بمرور الوقت أنها تمنحها الصحة الجسدية والنفسية بحيث تظل شابة دوما. وعلى الرغم من ذلك، يستمر البعض في الاستفسار عن سر تأثير هذه الأعمال في حياة المرأة.

أهم الفوائد نفسية وجسدية للحياكة والأشغال اليدوية:
1- الاسترخاء وعدم التوتر :
يؤكد الكثير من الأطباء النفسيين أن حركة اليد أثناء الحياكة والاشغال اليدوية تعطي شعور بالاسترخاء مثل اليوغا أو تمارين التأمل، وهذا لأن حركات اليد في هذا الوقت تحفز الجسم على انتاج هرمون يقوم بتهدئة الجسم مثل محاولتنا لتهدئة الطفل بهزات خفيفة هذا إلى جانب حركة العين أثناء تلك الاشغال وأيضا حركة العين تحسن من حالة الذاكرة بنسبة كبيرة للغاية.

2- تلك الأشغال مضادة للاكتئاب :
عندما نقوم بعمل شيء ممتع، يتم تنشيط منطقة خاصة في الدماغ تفرز ناقل عصبي يسمى “الدوبامين”، وهذا الناقل العصبي يسبب شعورًا بالسعادة ويقلل من الاكتئاب.

3- تعزيز الثقة بالنفس وتنمية الاحساس الابداعي :
عندما ينجز الشخص شيئًا بيديه وينال إعجاب الآخرين، يشعر بالفخر والثقة، مما يعزز المشاعر الإيجابية في جسده، وينعكس بذلك طاقته وإبداعه.

4- التخلص من الوزن الزائد:
يؤكد الكثير من الباحثين أن تلك الأعمال هي بمثابة ادمان ايجابي فهو يجعل المرأة تستبدل شهوتها في الأكل والإفراط فيه بشغل فراغها بشئ مثمر، وهذا بالطبع يساهم بشكل كبير في انقاص الوزن الذي تحاول الكثيرات الوصول إليه.

5- تحسين الذاكرة وتأخير الشيخوخة :
يعاني الكثير من الأشخاص من مشكلات فقدان الذاكرة وأكدت الكثير من الأبحاث والدراسات أن عمل نشاط محفز ينشط عمل الذاكرة وقد أكدوا أن تلك المهارات اليدوية تنشط جوانب كبيرة من المخ وهذا بالطبع ينشط الذاكرة إلى جانب الحركة اليدوية التي تساهم في حركة الدورة الدموية وهذا لا يجعل الشخص يعاني من الشيخوخة المبكرة.

6- تعمل على تسكين الألام الجسدية :
نظرا لمساواة تأثير الأعمال اليدوية وتمارين اليوغا والاسترخاء وهذا يعمل على تخفيض سرعة نبضات القلب وتقليل ضغط الدم وأيضا تقليل هرمون التوتر في الدم ويدعى “الكورتيزول” وهذا على ضوء دراسة وتجربة تم اجراءها على 60 متطوعة لديهم الكثير من الأمراض المزمنة، فقد لاحظ الباحثون أن التركيز في تلك الأشغال اليدوية يقلل الاحساس بالألم وهذا لأن الألم ليس من أعضاء الجسم بل من اشارات المخ وتلك الأشغال اليدوية تجعل المخ ينشغل تماما ولا يسجل اشارات الألم.

7- الاحساس بامتلاك ما تصنعه الأيدي:
يعاني البعض من مشكلة عدم التحكم في أمر ما بسبب ريتم الحياة السريع وهذا بالطبع يؤثر على قدراتهم ويسبب لهم احباطات نفسية ولكن عند انتاج قطعة فنية من صنع اليد هذا يعطي احساس بالثقة بالنفس والسعادة و الراحة النفسية ومعرفة قيمة ما تنتجه اليد ويكفي السعادة في عمل شئ يحبونه وخاص بهم.

يوضح ذلك أهمية الأعمال اليدوية في حياة المرأة، بدلا من الأمور السلبية التي تؤثر سلبا على حياتها. ولا ننسى أهمية هذا الأمر من الناحية المادية، حيث يمكن أن توفر لها بعض المال وتمكنها من اكتساب مهارات جديدة. فإنه يمكن أن يكون لها مشروع حيوي يوفر دخلا خاصا لها ولأسرتها، وليست الفائدة مقتصرة على الصحة والعافية النفسية فقط، بل لها أيضا فوائد اقتصادية لها ولأسرتها، لتصبح يوما ما شخصا منتجا وليس مجرد مستهلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى