بعد انتشار الأوبئة ورأي منظمة الصحة العالمية حول فيروس كورونا الذي هز العالم وأسقط الكثير من الدول من على عروشها، خاصة بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا وباء، فأصبح العالم يتخبط ولا يعرف الفرق بين الوباء والجائحة والطاعون، ومعرفة هذا الفرق شيء مهم .
أكثر ما يخيف الناس دوماً حول العالم هو انتشار الأوبئة خاصة إذا لم يكن لها علاج وكانت سريعة الانتشار ولا يمكننا السيطرة عليها، وأكثر ما يخيف الناس فقدان أحبتهم والأشخاص الغاليين عليهم، ولكن يختلف المرض في وصفه حول ما إذا كان وباء أو جائحة أو طاعون وفقاً لمدي ضرره وانتشاره.
تعريف الوباء
- يعد الوباء من أكثر الكلمات استخدامًا عالميًا لوصف مشكلة صحية تشكل تهديدًا للعالم وتنتشر وتصعب السيطرة عليها، ويعرف العلماء الوباء على أنه `المرض الذي ينتشر في منطقة جغرافية واسعة النطاق ويؤثر سلبًا على عدد كبير من السكان في تلك المنطقة`.
- كلمة “وباء” هي كلمة ذات أصل يوناني وتعني “الانتماء لجميع الناس” أو بمعنى عام “العروض التي تقدم للجميع من الناس” أو “الشكل العام.
تعريف الجائحة
- تشير كلمة الجائحة إلىالوباء الذي ينتشر بسرعة واسعة، ويطلق عليها أيضًا الوباء العام، ويمكن لهذا الوباء أن ينتشر على مستوى واسع جغرافيًا ويؤثر على العالم بأكمله.
- الأمراض التي تنتشر بين الأفراد في مناطق واسعة جغرافيا بشكل موسمي ويسمى الوباء المستوطن، لا يمكن أن يصنف بأنه جائحة مثل الأنفلونزا الموسمية أو الجدري الذي انتشر كجائحة، ولكن الآن لديه علاج. ومن بين الأوبئة الأكثر شهرة في العالم هي الجدري والسل.
تعريف الطاعون
الطاعون” هو اسم يطلق على الأمراض القاتلة المعدية السريعة الانتشار، وأسماه العالم الفرنسي البكتيريا الألكسندر يرسين، ويسببها بكتيريا اسمها إنتروبكتريسا يرسينية طاعونية.
- يعتبر الطاعون واحداً من أشرس الأوبئة التي هاجمت البشرية، ويتم تصنيفه ضمن الثلاثة أوبئة الأصعب والتي تشمل الحمى الصفراء، والكوليرا، والطاعون، ولذا يجب إبلاغ منظمة الصحة العالمية عند ظهوره.
بعد مناقشة تعريف كلمات الوباء والجائحة والطاعون، يجب علينا شرح الفرق بين الوباء ومتى يُمكن أن يصبح المرض جائحة ومتى يُمكن تصنيفه كطاعون.
الفرق بين الوباء والجائحة والطاعون
بعد فهمنا معنى كلمة وباء، يستخدم الكثيرون بشكل متبادل بينها وبين كلمة جائحة، ولكن يجب استخدامهما بحذر، حيث أن معانيهما مختلفة. فمن الناحية الطبية، لا يمكن تسمية وباء بأنه جائحة إذا لم ينتشر أو يصيب مكانًا واسعًا.
لكي يتحول الوباء إلى جائحة، يجب أن نفقد السيطرة عليه ويبدأ في الانتشار في دولة تلو الأخرى دون توقف ودون إيجاد علاج له، وخاصة إذا بدأ في الانتشار خارج حدود الدولة والقطر ثم خارج حدود القارة إلى قارةأخرى، ويصبح مصدرًا للتهديد العالمي.
كيف تظهر الأوبئة
دائماً ما يسأل الناس عن سبب ظهور وباء أو أخر والوباء هو البذرة التي تتحول فيما بعد إلى جائحة أو نوع غير معروف من الفيروسات أو سلالة جديدة من الأمراض ويبدأ في التفشي والانتشار حول العالم ويصيب مجموعات كبيرة من البشر.
- عند حدوث تفشي، تصبح جميع الوسائل العلمية والدوائية المعروفة، بما في ذلك المضادات الحيوية الفعالة ضد الفيروسات والأمراض الأخرى، فاشلة.
- وكان قد حدث على مدار الزمان انتشار الكثير من الأوبئة ومنهم من أطلق عليه الوباء الأسود وكان في القرن 14 حيث حصد أرواح الكثيرين من البشر حول العالم خاصة في أوروبا، كما يسبب الكثير من الخسائر المالية والاقتصادية والإجتماعية للدول التي ينتشر فيها، لأن من أكثر السبل المتبعة لمواجهة أي وباء هو المكوث بالمنزل وعدم مباشرة الأعمال وتتوقف حركة الاقتصاد تماماً.
- ويمكن الوباء أن يتحول إلى جائحة ثم إلى مرض موسمي يتردد على الناس من وقت لآخر كل عام ولكن يوجد له علاج ويبدأ الناس في اكتساب مناعة منه مع الوقت وتحصين بسيط للنفس.
وأكثر المنظمات المعنية بمراقبة حركة الأوبئة وظهور الجائحة والطاعون والأمراض الأكثر فتكاً بالكثير من البشر من خلال منظمة الصحة العالمية والكثير من الوكالات المعنية بالصحة العالمية والبيئة ولكن أشهرهم هم (WHO) و (CDC) .
يتم تحديد الوباء جغرافياً حتى ولو لم يكن خطيراً، ويتم ذلك بناءً على سرعة انتشاره ومداه، أما الجائحة فتحدث عندما يفقد الوباء السيطرة عليه، بينما يشير المصطلح `الطاعون` إلى المرض المميت الذي يقتل أي شخص يصاب به دون هوادة.
الأوبئة على مر التاريخ
شهد العالم أعدادا كبيرة من الأوبئة التي قتلت وأصابت الملايين من الأشخاص حول العالم، ومن أبرز هذه الأمثلة
- الإنفلونزا الإسبانية التي انتشرت في جميع أنحاء العالم في الفترة من عام 1918 حتى 1920.
- لم يحدث الأمر الكبير بشأن الإنفلونزا حتى عام 1968.
- ظهر وباء فيروس الإيدز أو نقص المناعة المكتسبة فيما بعد.
- ظهور الطاعون الدبلي.
متى نعلن عن الجائحة
عندما يتحول الوباء إلى جائحة ويصعب السيطرة عليه، يتم الإعلان عنه وتغيير اسمه ليصبح جائحة. يتدخل منظمة الصحة العالمية والمراكز البحثية للحد من انتشار الجائحة والسيطرة عليها، ويتم توجيه وعي الناس في جميع أنحاء العالم لفهم الخطر والوباء الذي نواجهه حتى نستطيع اتخاذ التدابير اللازمة.
مثلما حدث مع COVID-19 أو الكورونا ومثلما حدث مع الإنفلونزا التي تحولت إلى وباء عالمي باسم COVID-19، تم إعلان COVID-19 أو الكورونا جائحة بسبب انتشاره الواسع والسريع حول العالم بشكل كبير ومباشر.
تتعامل منظمة الصحة العالمية حتى الآن مع فيروس كورونا كجائحة سريعة الانتشار ولكنها لا تزال تحت السيطرة إلى حد ما، ويعمل العالم على الحد من انتشارها وتوعية المجتمعات حول العالم حول كيفية الوقاية من الفيروس.
التفرقة بين الوباء والجائحة والطاعون علميا
وفقًا لجميع التعريفات والنقاشات السابقة حول الفرق بين تعريف كل من المصطلحات ومتى يتحول المرض إلى وباء ثم جائحة حتى يتحول إلى طاعون، حدد العلماء عددًا من الخطوات التي يتم من خلالها تحديد المراحل والإعلان عنها بناءً على تلك الخطوات، وهي:
- يظهر مرض نادر غير معروف في البداية وينتشر بشكل غير منتظم، وخاصة تلك الأمراض التي يتسبب في انتشارها الطعام مثل E. coli أو السالمونيلا.
- تزداد أعداد الإصابات بشكل ملحوظ دون معرفة السبب الحقيقي وراء هذه الزيادة في أعداد المرضى، ومن الأمثلة على ذلك الظهور الأولي للأورام السرطانية وانتشارها قبل معرفة الأسباب الأولية للإصابة بها.
- ثم يبدأ المرض في الانتشار على المستوى الجغرافي بشكل أكبر ويبدأ في السيطرة على مناطق كبيرة وواسعة الانتشار فيبدأ تحول هذا المرض إلى وباء ويتم إبلاغ التطورات بشكل دائم للجهات المعنية خاصة منظمة الصحة العالمية كما حدث في مرض الإيدز والذي يعد الموطن الأصلي له والأكثر انتشاراً في الولايات المتحدة الأمريكية.
- في حال خروج الوباء من البلدة والسيطرة عليه في القارة بأكملها وانتقاله لبلدان وأقطار بعيدة وقارات كبرى وسيطرته عليها، فإن الوباء يتحول إلى جائحة، وهذا ما حدث في السابق عند انتشار الحمى أو الطاعون.
- في حالة تفشي المرض وفقدان السيطرة عليه، وبدء انتشار وفيات بلا توقف وعدم القدرة على العلاج، يصبح من المستحيل علاج الإنسان بمجرد الإصابة، ويصبح المرض مثل الطاعون الذي لا يرحم ويقتل بلا رحمة.