مقارنةمنوعات

الفرق بين القدر والنصيب

كلمتا القدر والنصيب لهمعانٍ مختلفة، ومع ذلك، يستخدمهما الناس في بعض الأحيان بنفس المعنى، إذ يوجد العديد من الأشخاص الذين لا يستطيعون التمييز بين القدر والنصيب في المعنى.

الفرق بين القدر والنصيب
القدر والنصيب متقاربان جدا في المعنى، وهذا ما يجعل كثيرون يخلطون بينهما، ولكن هناك فرق بينهما في المعنى، حيث أن النصيب هو ما ينتج عن فعل الإنسان وبيده، أما القدر فمن الله، فالله وحده من يحدد أقدار الناس.

على سبيل المثال عندما يمتلك شخص ما قطعة أرض، فهناك من يزرع فيها الأشجار ويهتم بيها وبسقايتها، ويعمل بجد حتى تنبت الأرض، فعندما تنبت الأرض فهذا يكون نصيبه على كده وإجتهاده، وهناك من يهمل الأرض ولا يسقي نباتاته بإنتظام، أو لا يزرع الأرض من الأساس وبالتالي يكون نصيبه ألا تنبت الأرض أي أن النصيب من صنع الإنسان ونتيجة لأفعاله فقط، وإذا قام الشخص برعاية الأرض وسقايتها والإهتمام بها بالكامل ومراعاة كل سبل النجاح، ولكن في النتيجة لا تنبت الأرض فهذا يكون قدره الذي قدره الله له.

وعندما يتجاهل الشخص صحته ولا يهتم بتناول الطعام الصحي، وبالتالي يصاب بالأمراض، فإن هذا نتيجة لأفعاله وليس لقدره، حيث أن هذا الشخص لم يلتزم بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام حيث أمرنا بعدم الإسراف في الأكل.

متى يتم اعتبار موقف ما قدرًا من عند الله، ومتى يتم اعتباره نصيبًا؟
عندما يتخذ الإنسان كل سبل النجاح ومع ذلك يفشل فهذا قدر من عند الله يجب عليه تقبله والتسليم له مع، فمثلا هناك شخص يهتم بصحته جيدا ويهتم بطعامه ويتناول طعام صحي، ولا يسرف في الطعام، ويعمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال ” إن لبدنك عليك حق” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك يصاب بمرض مميت، فهذا قدره الذي قدره الله له، ويجب عليه الإمتثال لقضاء الله وقدره.

فالقدر هو من عند الله وليس لنا تدخل فيه، ومهما حاولنا فإنه سيحدث. أما النصيب فهو نتيجة لأفعالنا، فالإنسان مخير في أفعاله، ومن يطيع الله يكون نصيبه الجنة، ومن يعصي الله يكون نصيبهالجحيم، ونصيب كل شخص هو نتيجة لأفعاله.

مواقف توضح الفرق بين القدر والنصيب
-هناك شخص قادر ومستطيع أن يصلي، ولكن بإرادته يقرر عدم الصلاة، فبالتالي لن يدخل الجنة، وهناك شخص يختار الصلاة وأدائها في وقتها فيكون نصيبه الجنه، وهناك آخر يريد الصلاة بشدة ولكنه لا يستطيع بسبب إصابة أو مرض، كأن يكون الشخص مشلول، وبالتالي لا يستطيع الصلاة بطريقة عادية، ويصلي ولو حتى بعينيه، فالله يجازيه على نيته ويدخله الجنة، وهنا حالة الشلل هي قدرك الذي منعك من الصلاة والجنة نصيبك على نيتك.

على سبيل المثال، هناك شخص يرفض دراسة ولا يبذل جهودا في البحث عن عمل، والنتيجة أنه يصبح فاشلا في العمل. هذا هو نصيبه وليس قدره، إذ لم يبذل أي جهد في الدراسة واختار البقاء في الجهل. وهناك شخص يبذل قصارى جهده للدراسة، على الرغم من وجود العديد من العراقيل، ويحاول جاهدا إكمال دراسته. وعندما يتخرج، لا يجد عملا على الرغم من بحثه المضني. هذا هو قدره، حيث اتبع جميع الأسباب، ولكن الله لم يقدر له أن يجد عملا.

الإستعمال الخاطئ لمفهوم القدر
هناك بعض الأشخاص الذين يسيئون استخدام مفهوم القدر ويسيئون استخدام قضاء الله وقدره بشكل غير صحيح، عندما يقتل شخص آخر أو يتسببون له في إعاقة، يدعون أن هذا هو ما قدره الله له، وأنهم مجرد أدوات أرسلها الله لتنفيذ إرادته. هذا تماما خاطئ، فالله سبحانه وتعالى أمرنا بعدم اعتداء على الآخرين ونهانا عن إيذاء الآخرين، لذا لا يمكن لبعض الناس أن يجعلوا القدر ذريعة لأفعالهم الخاطئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى